مفكرة الإسلام: اعترف المجرم الألماني المنحدر من أصل روسي أليكس دبليو اليوم بجريمته التي قتل فيها الصيدلانية المصرية مروة الشربيني داخل قاعة محكمة في مدينة دريسدن الألمانية مطلع يوليو الماضي.
وفوض أليكس محاميه "فايكو بارتل" بتلاوة بيان أمام محكمة دريسدن خلال الجلسة اليوم بعد أن التزم الصمت طوال جلسات المحاكمة.
وقال المحامي على لسان موكله: "لا يمكنني اليوم إدراك السبب وراء ارتكابي للجريمة"، وزعم المتهم أن الجريمة لم تكن مخططة قبل ذلك.
ويواجه أليكس تهمة طعن المرأة المصرية طعنًا وحشيًّا أودى بحياتها أثناء نظر محكمة دريسدن الابتدائية قضية إساءته لها بدافع كراهية الأجانب.
وكان أليكس قد سبَّ الشربيني وقضت المحكمة بتغريمه بسبب هذه الفعلة، ولكن أليكس استأنف الحكم وقتل الشربيني أثناء نظر قضية الاستئناف.
ويواجه المدَّعَى عليه تهمًا بالقتل والشروع في القتل والتسبب في جروح خطيرة؛ حيث طعن المتهم ضحيته بنحو 18 طعنة سكين على الأقل، ووجه عدة طعنات أيضًا لزوجها قبل أن يتمكن الحراس من السيطرة عليه، وأثبتت الفحوصات أن الجاني يتحمل مسئولية أفعاله بشكل تام.
خطاب تهديد:
وقد كشفت تفاصيل وقائع الجلسة الرابعة للمحاكمة عن مفاجأة؛ حيث اتضح وجود خطاب تهديد في ملف القضية أرسله القاتل للشهيدة قبل وقوع الجريمة بثمانية أشهر.
وذكرت صحيفة "الأهرام" المصرية يوم الأحد الماضي أن القاتل إليكس دبليو عبر في الخطاب بالتفصيل عن مشاعر العداء الشديدة والكراهية التي يكنها للإسلام والمسلمين، وقال: إنه لا يوجد أحد في العالم يستطيع منعه من الاعتداء على الشربيني إذا ظهرت أمامه في المحكمة مرة أخرى.
وأضاف المتهم في خطابه: إن الحجاب الإسلامي الذي كانت ترتديه مروة الشربينى كان دلالة دامغة على تطرفها الديني، وأنه يجد في ذلك إهانة لألمانيا وله شخصياً، مضيفاً أنه ينظر لأي مسلم على أنه عدو له.
عنصرية واضحة:
وتابع في خطاب التهديد: إنه يفضل الموت أو الذهاب للسجن بدلاًَ من أن يدفع غرامة مالية للحكم بإدانته بسب مروة التي وصفها "أنها إسلامية وإرهابية وأنها سيدة فاسدة" على حد كذبه.
وكان المحامي المصري خالد أبو بكر قد طلب من رئيسة المحكمة خلال الجلسة الرابعة ، الخميس الماضي، قراءة خطاب التهديد الذي أرسله المتهم للشهيدة قبل ثمانية أشهر ، فحاولت رئيسة المحكمة تفادي الخوض في تفاصيل الخطاب إلا أن المحامي المصري صمم على أن تستجيب المحكمة لطلبه، الأمر الذي دعا رئيسة المحكمة إلى قراءة الخطاب في مواجهة القاضية التي حكمت في قضية السب الموجه لمروة الشربيني وحضرت في هذه الجلسة كشاهدة.
وأثناء قراءة الخطاب أحرجت القاضية الشاهدة وبدا عليها الإحساس بالذنب وشعرت بأنها أهملت الخطاب ولم تقم بأي إجراء احترازي للحفاظ على حياة الشربيني.
شهود: أليكس يتلفظ بمعاداة الأجانب:
من ناحية أخرى، استمعت المحكمة إلى أقوال العديد من الشهود في القضية، من بينهم أحد معارف أليكس، بالإضافة إلى معلم اللغة الألمانية الذي تعرف على المتهم أثناء تلقيه دورة تعليمية.
وتحدث المعلم وصديق المتهم في سابع جلسات المحاكمة عن "تعبيرات معادية للأجانب" تلفظ بها المتهم، بالإضافة إلى فخره الشديد بكونه ألمانيًّا.
وقال أحد معارف المتهم أمام المحكمة أن أليكس كان يتحدث بشكل فيه تحقير للأجانب وخاصة المسلمين، كما أنه قال ذات مرة: إنه كان يتمنى أن يقتلهم لو كان بحوزته سلاح آلي.
وكانت تصريحات أليكس التي تتسم بالعدوانية واضحة بشكل كبير في الحلقات النقاشية التي كانت تتم في الدورة التعليمية التي كان يتلقاها.
وأدلى مدير المدرسة المهنية التى درس بها القاتل اليوم بشهادته، حيث أقر أن القاتل كان وطوال فترة دراسته بالمدرسة هادئًا ومهتمًا بدراسة اللغة الألمانية، ونشيطًا، إلا أنه فى يوم تشاجر مع زميل له يدعى شنايدر، قام برفع سكين عليه وتهديده بها. كما تم الاستماع إلى صديق المتهم، الذى قال: إن القاتل كان يكره المسلمين ويريد أن يخرجهم من ألمانيا.
من جهتها، قالت قاضية الجلسة وفقا للتقرير الخاص بتفتيش محتويات منزل القاتل إنه تم العثور على أدويه مسكنة ومضادات حيوية ولم يتم ضبط أي أدوية نفسيه. ومن المقرر أن تبدأ غدًا، جلسات المرافعات على أن يكون الحكم النهائي في 11 من الشهر الجاري.