القاهرة ـ لها أون لاين: على الرغم من مرور أكثر من ثمانية عشر عاما على صدور الطبعة الأولى من كتاب "معركة السفور والحجاب" للشيخ محمد إسماعيل المقدم إلا أن  مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف أصدر قرارًا بحظر تداوله  الآن حيث يؤكد الكتاب وجوب ارتداء النقاب وعدم جواز كشف وجه المرأة في بعض الحالات التي من أهمها إذا كان وجهها مثيرًا للفتنة.
والكتاب يتضمن انتقادات المقدم لأفكار قاسم أمين وكتابه "تحرير المرأة" وموقف الأمة العربية والإسلامية منه، مشيرا إلى  أنه رصد معركة الحجاب في مصر وتركيا ودور الحركات العلمانية للقضاء على الحجاب حتى تكون المسلمة صورة مكررة من نظيرتها في الحياة الغربية الحديثة كما يبشر الكتاب بعودة حجاب المرأة المسلمة بقوة في كافة أنحاء العالم الإسلامي.
ويتناول "معركة الحجاب والسفور" مكانة المرأة في الإسلام وإهانتها في الجاهلية وأحكام الدين الإسلامي المتعلقة بالنساء ومظاهر تكريمه لهن ومساواتهن بالرجل في الإنسانية والتكليف والمسؤولية المدنية مع الرد على دعاة المساواة المطلقة بينها وبين الرجل، مستشهدًا بذلك بأدلة في الشريعة الإسلامية.
وذكرت مصادر صحفية أن هذا الحظر يأتي هذا في خضم الجدل المثار حول النقاب في مصر بعد قيام شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي بنزع نقاب فتاة في الصف الثاني الإعدادي الأزهري بأحد المعاهد الأزهرية بمدينة نصر، حيث قام بتوبيخها على ارتدائه أثناء جولة تفقدية في بداية العام الدراسي، وقد هدد بإلغاء النقاب داخل المؤسسات التعليمية الأزهرية.
وقد أصدر المجلس الأعلى للأزهر قرارا يقضي بعدم ارتداء النقاب داخل المعاهد الأزهرية إلا في حال وجود الرجال، وهو القرار الذي اعتبره معلقون أنه لم يأت بجديد، وفسروه بأنه محاولة لإخراج شيخ الأزهر من مأزقه.
وفي تصريح للها أون لاين يقول الداعية الإسلامي الشيخ عبدالجليل البوشي أن حظر الكتاب في هذا الوقت يعد من أكبر وسائل الترويج له، لا سيما أن الكتاب سبق طبعه وأنه موجود على شبكة الانترنت كاملا، مما يسهل تداوله لمن لم يطلع عليه، كما أن هذا الحظر يعد من قبيل الترويج للنقاب الذي يزداد بفضل الله يوما بعد يوم. 
يذكر أن الطبعة الأولى من كتاب "معركة السفور والحجاب" صدرت عن دار الوطن بالمملكة العربية السعودية عام 1411هـ، ومما جاء في خاتمة الكتاب لتوكيد استمرار المعركة بين الحق والباطل قول المؤلف: "أعداء الحق في كل عصر على وتيرة واحدة، قلوبهم متشابهة فيما يرد عليها من الخواطر والشؤون، وعلى المسلمة الصادقة أن توقن أن المعركة بين الحجاب والسفور، بين الحق والباطل، لا تنقطع؛ فإن التاريخ يعيد نفسه وإن هذه سنة الله في خلقه".

JoomShaper