الإساءة الغربية لبيت النبوة.. معاداة لمليار و300 مليون مسلم
معارضة فرنسا للحجاب تجسيد للعلمانية الشرسة التي تتهدّد الإسلام
تهديد الأقصى وحصار غزة ودماء العراق واليمن استباحة للمسلمين
ديار المسلمين تتعرّض للكوارث وسفهاء بالغرب يحتفلون بهلاك عائشة رضي الله عنها.
الدوحة- سميح الكايد:
 ندّد فضيلة العلامة د. يوسف القرضاوي بوقوف المستشارة الألمانية إنجيلا ميركيل إلى جانب من أساء الى الإسلام ونبيّه محمد صلى الله عليه وسلم عبر تكريمها للرسام الدنماركي صاحب الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم.
وقال فضيلته في خطبة الجمعة أمس بجامع عمر بن الخطاب: في هذا الوقت الذي يصيبنا فيه الأذى في الدائرة الإسلامية (إشارة إلى مؤتمر بالغرب من مسلمين يسبّون فيه السيدة عائشة رضي الله عنها) لا نعجب أن يصيبنا أذى من خارجها . قائلاً: مما ينبغي أن أذكره هنا وأذكره متأسفاً غاية التأسف أن المستشارة الألمانية ميركل كرّمت الرسام الدنماركي الذي سنّ سنّة سيئة في اتخاذ شخصية الرسول أعظم شخصية في الوجود بسخرية كاريكوتورية والتي أغضبت العالم كله والمسلمين، لقد أساء وأسفّ وكذب وافترى افتراء على الرحمة المهداة صاحب الخلق العظيم، هذا الرسام تكرمه ميركل بوسام أو جائزة لأنه مثّل حرية التعبير على حدّ تعبيرها.  وأعرب القرضاوي عن استهجانه من القول بحرية التعبير في هذا المقام قائلاً: ولا أدري ما الذي يدعوها لهذا وهي تعرف ماذا جرّ هذا الفعل على المسلمين من غضب وهو ليس ألمانيًّا؟!
واعتبر هذا استهانة بأمة الإسلام ومقدساته وقدس الأقداس عند المسلمين محمد وكتاب الله.. متسائلاً (فكيف تفعل هذه المرأة وتُستقبل اسقبال الأبطال ببلاد المسلمين، ونعى عدم حدوث استنكار لذلك الفعل من أي دولة ولا استنكار لأي سفير ألماني في دولنا، كأنه لا يعنينا الرسّام الذي تسبّب في هذه الموجة لانتشار ذلك ولا أدري ما معنى حريّة التعبير؟ إن حريّة التعبير أن يكون لك رأي تعبّر عنه، لكن حريّة التعبيرعندهم هي أن تسيء للإنسان وأن تكون قليل الأدب وأن تسيء إلى ما يقدّسه إنسان إنها إساءة أدب وقلة احترام للناس).
كما أعرب فضيلته عن الأسف البالغ لموقف الغرب المعادي للإسلام وقال: أعجب لهذا الغرب الذي يقف ضد حريّة المرأة المسلمة ويحرمها من الحجاب وترى أن ذلك فرض في دينها فمن أجل رضا الله تغطي رأسها ورقبتها تأتي فرنسا العلمانية والمفروض أن تقف موقفاً محايداً من الدين إنها العلمانية الشرسة المعادية للدين وللأخلاق وللإسلام فحرّمت النقاب، إنني لا أرى وجوب النقاب لكن هناك من يرى ذلك إن هذا يدخل في صلب الحرية الدينية والشخصية لماذا لا يقفون ضد العاريات لماذا يؤذيهم الاحتشام ؟
الغرب والشرق
وعلّق الدكتور القرضاوي على قول قديم ورأى أن رأيه تغيّر فيه : قال أحد الأدباء الغربيين الشرق شرق والغرب غرب ولن يلتقيا كنت أرى أن ذلك ليس صحيحاً، بعد هذه المواقف رأيت أن الغرب له تقاليده وليتهم يتركوننا وشأننا ولا يفرض علينا تقاليده ولا مفاهيمه فهذا هو الغرب الذي يحتفل بحرية الغرب إساءة للرسول وللأمة التي يقارب عددها من مليار وثلث مليار .
سب الصحابة
وكان فضيلته قد بدأ خطبته قائلاً: برغم ما تعانيه الأمة الإسلامية من كوارث ومصائب على كل مستوى ،حيث نرى قضية فلسطين لا تزال كما كانت منذ سنين إن لم تتأخر، لا تزال القدس مهدّدة والأقصى مهدّد ولا ندرى ماذا يبيّت اليهود الأشرار له لا تزال غزة تجوع ولا يصل إليها ما يسمى إعانة من إعمار غزة ، لا تزال ديار المسلمين مباحة في كل ناحية: الحرائق والدماء المسفوكة في العراق واليمن والصومال وأفغانستان كما نرى أن الكوارث الطبيعية في باكستان شردت 20 مليوناً من أهلها فقدوا كل شيء وعاشوا في العراء ،الأمة الإسلامية نراها على هذا الحال .. ومع ذلك نرى جماعة من السفهاء ممن لا خلاق لهم ولا دين ولا خلق يحتفلون ببلاد الغرب بهلاك أم المؤمنين عائشة ويتهمونها بالكفر والفجور والفاحشة وقلة الأدب وكل ما يتهم به النساء الفاجرات ويزعم هؤلاء أنهم من المسلمين ويزعمون أن عا ئشة في قاع جهنم.
ماذا يستفيدون؟
وتساءل فضيبلة الدكتور الشيخ القرضاوي قائلاً: الأمة في هذه المصائب وهؤلاء يفعلون كل هذا ماذا يستفيد هؤلاء من سب أصحاب الرسول، ماذا يستفيدون من: اللهم العن أبا بكر وعائشة وطلحة وصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم؟ لوكانوا مسلمين حقًّا لامتنعوا عن هذا السباب لأن المسلم الحقيقي ليس سبّاباً، القرآن نهى عن سب الأصنام (ولاتسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم) ،وأحاديث الرسول: لا تسبوا كذا: لا تسبوا الديك، لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر لا تسبوا الشيطان وتعوّذوا بالله من شره ،لا تتعوّد السب.
أضئ شمعة
وعلّق على مثل غربي قائلاً: هناك مثل من الغرب يقول: بدل من أن تسب الظلام أضئ شمعة فبدل من أن تسبوا الشيطان قل باسم الله وروي: كان النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فعثر حمار كان يركبه قال أحد أصحابه تعس الشيطان فقال النبي: لا تقل تعس الشيطان بل قل باسم الله فإنه ينتفخ، إنه عمل سلبي وإيجابي، ولو إنساناً لم يلعن طول عمره أبا جهل ما لامه احد ،لكن اذا لعن انسانا فامره خطير.. لكن الذين يعيشون على لعن افضل الاجيال جيل الصحابة ليسوا مسلمين، فلم تكتحل عين الدنيا برؤية جيل تشرب من خلق رسول الله هؤلاء الذين أثنى الله عليهم محمد رسول الله رحماء بينهم (لقد رضي الله عن المؤمنين اذا يبايعونك تحت الشجرة)، والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم وهم يقولون : لعنهم الله..اثنى الله تعالى على المهاجرين والأنصار الذين آووا ونصروا اولئك هم المؤمنون حقا والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان : أمروا ان يستغفروا لهم فلعنوهم وسبوهم قلوبهم مليئة بالحقد هؤلاء قلوبهم مليئة بالحقد الاسود يسبون، والرسول يقول : لا تسبوا أصحابي فلو ان احدكم انفق مثل جبل أحد ذهباً ما بلغ احدهم مد ولا نصيفه انهم يتقربون الى الله بلعن امهات المؤمنين لو آمنوا لعلموا انهم امهاتهم ،والله يقول عن نساء النبي( انما يريد الله ان يذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) ألحق النبي بهم عليًّا وفاطمة والاساس نساء النبي، قال عن سيدنا موسى (فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله) وأول من يدخل في هذا السياق عائشة لما لها من منزلة عند رسول الله ( قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين ..) أول من عرض عليه من نسائه هذا التخيير كانت عائشة رضي الله عنها، فيأتي هؤلاء السفهاء ليقولوا عنها ما يقولون.
أم المؤمنين
واستعرض الدكتور القرضاوي في معرض خطبته مناقب السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها فقال : عائشة أحب إليه ولم يتزوج بكراً غيرها أعلم نساء الأمة عائشة ، لم يأته جبريل وهو في رحاب امراة إلا وهو عندها والتي نزلت براءتها من فوق سبع سماوات يأتي هؤلاء السفهاء لأن نرد عليهم كان أولى أن نعرض عن هذا اللغو لكن بعض الإخوة أبوا إلا أن نتكلم..
وروى فضيلته ان بعضهم عاب على الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين انه لم يصدر بياناً وردّ: هذا المعتوه السفيه أقل وأذل لأن نصدر بياناً للرد على هذا المعتوه السفيه الذي لاعقل له ولادين له.
الافك على القمة
إنها في القمة: من قرأ سيرتها عند المحدثين وعند الكاتبين في الزهد والمناقب والنبلاء في الأمة يجد أنها في القمة عشرات الصفحات أمجاد ومناقب رواها عنها العلماء، يكفي نزول هذه الآيات فيها..بعد أن أفك الأفاكون عليها وعلى عرضها فأنزل الله قرآنا يتلى، وقالت كنت لا أظن أن الله لن يتخلى عني إلا إن لم أكن أظن أن ينزل فيّ قرآناً: (إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم والذي تولى كبره منكم له عذاب أليم ) وهو عبدالله بن ابي بن سلول رأس الفتنة (لولا اذا سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بانفسهم خيراً)، (إن الذي يحبون أن تشيع الفاحشة) الله بنفسه تولى الدفاع عنها كانت أحب الناس الى رسول الله صلى الله عليه وسلم، سئل الرسول : من أحب اليك يارسول الله قال عائشة ومن من الرجال قال أبوها، كانت حميراء جميلة لم يكن حبه لجمالها كانت امراة غاية الذكاء وقوة الحفظ كانت تروي القصيدة لعمرو بن ربيعة تحفظ من الشعر ألف بيت وروت عن رسول الله أكثر من ألفي حديث وهي الحافظ الثاني من السبعة الذين رووا عن رسول الله فهي بعد أبي هريرة في تسع سنوات حفظت ما لم يحفظه غيرها فقد كانت تناقش النبي وتناقش الصحابة واستدركت على الصحاب الأكابر من أصحاب محمد يذهبون إليها ويسألونها امراة عالمة تزوجها النبي صغيرة وهذا استغله البعض فالعقاد رأى أنه تزوجها أكبر من تسع لكن الروايات تقول بنت 9 سنوات، كان عمرها 18 عاماً حين مات الرسول، بعض البنات يكون جسمهن أكبر من سنهن ثم من الخطأ في أحداث التاريخ أن تنقل الحادثة من قرن الى قرن الناس كانوا يستحسنون جواز البنات صغاراً وكانت مخطوبة لمطعم بن عدي وتحلل ابوبكر من وعده حتى الآن بعض البيئات تفعل ذلك، كانت من خيرة النساء للرسول قال إني أعرف رضاك من غضبك فإذا رضيت تقولين ورب محمد وإذا غضبت تقولين ورب ابراهيم.
في مرض موته
وتناول مرحلة مرض موت الرسول صلى الله عليه وسلم قائلاً: خلال مرض موته صلى الله عليه وسلم كانوا ينقلونه بين نسائه كان يتعب من ذلك: يسأل أين أنا غداً فعرفنا إنه يسأل عن يوم عائشة وإن الأفضل أن يمرض في بيت عائشة : وقد مات بين (سحري ونحري) ودفن في بيتها في حجرتها.. وحينما اشرفت على الموت زارها ابن عباس وقال (أنت كنت أحب الناس الى رسول والله أنزل الله فيك رخصة التيمم وأنزل القرآن وقالت له) والله لوددت ان اكون نسيا منسيا خوفا من الله، كانت تصوم الدهر كله وكانت من أسخى الناس تأتيها العطايا من عمر من معاوية من عبد الله بن الزبير 100 ألف درهم فوزعتها المحتاجين والفقراء ونسيت نفسها .
معركة الجمل
لكن الغلطة الوحيدة أنها دخلت الفتنة وقادت معركة الجمل وندمت عليها وكانت باجتهاد منها ثأراً من قتلة عثمان وظنت ان عليًّا تهاون وهو لم يتهاون لكن الأمر لم يستتب تماماً وحاصروا المدينة، لكن للأسف بعض الصحابة مثل طلحة بن عبيدالله والزبير وعائشة قاموا بهذا الخروج ليطلبوا الثأر من قتلة عثمان وحينما التقاهم علي أقنعهم وتركوا القتال.. سعى الساعون لإيقاف هذه الفتنة لكنهم كانوا يرون سهاماً توقد النار وهو من عمل عبدالله بن سبأ، وهي استعاذت من هذه الفتنة وندمت.
واختتم فضيلته أول خطبه هذا العام قائلاً: لا نشك في نوايا أصحاب الرسول كلهم من السابقين الأولين ومن شهدوا المشاهد مع رسول الله سوابقهم تشفع لهم مرضيون من الله وهذه هي أم المؤمنين رضي الله عنها.

JoomShaper