واشنطن ـ رويترز: حذر خبراء أمريكيون أمس من أن عدم رغبة الأمريكيين في الحديث عن الجنس ساعد على زيادة الأمراض الجنسية التي تنتشر عن طريق العدوى خاصة بين المراهقين.
وأظهرت أحدث الإحصاءات عن أمراض المتدثرة أو بكتيريا الحراشف البرعمية الكلاميديا والسيلان والزهري أن هذه الأمراض الجنسية الثلاثة آخذة في التزايد في الولايات المتحدة بالرغم من أنها أمراض يمكن علاجها.
وقال جون دوجلاس رئيس قسم الأمراض التي تنتقل من خلال الجنس في المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها :»مستويات الإصابة بالكلاميديا والسيلان ثابتة عند مستويات مرتفعة بدرجة غير مقبولة، أما الزهري فقد عاود الظهور بعد القضاء عليه».

وأضاف دوجلاس في حديث هاتفي :»لدينا أعلى معدل للأمراض التي تنتقل من خلال الجنس في أية دولة متقدمة في العالم». وأبدت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما رغبة في الابتعاد عن سياسة الرئيس الأمريكي السابق المحافظ جورج بوش التي كانت تعالج المشكلة بالترويج فقط لامتناع المراهقين عن ممارسة الجنس.

وأظهرت دراسات عدة أن هذا التوجه لم ينجح وأنه من الأفضل تشجيع المراهقين على الامتناع عن الجنس لكن في الوقت نفسه توفير معلومات للأطفال والمراهقين عن سبل حماية أنفسهم من الأمراض الجنسية والحمل المبكر.

وقدرت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض أن الولايات المتحدة تشهد 19 مليون حالة عدوى جنسية جديدة كل عام نصفها يحدث لدى من تراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما. من جهة أخرى، ذكر تقرير رسمي أمريكي في وقت سابق أنه لا توجد «أدلة كافية» على أن الواقي المطاطي الطبي قادر على منع انتشار جميع الأمراض الجنسية، مما أعطى زخما كبيرا وجديدا لمعسكر القائلين بوجوب التزام «العفة فقط» في برامج التثقيف الجنسي كوسيلة لمنع انتشار هذه الامراض. وذكر التقرير الصادر عن المعاهد القومية للمداخلات الطبية في أمريكا، أنه بالرغم من أن مثل هذه الواقيات فعالة للحيلولة دون الحمل ومنع الإصابة بفيروس «إتش أي في» المسبب لمرض الإيدز، ومرض السيلان في الرجال، إلا أن الأمر بحاجة إلى مزيد من الدراسات والأبحاث لتقرير إذا ما كانت نافعة في منع الأمراض الجنسية الأخرى. من هنا فإن العفة والامتناع عن الممارسات الجنسية خارج نطاق الزوجية هما الوسيلة الوحيدة. وحتى قبل صدور هذا التقرير المؤلف من 30 صفحة تشهد أروقة واشنطن جدلا محموما بين الآراء المختلفة حول هذه المسألة، إذ يطالب المحافظون الحكومة بتحويل الأموال من برامج تنظيم الأسرة التقليدية إلى دورات تثقيفية تروج لمسألة «العفة والامتناع إلا في حالة الزواج».

كما أكد خبراء طبيون أن الأمراض الجنسية لا تقل خطورة عن السرطان، الملاريا أو الأمراض المزمنة الأخرى الخطيرة. ولعل من دواعي انتشار وتفشي هذه الأمراض هو التحفظ في الحديث عنها أو خشية الفضيحة بمن يصاب بها. البعض منها قد يسهل علاجه إذا ما تم اكتشافه في بدايته، ولكن جهل الكثير من الناس عنها يجعلهم يهملونها مما يؤدي إلى استفحالها وتعرضهم لمضاعفاتها على المدى البعيد. هدفنا هو الوقاية منها أو علاج ما هو منتشر منها. فيما يأتي بعض الإرشادات والأساليب التي من شأنها الحد من انتشار الأمراض الجنسية وتجنب الإصابة بها. من جهة أخرى خلصت دراسة أمريكية إلى أن فتاة من بين أربع في الولايات المتحدة مصابة بأحد الأمراض التي تنتقل عبر ممارسة الجنس. واكتشفت الدراسة التي أنجزتها المراكز الفيدرالية لمراقبة الأمراض والوقاية منها أن معدلات الإصابة بهذا الصنف من الأمراض المعدية مرتفعة بشكل خاص لدى الفتيات السود. وقدرت الدراسة بنحو 50 في المائة نسبة الفتيات السود المصابات بأحد الأمراض المعدية جنسيا، بينما تناهز هذه النسبة 20 في المائة لدى الفتيات البيض والأمريكيات من أصول مكسيكية.

واعتمد الخبراء على عينة بـ 838 فتاة أمريكية تراوح أعمارهن بين 14 و 19 عاما.ووجدت الدراسة أن الفيروس المتسبب في سرطان الرحم HPV هو الأكثر انتشارا؛ إذ عثر عليه لدى 18 في المائة من الفتيات اللائي خضعن للدراسة.وقالت الهيئة التي أسرفت على الدراسة إنها المرة الأولى التي تخصص فيها دراسة لبحث الأمراض المعدية جنسيا لدى الفتيات المراهقات.

JoomShaper