أثارت حزمة من دليل للتربية الجنسية تقترح إحدى منظمات الأمم المتحدة تعميمه على دول العالم المختلفة عاصفة من الانتقادات من جانب جماعات محافظة لأنه لا يصلح أن يُدرّس لأطفال صغار بسبب ما فيه من عبارات فجّة, كما أنه يشجع اللجوء إلى الإجهاض باعتباره من الحقوق.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز اليوم أن الدليل, الذي ستنشره اليونسكو في مسودة جديدة الأسبوع القادم, يهدف إلى التقليل من تعرض صغار السن للإصابة بفيروس الإيدز.
وستقوم اليونسكو بتوزيع الدليل على وزارات التربية والتعليم والمدارس والمعلمين في العالم بغية إرشاد المعلمين إلى ما يجب تدريسه لصغار السن من مواضيع تتعلق بالجنس وأجسادهم والعلاقات والأمراض المنقولة جنسيًا.
وقال مارك ريتشموند – المنسق الدولي لفيروس نقص المناعة والأيدز باليونسكو -: إنه في غياب لقاح للأيدز, فإن التربية تبقى هي اللقاح الوحيد الذي نملك.
غير أن الانتقادات من دوائر محافظة دفعت إحدى الوكالات المشاركة والمتبرعة الرئيسية, وهي صندوق الأمم المتحدة للسكان, إلى الانسحاب من المشروع وطلبت حذف اسمها من المواد المنشورة طبقا لرواية مسؤولين بالأمم المتحدة.
وصرح مسؤول بالصندوق في نيويورك بأنهم يريدون إدخال تعديلات على الكتب المدرسية.
وشنت جماعات محافظة ودينية, أغلبها في الولايات المتحدة, هجومًا على مسودة الدليل التي صدرت في يونيو الماضي لأنها توصي بفتح حوار بشأن المثلية الجنسية, وتصف العفة بأنها "أحد الخيارات المتاحة أمام صغار السن" لدرء المرض والحمل غير المرغوب فيه, وتقترح التحاور مع أطفال تبلغ أعمارهم خمس سنوات حول العادة السرية.
وانتقد كولين ميسون من معهد بحوث السكان – وهو مؤسسة مناهضة للإجهاض تتخذ من ولاية فيرجينيا الأمريكية مقرًا - المشروع قائلاً: "إذا مررت بموقف كهذا أبدًا حيث يتعين تدريس الجنس للأطفال قبل سن البلوغ,
فإن هذه ليست الطريقة المناسبة للقيام بذلك".
وقد وجدت اليونسكو – وهي الوكالة الدولية المعنية بتطوير التعليم والثقافة في العالم - نفسها إزاء هذا الوابل من الانتقادات في موقف الدفاع.
فما كان منها إلا أن أزالت مسودة الدليل الصادر في يونيو من موقعها على الإنترنت, وأرجأت نشره إلى اكتمال صورته النهائية.
مفكرة الإسلام