البويات عبارة عن تأنيث كلمة BOY (معناها ولد بالإنجليزية)، وهو اللفظ الشبابي الذي أطلقته الفتيات بدلا من استخدام لفظ "المسترجلة"، أو "الجنس الرابع"، وأخذت تنتشر بين الفتيات في الخليج العربي داخل المدارس العامة والجامعات، ووصلت إلى الموظفات.
و"الاسترجال" هو تمرد من الفتاة على الفطرة السليمة التي خلقها الله عليها كأنثى، وعادة ما يبدأ بتقمصها لشخصية الذكور بدءًا من ملبسهم وتصرفاتهم وطريقة مشيهم واستخدام عطورهم، وتتمرد على اسمها الأنثوي فتختار لنفسها اسما ذكوريا، لتتحول سعاد إلى سعد، أو الجوهرة إلى تركي.
ومع تعددهن داخل المجتمع تبدأ الفتاة في التعرف على مثيلاتها من البويات، ويكوِّنَّ مجموعات يمارسن معا رياضات معينة، مثل كرة القدم، أو الكرة الطائرة، ويسلكن سلوك الشباب من معاكسات للفتيات ومغازلتهن، وقد يصل الأمر إلى التحرش بهن في الأماكن الخاصة كسكن الطالبات، أو مدارس الفتيات، أو الحدائق المخصصة للنساء، ويدخلن في علاقات عاطفية مع الفتيات قد تصل إلى مرحلة الشذوذ.
يختتم مركز "تواصل" للتدريب -إحدى مشروعات جمعية البلاغ الثقافية المالكة لشبكة إسلام أون لاين- اليوم الثلاثاء 28-7-2009 أولى برامجه التدريبية التي أطلقها بقطر تحت عنوان: "الداعيات ومهارات التعامل مع القضايا الاجتماعية".
ويهدف البرنامج إلى تطوير خطاب وأداء العاملات في مجال الدعوة والإرشاد الاجتماعي بقطر وإكسابهن مهارات التعامل مع القضايا الاجتماعية، ولاسيما المتعلقة بمرحلة المراهقة، وذلك لمواجهة ظاهرة البويات وغيرها من الظواهر الدخيلة على المجتمع.
إرشاد اجتماعي
وأوضحت الشيخة مريم آل ثاني عضو مجلس إدارة جمعية البلاغ الثقافية: إن البرنامج التدريبي ركز على مرحلة المراهقة في حياة الفتيات من خلال ثلاثة محاور رئيسية تم تناولها على مدار 3 أيام.
وتابعت: المحور الأول ركز على الاقتراب من عالم المراهقات كمحاولة للفهم والتحليل لا للحكم والتقييم، والمحور الثاني تم من خلاله تقديم رصد لأبرز السلوكيات الخطرة للمراهقات ومسبباتها مثل مشكلة البويات وغيرها لنصل في نهاية البرنامج التدريبي من خلال المحور الثالث لعرض متكامل حول أحد الانحرافات السلوكية الأبرز، وكيفية التعامل معها من مدخل إرشادي اجتماعي ونفسي وليس مدخل وعظي ديني.
وبينت مريم آل ثاني أنه تم خلال البرنامج التدريبي عرض لمشكلات حقيقية والبحث مع المتدربات حول طرق الحل المختلفة والمناقشة حول أفضل تلك الحلول من وجهة نظر الإرشاد الاجتماعي والنفسي، وذلك بهدف إكساب المتدربات مهارات حل المشاكل الاجتماعية، ولاسيما التي تتعلق بالمراهقة.
تطوير خطاب الدعاة
وحول سبب استهداف المركز للداعيات في أولى برامجه، قالت سمر دويدار مديرة مركز تواصل للتدريب: إن تطوير خطاب وأداء الأئمة والدعاة في العالم العربي والإسلامي أصبح ضرورة ملحة في ظل التحديات الداخلية والخارجية التي تتطلب من الخطاب الإسلامي القاعدي الذي يخاطب ويتعامل مع ملايين المسلمين يوميا ضرورة أكثر إلحاحا من أي وقت مضى.
وأشارت إلى أن هذه التجربة في تدريب وعاظ وقادة دينيين على تقديم الوعظ في المجال الاجتماعي هي الثانية من نوعها، وذلك بعد التعاون مع دار الإفتاء المصرية صيف 2008؛ حيث قام المركز بتدريب 15 داعية مصريا على كيفية معالجته لمشكلات التحرش الجنسي التي ترد إليه، والذي استمر على مدار 6 أيام تدريبية انتهت بمشروع لكل متدرب لتطبيق ما اكتسبه من معارف ومهارات للتعامل مع قضية التحرش الجنسي في المنطقة التي يعمل بها.
خصوصية المجتمع
بدورها أكدت مقدمة البرنامج سمر عبده -المستشارة الاجتماعية ببوابة إسلام أون لاين.نت ورئيسة تحرير البرامج بقناة أنا- أنه تم الإعداد للبرنامج التدريبي بشكل منهجي وعلمي قبل تنظيمه؛ وذلك لضمان مراعاة خصوصية القضايا الاجتماعية؛ حيث يتم دراسة كل مجتمع قبل تقديم تدريب اجتماعي به، وذلك لأن الثقافة الخاصة بكل مجتمع تؤثر في نوعية مشكلاته وطرق التعامل معها.
وبينت أنها قامت بمتابعة وتحليل للقضايا الاجتماعية في قطر ومنطقة الخليج من خلال الصفحات الاجتماعية على بوابة "إسلام أون لاين.نت" وتحديدا من خلال ملف "العرب والشذوذ الجنسي"، والذي أطلقته البوابة الشهر الماضي من خلال نطاق حواء وآدم، بالإضافة إلى الدراسات والتقارير المختلفة التي تغطي هذه المشكلات عن قرب حتى لا يأتي التدريب نظريا غير مرتبط بالمشكلات الحقيقية التي يمكن أن تواجه المتدربات على أرض الواقع.
ومن جهته أشار باسم حمدي مدير تسويق المركز بالدوحة أن البرنامج التدريبي الذي عقد في الفترة من 26-28 يوليو الجاري يعد باكورة أعمال المركز في قطر، والذي سيشهد المزيد من الحضور داخل المجتمع القطري خلال الفترة المقبلة.
وأكد أن البرنامج الذي ينطلق تحت رعاية إعلامية من قناة أنا الفضائية شاركت فيه 15 متدربة من العاملات في مجال الدعوة والإرشاد الاجتماعي من مؤسسات دعوية واجتماعية قطرية مختلفة.
المشاركات بالدورة
بدورهن أعربت عدد من المشاركات بالبرنامج التدريبي في تصريحات لإسلام أون لاين.نت عن استفادتهن بمحاور البرنامج التدريبي المختلفة، معتبرين أنها فتحت آفاقهن على إدراك مشاكل المراهقات بشكل أعمق حتى يتمكن من معالجتها بشكل صحيح.
وأكدت الداعية "نورا علي بوهندي" عضوة بمركز فتيات المستقبل على أهمية هذه الدورة في تدريب الداعيات على معرفة الطرق المثلى للتعامل مع المشاكل الاجتماعية ولا سيما المتعلقة بالمراهقات، وخاصة بعد انتشار ظاهرة البويات والسحاق في أوساط النساء حتى أصبح بعضهن يسافر للخارج لممارسة شذوذهن.
وتابعت: "لذلك فأود أن أكون على دراية كاملة بهذه المشاكل وطريقة حلها، بل وأطالب مركز تواصل بإعطاء المزيد من الدورات - وخاصة للإخصائيات الاجتماعيات بالمدارس - لمناقشة هذه القضايا والبحث عن حلول لها، مع استثمار النجاح الذي حققته إسلام أولاين.نت في التوعية بهذه القضايا".
اعتبرت سلوى الكواري- مديرة مدرسة وإحدى المتدربات-أن الدورة لفتت نظرهن إلى أمور كثيرة وأعطتهم فكرة عامة عن الشذوذ والبويات ومشاكل المراهقات حتى يتسنى لهن اكتشافها ومن ثم معالجتها.
وأضافت: "نتعرض في المدرسة لكثير من المشاكل لذا يجب أن نعرف كيفية التعامل معها وكيفية معالجتها وهذا هو الطريق الأنسب للوصول لعقل الطالبة والتأثير عليها".
واتفقت معها في الرأي "خلود السليطي"- مديرة إحدى المدارس الثانوية- بقولها: "الدورة أفادتني في محاولة فهم عقليات وطريقة تفكير الفتيات في سن المراهقة ومن ثم تكوين مدخل مناسب للحديث معهن وتصويب أفكارهن وإقناعهن بالصواب".
وأكدت على:"أهمية مثل هذه الدورات للتدخل بشكل صحيح لحل المشاكل لأن التدخل الخطأ ينتج عنه نتائج خطأ، وانا أسعى لمعرفة الطرق المثالية لحل مشاكل الطالبات.
جهود متواصلة
وشهد المجتمع القطري عدة فعاليات على مدار الفترة الماضية لمحاربة مشكلة البويات، وشاركت فيها شبكة "إسلام أون لاين.نت"، والتي نظمت حلقة نقاشية مطلع أبريل الماضي في مقرها بجمعية البلاغ الثقافية بالدوحة، وشارك فيها عدد من المختصات بالمدارس والمؤسسات المجتمعية والجمعيات الخيرية والدعوية.
ودعت الحلقة النقاشية مديرات المدارس إلى ضرورة الاعتراف بوجود هذه المشكلة لديهن في قطاع المدارس حتى يسهل إعداد برنامج ولجنة خاصة معدة مسبقا من قبل إدارة المدرسة لمتابعة الطالبات في البيت والمدرسة من بداية ظهور المشكلة لديهن.
واقترحت إعداد ورش للأمهات والأهالي للاعتناء بفتياتهن، وإعداد دورة حول كيفية التعامل مع المراهقين وحل هذه المشكلة.
كما كشفت داعية قطرية في أبريل الماضي عن وجود توجه دعوي لتشكيل مجموعات نسائية من الداعيات لمحاربة ظاهرة البويات "المسترجلات" التي انتشرت في المجتمع، وتزامن ذلك مع إعلان وزارة البلدية والتخطيط العمراني عن تخصيصها عناصر نسائية في الحدائق العامة حتى لا تكون ملتقى للبويات.
أحمد عبد السلام- رغدة عبد الهادي
28/7/2009
إسلام أون لاين