هبة محمد
دمشق – «القدس العربي»: ضربت عواصف مطرية وسيول جارفة معظم المناطق السورية في أول منخفض جوي لموسم شتاء لهذا العام، مما تسبب في حدوث فيضانات وانهيار منازل طينية وتضرر مواسم زراعية، كما أتت السيول الطينية على المخيمات، ما جعل مئات الآلاف من المدنيين في العراء والأماكن المفتوحة في انتظار حلول إنسانية.
وفي دير الزور، توفيت امرأة، وانهار نحو 100 منزل بين طيني وإسمنتي كما نفق مئات الحيوانات، من بينها 150 رأس غنم وعدد كبير من الأبقار في الريف الغربي للمحافظة شمال وشرق سوريا.


وانقطعت الطريق الواصلة بين المناطق التي تسيطر عليها “قسد”، شرق الفرات في دير الزور والرقة، بسبب انهيار جسور صغيرة وعبارات مياه، كما تسببت السيول بتهدم بعض المباني الطينية في ريف دير الزور الغربي وريف الرقة الشرقي أي في قرى “الكبر – الجزرات – البادية الشرقية للرقة”.
مدير شبكة أخبار “شرق نيوز” فراس علاوي، قال لـ “القدس العربي”، إن المنطقة شهدت منخفضاً جوياً، شمل عواصف مطرية ورياحاً قوية، تسببت بتشكل السيول والمسطحات المائية، كان أبرزها في قرية قصيبة التابعة لبلدة الجزرات في الريف الغربي، حيث قضت امرأة وألحقت السيول أضراراً بمنازل وممتلكات الأهالي في القرية ومحيطها، لا سيما مزارع السمسم والقطن.
وحسب شبكة أخبار “هاوار” الكردية، فإن ثمانين عائلة أصبحت بلا مأوى، بينما تضررت ممتلكات أكثر من مئة عائلة أخرى، بينما جرفت العاصفة المحاصيل الزراعية. وأصيب 4 أشخاص نتيجة حوادث مرورية نجمت عن السيول، كما خرجت عدة شاحنات عن السيطرة وانقلبت بسبب السيول في طريق دير الزور – الحسكة.
وأحدث المنخفض تأثيرات متباينة بين المحافظات السورية، حيث توزعت الأمطار بين الغزيرة والخفيفة، كما أنها لم تصل بعد إلى بعض المناطق، وفق صحيفة “الوطن” شبه الرسمية.
وفي إدلب والأرياف القريبة منها بريف حلب، شمال وشمال غربي سوريا، ارتفع عدد الخيم المتضررة في مخيمات النازحين ومراكز الإيواء إلى 88 (خيمة، وحدات سكنية، كرفانات) موزعة على 39 مخيماً في مناطق إدلب وحلب وانقطاع لعدد من الطرقات ضمن المخيمات.
وحسب منظمة “منسقو استجابة سوريا” فقد أصبح أكثر من مليوني نازح مقيمين في المخيمات أصبحوا عاجزين من تأمين أدنى احتياجاتهم اليومية، مع عجز واضح وفجوات كبيرة بين احتياجات النازحين وعمليات الاستجابة الإنسانية المقدمة من قبل المنظمات الإنسانية.
واعتبرت أن بقاء مئات الآلاف من المدنيين في مخيمات لا يمكن تشبيهها إلا بالعراء والأماكن المفتوحة في انتظار حلول إنسانية أو سياسية ترضي النظام السوري وروسيا أصبحت غير مقبولة ولا بديل عنها إلا عودة النازحين والمهجرين قسراً إلى مدنهم وقراهم من جديد.
وقالت المنظمة في بيان: “لم تشهد المنطقة أي استجابة فعلية من قبل المنظمات الإنسانية بشكل يخفف من الكارثة الإنسانية ضمن مخيمات النازحين في شمال غربي سوريا، وخاصة أن عمليات الاستجابة الانسانية داخل مخيمات النازحين لم تتجاوز 16% منذ بداية العام الحالي”.
وحثت المنظمة، المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية العمل على تخفيف معاناة النازحين والعمل على إيقافها من خلال زيادة وتيرة العمليات الإنسانية في المنطقة والعمل على إيجاد حلول جذرية تنهي تلك المعاناة الممتدة منذ أكثر من عدة سنوات وحتى الآن.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مناطق إدلب وريف حلب شمال غربي سوريا، تشهد عاصفة مطرية شديدة تسببت في فيضانات كبيرة غمرت العديد من المنازل، تاركة وراءها أضراراً مادية جسيمة.
ففي مدينة إدلب وريفها، تدفقت مياه الأمطار إلى عشرات المنازل في عدة مدن وبلدات، منها مدينة إدلب وبلدات معرة مصرين، بنش، كفرتخاريم، دير حسان، حارم، بالإضافة إلى مدينة الباب في ريف حلب الشرقي، وعدد من مخيمات النزوح، كان من بينها مخيمات الميدان، المعصرة، صامدون، شهداء اللطامنة، الأنفال، الحويجة، بالإضافة لمخيمات في منطقة البالعة وخربة الجوز في ريف إدلب الغربي، ومخيم في بلدة قباسين في ريف حلب، مما دفع الأهالي إلى اللجوء إلى وسائل بدائية لتصريف المياه في ظل انقطاع التيار الكهربائي نتيجة العاصفة القوية والرياح. كما تسببت العاصفة المطرية بإغلاق بعض الطرقات.
ومع تفاقم الأزمة، دعا السكان المنظمات الإنسانية والمحلية إلى التحرك السريع وتقديم المساعدات اللازمة، بما في ذلك توفير أدوات لتصريف المياه ومعدات مواجهة الفيضانات، وسط مخاوف متزايدة من تداعيات هذه الأوضاع على سكان المخيمات.
وفي اللاذقية غرباً، أكملت الأمطار، التي هطلت في اللاذقية، مهمة الإطفاء وأخمدت بؤر النيران التي لم تستطع فرق الإطفاء الوصول إليها في جبل السندرين باتجاه قرية السمرا، كما ساهمت في تبريد حرائق المزيرعة والحفة والقرداحة.
وكان ريف اللاذقية قد شهد منذ يوم الخميس الماضي حرائق عدة طالت مناطق كثيرة منها كسب والبسيط والبدروسية وبلوران والحفة والقرداحة، وسط ترجيحات أن تكون مفتعلة خاصة أنه تم الاشتباه بسيارتين وإذاعة البحث عنهما بحسب محافظ اللاذقية.
وفي مايو/ أيار الماضي، تسببت عاصفة مطرية شديدة ضربت مناطق شمال غربي سوريا بوقوع أضرار كلية وجزئية في عدد من مخيمات النزوح في ريف إدلب، حيث تضررت نحو 150 خيمة ضمن عدة مخيمات منها مخيمات “بيت الشمالي ومشيميس والإيمان وشام والخويجة، في ريف إدلب الغربي، كما تضررت مخيمات أخرى في ريف إدلب الشمالي منها مخيمات مورك الغاب ومخيمات كفرسولين ودير حسان وقاح، حيث تسببت الأمطار الغزيرة بتشكل سيول جارفة وقطع عدد من الطرق الرئيسية وأخرى تصل بين المخيمات مما تسبب بصعوبة بالغة في التنقل.

JoomShaper