مدعو ظلم المرأة وأصداء مؤتمر البحرين!
د. حياة با أخضر
لها اون لاين
مضت أربعة أشهر، وبدأ الشهر الخامس على انعقاد المؤتمر الفريد والمتميز" اتفاقيات ومؤتمرات المرأة الدولية، وأثرها على العالم الإسلامي" المنعقد بمملكة البحرين من 28 ربيع الآخر إلى 1 جمادى الأولى، بتنظيم من مركز باحثات لدراسات المرأة بالرياض، وجمعية مودة  للعلاقات الأسرية بالبحرين، وانتظرت خلالها رؤية التسابق الإعلامي على تغطيته بالإيجاب قبل السلب، وطال انتظاري؛ فلم أجد سوى جهود فردية من هنا وهناك؛ أبرزها  الجهد المتميز لموقع لها أون لاين بإصداره ملفا تفصيليلا عن مؤتمرات المرأة، وما كتب عنها والتعليق حولها، وكان ملفا شاملاً ورائعاً وأتمنى من القراء الدخول عليه وجمعه في ملف خاص بهم، فهو  حافظة أو أرشيف علمي قيم. وكذا حلقة من برنامج ساعة حوار بقناة المجد مع د. فؤاد العبد الكريم مدير مركز باحثات، وما كتبته أختنا الفاضلة أ. د. نوره السعد. المتخصصة في اتفاقيات الظلم والزور الدولية عن المرأة بحثا وتحقيقاً  وإضافات جديدة، مع تغطية يسيرة عنه في بعض المواقع من خلال مراسلة واحدة للجميع، ومقال يسير أيضا بمجلة البيان. مع مقال هجومي بإحدى صحفنا، فوجدت نفسي استحث خطى قلمي لأكتب عنه دافعة أعباء الانشغال وخطرات التسويف والتأجيل.

ولكن ما تم  من التعتيم الإعلامي المخطط، كان مرتقبا ومتوقعا وهنا أخط سطوري لأقول لكل من حاول أو يحاول طمس حقيقة هذا المؤتمر الرائد:
1- إن المؤتمر برمته هو نصرة جماهيرية وشعبية لكل الحكومات الإسلامية، ووقوفا معهم في خندق الصد لكل ضغوط دولية تحت شعارات ومسميات عدة، فالأمم المتحدة على حرب الإسلام وأهله، وكل من يقف في وجههم أو يحاول الخروج من تحت عباءتهم تشن حربا ضروسا على الأسرة عامة والمسلمة خاصة، وتمارس ضغوطا مستترة وسافرة لفرضها على الدول المستضعفة والتي يسمونها دول العالم الثالث.
2- إن المؤتمر وأمثاله وكل من يوافقه الرأي من عقلاء الشرق والغرب يرسل رسالة واضحة، وهي من حق الدول رفض هذه المؤتمرات جملة وتفصيلا، ومن حقها رفض ما يضاد دينها وأعرافها وقوانينها، ولننظر إلى الولايات المتحدة التي لم توقع على اتفاقية السيداو الخاصة بالأسرة، وهي حاضنة هذه المؤتمرات  بسبب أن الكونجرس الأمريكي يرفض تعديل قانون الأحوال الشخصية؛ بناء على أمر خارج عن الدستور الأمريكي،  ويعتبر هذا تدخلا وانتهاكا لسيادته.
3- إن لمؤتمر يمثل نخبة من أعضاء هيئة التدريس بجامعات الدول العربية، ونخبة من البرلمانيات والداعمات للأعمال المؤسسية والشخصيات الفاعلة والمؤثرة اجتماعيا وعلميا، كلهن يمثلن نساء دولهن في مواجهة الهجمة الشرسة،  وقد أدلين بأوراقهن ومداخلاتهن المتتابعة والقيمة.
4- شارك في المؤتمر وفود من 12 دولة عربية،  مما أكسبه ثراء علميا وحواريا ورؤى ذات تجارب خصبة.
5- شاركت فيه وفود عربية نسائية، حضرت هذه المؤتمرات الدولية وقامت بالرد عليها وأبرزهن المهندسة كاميليا حلمي التي قدمت لنا ورشة عن أهم ما يطرح فيها.
6- تميز المؤتمر بوجود قاعتين منفصلتين تماما، للرجال والنساء؛ مما أوجد راحة في التعامل والمكوث لساعات طويلة.
7- أتاح المنظمون الوقت الكافي لمداخلات ومشاركات النساء، اللاتي أثرين المؤتمر بطرح قوي ينم عن وعيهن بالحاضر، ورغبتهن في تصحيحه؛ ليشمل المستقبل وكان هذا يمثل صفعة قوية على مدعي ظلم المرأة.
8- تلت البيان الختامي د. رقية المحارب مع تعليق مناسب، وهذا أيضا مثل صفعة جديدة لمدعي ظلم المرأة.
9-تميز المؤتمر بمشاركة فاعلة وترحيب واضح من البحرين حكومة وشعبا، كان من  أبرز صوره رعاية سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، ودعوة ابنته لنا على طعام الغداء، ووجود لجان نسائية بحرينية منظمة  غمرتنا بالحب والمودة والتقدير والرغبة في التعارف.
10-الأوراق المقدمة في المؤتمر مع البيان الختامي شملت فوائد عدة منها:
   ما أكده د.فؤاد العبدالكريم من أن المؤتمر يهدف إلى اطلاع العلماء والمفكرين على خطورة هذه الاتفاقيات  والمؤتمرات، والتواصل مع الباحثين  والمهتمين بشؤون المرأة في العالم الإسلامي، وبحث المستجدات التي طرأت على العالم الإسلامي؛ نتيجة انتشار عقائد ونتائج هذه المؤتمرات وضرورة مواجهتها.
إن المؤتمرات الدولية  تستخدم خطة للحصول على ما تريده، بطرحها لأعلى سقف من مطالباتها في العالم الإسلامي، فيتحفظ على بعضها  ويستسلم للباقي، مع أن هذه المؤتمرات لم تكن تريد تطبيق كل هذه المطالب، وإنما كان رفع  سقف المطالب  ليضمنوا تحقيق مطالبهم، ولا تكون خاضعة لضغط الاعتراض.
  على المسلمين التنبه لخطر الفهم الخاطئ لبعض التشريعات الإسلامية، وما يحدث من ظلم نتيجة هذا الجهل، واستغلال أعداء الإسلام لذلك، وإبرازه على أنه ظلم شامل وعام ويجب تدخلهم لإيقافه بالذات عن المرأة.
وأخيرا تميز المؤتمر بحسن التنظيم وجودة الاستقبال وكرم الضيافة.
من ثمار المعهد على غير ما سبق:
خلال المؤتمر قمت بزيارة جمعية الآل والأصحاب، ووقفت على الجهود المبذولة في خدمة هذا الجانب العقدي المهم، والذي يستغله الأعداء والجهال لضرب وحدة الخليج العربي وكان ذلك صباح يوم الثلاثاء.
كما قدمت برنامجا لإذاعة القرآن الكريم بالبحرين، بعنوان "نجوم في سمائك" فقد حرص القائمون عليها على استضافة عدد من الضيفات الحاضرات للمؤتمر، فكانت تجربة رائدة أسأل الله أن يتقبلها وكان ذلك في صباح يوم الجمعة قبل عودتنا  إلى بلادنا.
والكتابة عن مؤتمر استمر من عصر الثلاثاء إلى مساء يوم الخميس صباحا ومساء يأخذ مساحة كبيرة، ويحتاج للكثير، وهذا ما ستجدونه في مركز باحثات، فمن أراد فعليه بالتواصل وسيجد كل ترحيب.
وأختم مقالتي بالاعتذار لمنظمي المؤتمر على تأخري في الكتابة فهو يستحق منا الكثير.

 

JoomShaper