دعا الحزب الوطني الديمقراطي اليميني المتطرف، خلال حملته الانتخابية، إلى طرد المسلمين من ألمانيا، وغلق مساجدها، فيما بصق نازي متطرف على وجه محجبة
وتصف الاستخبارات المحلية الألمانية الحزب الوطني الديمقراطي، المعروف باسم NDP، بأنه "عنصري". جدير بالذكر أن NDP
له نحو 7000 عضو، وله أيضًا مقاعد فى برلمان ولاية إقليم ساكسونيا الشرقي.
وسعيًا لجذب أصوات الناخبين بولاية ساكسونيا، خلال الانتخابات المحلية الألمانية المرتقبة، انتقد الحزب اليميني المتطرف الأئمة والدعاة في ألمانيا.
وذكرت صحيفة "الشروق" أن الدعوات العنصرية فى ولاية ساكسونيا، لم تقف عند هذا الحد، بل امتدت أيضا لإيذاء المسلمات المحجبات خاصة بعد مقتل د. مروة الشربينى (شهيدة الحجاب).
شهيدة الحجاب:
هذا، وكانت العنصرية الأوروبية تجاه المسلمين قد وصلت إلى حد القتل داخل قاعات المحاكم، حثت طعنت المصرية مروة الشربيني (31 عامًا) ثمانية عشرة طعنة بالسكين، داخل قاعة محكمة "دريسدن" عندما كانت تدلي بأقوالها بشأن إساءة المتطرف الألماني إليها على خلفية تدينها كمسلمة منذ عدة أشهر عندما كانت مع طفلها في إحدى الحدائق العامة المخصصة للأطفال في مدينة دريسدن، كما أصاب المتطرف زوج مروة الشربيني بجروح خطيرة.
وقتلت الصيدلانية مروة أمام ابنها مصطفى ( ثلاثة أعوام)، الذي تم نقله بعد الحادث إلى إحدى دور الرعاية.
وكان المتهم الألماني قد سب مروة في حديقة الأطفال بسبب خلاف على أرجوحة مخصصة للأطفال داخل الحديقة حيث وصفها بـ"الارهابية" عندما استأذنته في التخلي عن أرجوحة الأطفال التي كان يجلس عليها لصالح طفلها.
ومن جانبها، أقامت مروة دعوى ضد الشاب الألماني انتهت بالحكم بتغريمه 750 يورو, وقرر المتهم استئناف الحكم واستغل جلسة الاستئناف لتوجيه طعنات للفقيدة داخل قاعة المحكمة.
دعاية انتخابية فجة:
ومن جانبه، وصف د.سعد الجزار مدير مركز "مروة الشربينى" للتربية والثقافة هذه الدعاية الانتخابية للحزب المتطرف بـ"الفجة"، وقال: بمناسبة الانتخابات الألمانية المحلية، يقوم الحزب فى هذه الأثناء بتوزيع مكثف لدعاية انتخابية تحض على طرد المسلمين، ومنع بناء المساجد تملأ شوارع مدينة دريسدن.
وأضاف "من العبارات العنصرية التى تنتشر بكثافة أيضًا فى الشوارع؛ لا للحجاب، ومرحبًا بكل السياح عدا المسلمين، وانتقاد الأئمة والدعاة".
نازي بصق على وجه زوجتي لأنها محجبة:
وفي سياقٍ متصل، قال د. سامى البيلى الذى يدرس الدكتوراه بألمانيا ويقيم فى مدينة دريسدن "للأسف بعد حادث د.مروة زادت العنصرية فى ساكسونيا، وأصبحت سياسة ممنهجة تمارس من قبل حزب سياسي معترف به".
وأوضح "تتعرض زوجتى دومًا لمضايقات فى الشارع، بمعدل مرتين أسبوعيًا، وحدث أكثر من مرة أن وجه لها نازيون ألفاظًا نابية، بل هناك من بصق على وجهها".
وأرجع البيلى تزايد العنصرية فى دريسدن لـ"عدم وجود رد فعل قوى من قبل الحكومة الألمانية تجاه الانتهاكات التي يتعرض لها المسلمون".
وحذر الباحث المصري من حدوث مواجهات متوقعة مع النازيين بدريسدن خصوصًا بعد تزايد الحوادث العنصرية للمسلمين والمحجبات.
التكامل والاندماج مجرد شعارات:
وأشار الباحث المصري إلى أن حديث مسئولى ألمانيا عن التكامل والاندماج وعدم التمييز العنصرى، مجرد شعارات على الورق فقط، وليس لها وجود على أرض الواقع.
وتساءل مستنكرًا "هل لو الحزب النازى وجه بذاءته تلك لليهود في البلاد، وهل لو شكك أي ألماني في المحرقة، هل كانت الحكومة الألمانية ستصمت؟، مضيفًا "هل ينتظر المجتمع الألماني وقوع حادث آخر على غرار حادث د.مروة".
وطالب البيلى بضرورة تدخل السفارة المصرية بشكل مباشر، وقال "ادعو السفير المصرى لزيارتنا والاطلاع على مشاكلنا ومعاناتنا ونقلها للمسئولين الألمان، مطالبًا بوجود برامج توعية للمجتمع الألماني لفهم الإسلام الحقيقي".
مفكرة الإسلام