القاهرة- خدمة قدس برس - أكد تقرير حكومى مصري أن الفقر أثّر بشكل كبير على "الحالة التعليمية" فى مصر التي اختلفت بشكل كبير لدى الفقراء عن الأغنياء، بدليل أن 34 % من الأفراد الفقراء من 20 إلى 25 عاما لم يسبق لهم الذهاب إلى المدرسة فى حين لم تتخطى هذه النسبة 1% لدى الأغنياء رغم حرص الأسر الفقيرة على تعليم أبنائها حيث انخفضت نسبة الذين لم يلتحقوا بالتعليم منهم 10 % من الفئة العمرية بين 10-14 عاما مقارنة بـ90 % لدى الأفراد فى عمر 65 عاما.
وأكد التقرير الصادر عن "مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار" التابع لمجلس الوزراء تحت عنوان "أوضاع الفقراء فى مصر"، وحصلت عليه "قدس برس"، اتساع الفجوة بين الطبقة الغنية والفقيرة فى إلحاق أبنائها بمراحل التعليم المختلفة حيث أن 97.9 % من أبناء الأسر الغنية أتموا تعليمهم الابتدائى و91 % أتموا تعليمهم الثانوي مقارنة بالفقراء الذين أتموا تعليمهم الابتدائى 56.7 % و50 % أتموا تعليمهم الثانوي وأن 91 % من إناث الأسر الغنية فى عمر 20-29 عاما أتموا تعليمهم الثانوي، أما إناث الأسر الفقيرة فلم تتمتع سوى 26 % منهن بنفس العمر باتمام تعليمهن الثانوي.
وجاء في الدراسة أيضا أن الفقر يؤثر أيضا على المشاركة السياسية للأفراد، حيث بلغت نسبة الأفراد في الطبقة الفقيرة المهتمين بالسياسة نحو 26 % فقط.
وبحسب الدراسة الحكومية تميل الأسر الفقيرة إلى تعليم الذكور أكثر من الإناث والتى تصل إلى ضعف النسبة تقريبا لمن أتموا تعليمهم الثانوى حيث تصل النسبة لدى الذكور إلى 50,4 % مقارنة بـ26,1 % لدى الإناث بينما تختفى هذه الفجوة مع ارتفاع المستوى المعيشي لتتساوى نسبة الإناث والذكور الذين أتموا تعليمهم الثانوى بهذه الطبقة بنسبة 91%.
واعترف التقرير بعجز الحكومة على تطوير القرى الاكثر فقرا مدللا على ذلك بأن الصرف الصحي لازال مشكلة تعم كافة أرجاء البلاد، وبالأخص القرى الأكثر فقرا، حيث نجد أن نحو 1% فقط من الأسر فى القرى الأكثر فقرا متصلة بالشبكة العامة للصرف الصحي.
كما اعترف التقرير بعدم تحقيق مبدأ العدالة فيما يتعلق بالتأمين الصحي، حيث انخفضت مظلة المنتفعين بالتأمين الصحي لدى الفئات الفقيرة مع كونها الأكثر احتياجا له، حيث تبلغ نسبة الأفراد في الطبقة الفقيرة الذين لديهم تأمين صحي 13.9 % مقارنة بالنسبة التي يتمتع بها الأغنياء والتى تصل إلى 47.2 % في الطبقات الغنية أي أكثر من ثلاثة أضعاف الفقراء الحاصلين على هذه الخدمة.
وكشف التقرير الحكومي أيضا أن متوسط الاستهلاك السنوي للأسرة المصرية بلغ 3.17 ألف جنيه وذلك في العام 2008 /2009 إلا أنه طالب في الوقت نفسه بإصلاح القطاع الزراعي كأحد أساليب مكافحة الفقر، حيث يعمل بهذا القطاع نحو نصف الفقراء حوالي 47.5 %. وأظهر التقرير أن معظم الفقراء بنسبة 86 % غير راضين عن أوضاعهم الاقتصادية مقارنة بنحو 7 % من الطبقة الغنية، مشيرا إلى أن 48.5 من الاسر المصرية ترى ان دخلها لا يكفى لمواجهة احتياجاتها الشهرية وذلك فى كانون ثاني (يناير) 2010 وأن 43.6 % من إنفاق الأسر المصرية يذهب للطعام والشراب.
أما عن الشعور بالانتماء فبلغت نسبة الفخورين بمصريتهم 98,4 % فى الطبقات الفقيرة و100% فى الطبقات الغنية مما يؤكد عدم تأثير المستوى المعيشي.
الزواج لا يتأثر بالفقر
وبالنسبة لـ"الزواج" أشار التقرير إلى أنه لا يوجد فارق كبير بين نسبة المتزوجين فى الطبقة الغنية عن الطبقة الفقيرة، حيث تصل في الطبقة الفقيرة إلى 64,8 % وترتفع ارتفاعا طفيفا بالطبقة الغنية لتصل إلى 67.6 %. ووصلت نسبة الذكور غير المتزوجين فى الطبقة الفقيرة إلى 33 %، و30,2 % بالطبقة الغنية، بينما نجد العكس بين الإناث، حيث تنخفض نسبة غير المتزوجات بالطبقة الفقيرة 15,8% لترتفع فى الطبقة الغنية إلى 20,8 %. كما تصل نسبة السيدات الأرامل الفقيرات 15,8% بينما تنخفض إلى 9,3% بالطبقة الغنية.
ويظهر التقرير بوضوح انخفاض متوسط سن زواج الفتيات بالأسر الفقيرة إلى 18 عاما مقارنة بـ25-49 عاما بالأسر الغنية، كما ترتفع نسبة زواج الأقارب سواء من الدرجة الأولى أو الثانية إلى 31.5 % بالأسر الفقيرة، لكنها تنخفض مع ارتفاع المستوى المعيشي إلى 13% فقط. وبالنسبة للإنجاب يبلغ متوسط عمر الفتيات بالأسر الفقيرة عند إنجاب أول طفل حي 21 عاما ويرتفع المتوسط لدى الفتيات بالأسر الغنية إلى 25 عاما.
وأظهر التقرير الارتباط العكسى بين المستوى المعيشى وعدد الأفراد بالأسرة الواحدة حيث بلغ متوسط حجم الأسرة عام 2008 4,6 فرد، حيث يرتفع المتوسط بالأسر الفقيرة إلى 5,5 فرد وتنخفض بالأسر الغنية إلى 4 أفراد فقط، كما أن السيدات بالطبقة الفقيرة 40-45 عاما ينجبن فى المتوسط 5 مواليد أحياء، بينما لا يتعدى بالأسر الغنية 3 أفراد ويلاحظ أن عدد الأفراد الأمثل الذين ترغب كل سيدة فى إنجابهم يقل عن عدد أطفالها الفعلي، وهو 3,3 طفل بالأسر الفقيرة، و2,7 في الأسر الغنية.
كذلك يتضح التأثير الكبير للفقر بحسب التقرير على وفيات الرضع، لتصل نسبة وفيات الرضع لدى الأمهات الفقيرات إلى 42 طفلا من أصل 100 لتنخفض النسبة لدى الأمهات الغنيات إلى 17 طفلا من أصل 1000 مولود وذلك بسبب أن 53.5 % من الأمهات الفقيرات حصلن على الرعاية الطبية اللازمة أثناء الحمل لترتفع النسبة إلى 92,4 % لدى الأمهات الغنيات كما أن الأمهات الفقيرات عادة ما يلندن بالمنزل بنسبة تصل إلى 54,6 % مقابل 41,4 % منها تجري على يد "قابلة" مما يعرض كل من الأم والطفل للخطر.
وتعد المؤسسات الخيرية أكثر المؤسسات التى تتمتع بثقة الفقراء بنسبة 85 %، وتنخفض إلى 42 % فى منظمات المرأة، ثم 25 % بالاتحادات العمالية، إلا أنه من الملاحظ عدم ثقة الفقراء بشكل عام فى جميع المؤسسات.
وبلغت نسبة الأسر المصرية التى لديها هاتف محمول 62,8 %، و61,2 % من الأسر تملك صحن هوائي (لاقط) فى حين أن 30 % من أسر الـ1000 قرية الأكثر فقرا تعاني من الانقطاع المتكرر للكهرباء و47 % تعانى من مشكلات متعلقة بالمياه بالإضافة إلى أن 22 % من تلك الأسر يحصلون على مساعدات مادية وعينية و3 % حصلوا على قرض