وكانت تشاكاروفا، المقيمة في الولايات المتحدة حيث تعمل حاليا، قد إستقصت عن طريق شبكة انترنيت عن مئات السفريات، في الإتجاهين، بين أوروبا الشرقية أساسا ودبي، حيث تشهد تجارة الجنس إزدهارا متناميا رغم حظر السلطات لها.
وصرحت تشاكاروفا لوكالة انتر بريس سيرفس في مقابلة بالبريد الإلكتروني، "أردت التركيز علي هذه التجارة المعقدة، وكيف تعمل، وإلي أي مدي تدمر روح البشر". وشرحت أن الأمر يرجع لأصحاب القرار "فغايتي من هذا التحقيق هي إقامة وصلة بين المنظمات غير الحكومية التي تتعامل مع النساء ضحايا تجارة الجنس، وبين أولئك القادرين علي تغيير الأمور.
هذا هو الغرض من إطلاق الموقع الشبكي برعاية مركز الصحافة الإستقصائية الأمريكي، وعنوانه: www.priceofsex.org.
وتعرض تشاكاروفا في موقعها، مآسي النساء اللائي تباع في دول كملدوفيا وأوكرانيا كسلعة للعبودية، من قبل جيرانهن في كثير من الأحيان. وتشرح أن القليلات منهن اللائي ينجحن في النجو من هذه العبودية لأغراض الجنس، يتعرضن لمعاناة قاسية من مشاكل صحية ونفسية ورفض وتهميش إجتماعي بسبب ماضيهن.
هذا ولقد أجرت تشاكاروفا مقابلات مع نساء وقعن ضحية هذه التجارة، ومنهن جينيا البالغة من العمر 18 عاما، من قرية صغيرة جنوبي ملدوفيا، التي باعها جارها لأغراض الدعارة بحجة إيجاد فرصة عمل لها في موسكو.
فوجدت جينيا نفسها سجينة في غرفة بفندق في تركيا، حيث أقهرت علي ممارسة الجنس مع 50 رجلا في اليوم في أكثر من يوم.
ونجحت جينيا في الهروب بعد سنة. والآن تعيش مع شقيقتها في بيت صغير في قريتها، ولا تجد عملا، وتقاسي من ملاحقة الناس لها بسبب ماضيها، وتعاني من مشكلات صحية جراء إستعبادها الجنسي في تركيا.
وبينت المقابلات التي أجرتها المصورة الصحفية البلغارية أن الفقر هو الدافع الرئيسي وراء الإتجار بالنساء لأغراض الجنس.
كما بينت تحقيقاتها العلاقات الوثيقة القائمة بين السلطات وتجار البشر، والتي تعتبر حتمية لممارسة تجارة الجنس. وكمثال، تسرد الشابة أوريكا من ملدوفيا، أنها عندما نجحت في الهروب من براثن العصابة التي كانت تستعبدها في تركيا، كانت الشرطة المحلية هي من أعادتها إليها وحاولت ممارسة الجنس معها.
أما عن إمارة دبي، فقدكشفت التحريات التي أجرتها تشاكاروفا، أن الأعداد الكبيرة للعاملين الأجانب في الإمارة، تمثل الدافع الرئسي وراء الطلب المرتفع علي عاملات الجنس.
وفي هذا، تقدر وزارة الخارجية الأمريكية أن نحو 10,000 إمرأة من مختلف أنحاء العالم، قد أجبرت علي ممارسة الدعارة في دبي. لكن معلومات حصلت عليها تشاكاروفا تشير إلي أن عدد بائعات الجنس في الإمارة يتجاوز التقديرات الأمريكية كثيرا.
وفي فيلمها الوثائقي "أسرار الليل"، تكشف تشاكاروفا النقاب عن التناقض بين المحافظة الإجتماعية البادية في الإمارة وبين إنتشار النودي الليلة الشعبية للتعاقد مع عاملات جنس، بأسعار تتفاوت بين 150 يورو للمرأة الأسيوية، لترتفع في حالة المرأة الأفريقية أو الأوروبية الشرقية، لتبلغ 1000 يورو للمرأة الشرق أوسطية.
وتعرب تشاكاروفا عن إعتقادها بأن هذه الأسعار العالية تشجع بعض النساء أيضا علي ممارسة الدعارة طوعا. وتقول لوكالة انتر بريس سيرفس أن "بعض النساء يخترن بيع أجسادهن، والبعض الآخر يقررن البقاء لأنهن لا يستطعن العودة إلي بلادهن".
وتضيف المصورة الصحفية البلغارية "تخيلي أنهم باعوكي حتي يغتصبك الرجال كل 15 دقيقة، 24 ساعة في اليوم... ما الذي يتبقي منك؟".
كما تعتبر تشاكاروفا أن العملاء المقبلين علي هذا النوع من الممارسات الجنسية يتحملون جزأ كبيرا من المسئولية، "فالرجال الذين يشترون الجنس يجب أن يفهموا أنهم يغتصبون النساء. إنها عملية إغتصاب، فالمرأة يزج بها في غرفة، وتلقي علي الأرض في إنتظار أن يأتي الرجال لإغتصابها".
وأخيرا، تقول تشاكاروفا أن تجارة النساء لأغراض الدعارة في دبي، كما هو الحال في تركيا، تحظي بتواطؤ بعض السلطات.(آي بي إس / 2009)
كلاوديا تشيوبانو
وكالة انتر بريس سيرفس