المدن - عرب وعالم|السبت21/12/2019شارك المقال :0
تشهد مدينة معرة النعمان موجة نزوح واسعة، وسط توقف كلي للخدمات العامة، وشلل في الأسواق، بسبب حملة القصف الروسية الوحشية. كما نزح عشرات آلاف المدنيين من ريف المعرة الشرقي. وما يزال عشرات الآلاف في مركز المدينة وريف المنطقة محاصرين وعالقين تحت النار، ويعانون ظروفاً إنسانية صعبة للغاية وينتظرون المساعدة، بحسب مصادر "المدن".
ومعرة النعمان هي أكبر مدن ريف إدلب الجنوبي الشرقي، وتقع على الطريق إم-5 حلب-بدمشق، وسيطرت عليها المعارضة المسلحة نهاية العام 2012، ونزح إليها آلاف السوريين من مختلف المناطق خلال السنوات السابقة. وتتعرض المعرة لحملة قصف جوي وبري هي الأعنف على الإطلاق لأنها مركز منطقة العمليات العسكرية التي أطلقتها مليشيات النظام، قبل يومين، وفيها العدد الأكبر من المدنيين.


الناشط الإعلامي فريد المحلول، أكد لـ"المدن"، أن الوضع الإنساني في المعرة يزداد صعوبة مع استمرار حملة القصف. والمجازر المروعة في المدينة والتطورات الميدانية المتسارعة على الجبهات أقلقت الأهالي ودفعتهم للخروج في موجات نزوح كبيرة. وما يزال 20 ألف مدني على الأقل عالقين في المدينة حتى الآن، بينما تمكن 70 ألف شخص من الخروج خلال اليومين الماضيين. والعائلات المتبقية عاجزة عن تأمين سيارات نقل لكي تخرج، وبعضهم لا يستطيع تحمل تكاليف النزوح، ولا إيجارات المنازل والنقل، وآخرون لديهم ممتلكات وبضائع في محالهم لا يمكنهم تركها والمغادرة. لكن الغارات الجوية وراجمات الصواريخ استهدفت الأسواق والمرافق العامة في المدينة، وما من مياه ولا كهرباء ولا أي نوع من الخدمات في المعرة في الوقت الحالي.
مدير المكتب الإعلامي في "الدفاع المدني" في ادلب أحمد شيخو، أكد لـ"المدن"، أن فرق الدفاع المدني تعمل على مدار اليوم على إجلاء الأهالي من المعرة، إذ أن مسببات النزوح قائمة ومعدلات القصف في ازدياد مخيف، لذلك تم استنفار كامل آليات الفرق والمتطوعين للعمل في جميع الظروف لمساعدة أكبر عدد ممكن من الناس. وتتضمن عمليات المساعدة، إنقاذ واسعاف ونقل عائلات وأمتعة من المناطق الخطرة.
وبحسب شيخو، فمن غير الممكن احصاء أعداد النازحين بشكل دقيق، فالعدد هائل، وهناك عشوائية في النزوح، ووجهات متعددة للنازحين، وقد تجاوزت أعداد النازحين 100 ألف منذ بداية الحملة، وما زال هناك مدنيون عالقون، وفي حال استمرت حملة النزوح على الوتيرة نفسها خلال 10 أيام، فإن المنطقة ستكون خالية بشكل شبه كلي من المدنيين.
ويعتبر ريف المعرة من أكبر الأرياف في ادلب، من حيث الكثافة العددية للقرى والبلدات التابعة للمنطقة، والكثافة السكانية. وحركة النزوح منه كانت كبيرة خلال الساعات الماضية بعدما تقدمت مليشيات النظام.
الناشط الإعلامي معاذ عباس، أكد لـ"المدن"، أن البلدات الكبيرة في ريف المعرة الشرقي شهدت حركة نزوح هائلة، السبت، بسبب قصف المليشيات المكثف، عدا عن عشرات الغارات الجوية ومئات القذائف الصاروخية. حتى العائلات التي كانت مترددة في اتخاذ قرار الخروج، بدأت تنزح الآن بعد تقدم المليشيات، فالخوف والهلع يخيم على المنطقة، والطائرات تستهدف الطرق والنازحين، وثمة عوامل كثيرة تعرقل عمليات إخلاء المدنيين.
الناشط الإعلامي عبد قيطاز، أكد لـ"المدن"، أن مئات العائلات في ريف المعرة الشرقي توزعوا على البساتين والأراضي الزراعية المحيطة في انتظار من يساعدهم على الخروج من المنطقة. والمنظمات والفرق التطوعية تعمل بكامل طاقتها لتقديم المساعدة ورغم ذلك لا تستطيع تغطية هذه الأعداد الكبيرة من النازحين وفي وقت قياسي.
يتوجه العدد الأكبر من نازحي المعرة إلى مثلث المخيمات شمالي ادلب في مناطق الدانا وسرمدا ودير حسان، وتم إنشاء عدد من المخيمات في المنطقة، وبنيت خيام ملحقة بالمخيمات القديمة في بعض المناطق. كما أن جزءاً من النازحين توجهوا لمناطق ريف ادلب الغربي في منطقة حارم، وتم استيعاب أعداد منهم في مساجد مدينة ادلب وعدد من المدارس والمنشآت العامة، ونجح الآلاف من النازحين في دخول مناطق ريف حلب الشمالي الشرقي، ووصلوا إلى عفرين وإعزاز ومارع والباب. ومع استمرار عمليات النزوح فإن المتوفر من المساكن والخيام غير كافٍ.
مدير فريق منسقو استجابة سوريا محمد حلاج، أكد لـ"المدن"، أن معرة النعمان وريفها الشرقي والجنوبي الشرقي شهدت حركة نزوح غير مسبوقة في الساعات الماضية، ومنهم أعداد كبيرة بحاجة لمساعدة عاجلة، والحاجات الأساسية المطلوبة هي مأوى ومواد إغاثية ضرورية. وبحسب حلاج، فإن تأمين المأوى الملائم للنازحين المشردين في المناطق الحدودية يشكل أزمة كبيرة، كامل المنظمات تعمل ضمن امكاناتها، والفعاليات المدنية قدمت المساعدة أيضاً.

JoomShaper