ما أقسى أن تحرم أم من معانقة فلذة كبدها ومن تقبيله و الاطمئنان على صحته بل مجرد النظر إلى وجهه فكيف بأم يحرمها الاحتلال الإسرائيلي من أبنائها الثلاثة الذين يقبعون خلف القضبان دون أن تسمح لها بزيارتهم منذ لحظة اعتقالهم و"لو للحظة واحدة" بعد أن حرمها زوجها و أحال بيتها إلى ركام.
الحاجة أم محمد السخلة والدة الأسرى محمد ومهند ومنتصر تعيش حالة قلق وتوتر مستمرين منذ اعتقالهم مطلع العام 2008 من منزلهم بعد أن حاصرت قوة خاصة المنزل بهدف اعتقال والدهم لكنهم لم يستطيعوا اعتقاله فاعتقلوا أبناءه الثلاثة.
وتقول الحاجة أم محمد: "استشهد والدهم خلال الحرب الأخيرة على غزة وأصبحت أعيش بلا معيل ولا مأوى،حيث فجرت قوات الاحتلال منزلنا يوم اعتقال أبنائي الثلاثة".
" كان ذلك أصعب أيام حياتي حيث تم محاصرة المنزل من قبل قوة خاصة وتم تفخيخه ثم طلبوا منا الخروج وبعدها ثم اعتقال أبنائي الثلاثة وتفجير المنزل".
الأسير الأكبر محمد يبلغ من العمر (24عاما) وهو متزوج و المعيل لأسرته بعد استشهاد والده أما الأسير منتصر فيبلغ من العمر (22عاما) ويدرس في الجامعة وكذلك مهند البالغ (20عاما)ويدرس أيضا في الجامعه في عامه الدراسي الأول .
وتصف معاناتها قائلة: "أعيش دون معيل أنا وأبنائي السبعة واسكن في منزل بالإيجار و كباقي أهالي قطاع غزة ممنوعة من الزيارة ولا يوجد رسائل ولا أي وسيلة اتصال بيني وبين أبنائي سوى المحامي الذي يزورهم كل شهر أو أكثر تقريبا".
وتسعى أم محمد جاهدة لتوفير معلومات عن ظروف اعتقال أبنائها المتواجدين خلف قضبان سجن بئر السبع الصحراوي وكيف يعيشون في السجن لافتة إلى أنه تم إصدار حكم على مهند مدته عامين ونصف فيما حكم منتصر بالسجن ثلاث سنوات ونصف بينما لا يزال محمد ينتظر المحاكمة.
من جهتها أوضحت جمعية واعد للأسرى والمحررين أن الجهود التي يبذلها أهالي الأسرى عبر اعتصامهم الأسبوعي أمام الصليب الأحمر في غزة مطالبين برؤية أبنائهم الأسرى "لم تؤت ثمارها" منتقدة الصليب الأحمر لأنه "لا يقوم بدور فعال بالضغط على الجانب الإسرائيلي للسماح بممارسة أبسط الحقوق الإنسانية التي نص عليها القانون الدولي، وهي رؤية الأسير لذويه" حسب بيان للجمعية.
وذكرت "واعد" أن ما يقارب ألف أسير لازالوا محرومين من زيارة أبنائهم منذ ثلاثة أعوام بما يشكل انتهاكا واضحا لكافة الأعراف والمواثيق الدولية مطالبة الفصائل والمؤسسات الحقوقية كفة بتفعيل قضية الأسرى داخل سجون الاحتلال حتى "لا تنسى قضيتهم في ظل الأحداث المتجددة والمتلاحقة على الساحة الفلسطينية".
غزة – محسن الإفرنجي