أظهر تقرير لمنظمة اليونيسيف أرقاما مفزعة تتعلق بالأطفال والوضع الصحي، وكشف التقرير انه في الوقت الذي نجحت فيه نجاحاً مذهلاً قد تحقق في توسيع تغطية المياه، إلاّ أنه ما زال هناك مليار شخص بلا مياه آمنة، لافتا إلى أن وضع مرافق الصرف الصحي أسوأ من هذا بكثير، فهناك مايزيد عن ملياري شخص يعيشون من دون مرافق الصرف الصحي الأساسية.
أرقام مفزعة كشف عنها تقرير حديث صدر عن منظمة اليونيسيف، تدعو إلى وقفة يتم فيها تحقيق المزيد للحيلولة دون وفاة أكثر من 5,1 مليون طفل دون سن الخامسة كل عام نتيجة لافتقار المياه الآمنة ومرافق الصرف الصحي الأساسية بوصفهما ضرورتين أساسيتين للحفاظ على صحة الإنسان.
وتفيد التقديرات أن 425 مليون طفل تحت سن الـ18 مازالوا لا يحصلون على مياه محسنة وأكثر من 980 مليون شخص لا تتوافر لهم مرافق مناسبة للصرف الصحي وهو ما يسفر عنه موت أكثر من 000,5 طفل تحت سن الخامسة بسبب الإسهال. تقول المديرة التنفيذية لليونيسيف آن فينمان: ثمة تقدم ملحوظ قد تحقق حتى الآن فيما يتعلق بزيادة عدد الأشخاص الذين يمكنهم الحصول على مياه صالحة للشرب. إلا أن المياه غير السليمة وانعدام الصرف الصحي الأساسي يُسهمان في وفاة ما يقدر بـ 1.5 مليون طفل دون سن الخامسة كل عام نتيجة للإسهال’’. ويقول التقرير إن وجود مرافق صرف صحي محسَّنة يمكن أن يؤدي إلى انخفاض الأمراض المرتبطة بالإسهال لدى الأطفال بأكثر من الثلث. ومع اتباع ممارسات أفضل فيما يتعلق بالنظافة الشخصية يمكن خفض هذه الأمراض بمقدار الثلثين.
ويقول التقرير إن فوائد مياه الشرب المحسنة والصرف الصحي المحسن جلية ومن الممكن أن تمتد إلى عدد أكبر بكثير من سكان العالم، لو خُصصت لهذه المهمة ما يكفي من الموارد والعزم. كما كشف التقرير عن وجود أكثر من مليار شخص حول العالم لا يحصلون على إمدادات مياه محسَّنة ونظيفة منهم 725 مليوناً من الأطفال دون سن 15 عاماً..
كما كشف التقرير أن هناك 2.6 مليار شخص آخرين من دون خدمات صرف صحي أساس. وتعهد العالم، بموجب الغاية الإنمائية السابعة للألفية، أن يخفِّض بمقدار النصف نسبة الأشخاص الذين لا يحصلون بطريقة مستدامة على هذه الخدمات الأساسية بحلول سنة .2015 وهو أمر يعني إمكان الإصابة بالكثير من الأمراض. وأوضح التقرير وجود هذا العدد من الأطفال من دون إمدادات مياه محسنة في وقت يمضي فيه العالم نحو بلوغ الغاية المتعلقة بتوفير المياه الصالحة للشرب على رغم استمرار تزايد السكان وسرعة التحضر وهما عاملان يضاعفان التحدي.
ويعد الصغار الأكثر تعرضا من أي فئة عمرية أخرى للتأثيرات المرضية الناجمة عن شرب المياه غير المأمونة أو تناول كميات غير كافية من المياه إلى جانب التأثر بضعف مستوى المرافق الصحية ونقص وسائل النظافة الشخصية. وعلى الصعيد العالمي يتوفى 10.5 مليون طفل دون سن الخامسة سنويا نتيجة هذه التأثيرات في الدول النامية. ووجد التقرير أن المؤشرات الحالية تبدو أسوأ فهناك أكثر من 980 مليوناً من الأطفال ما زالوا لا يحصلون على خدمات صرف صحي جيدة. موضحا الثمن الذي يدفعه الأطفال نتيجة لانعدام توفر المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي السليم.
أبرز ما جاء في التقرير
-يعيش نحو النصف من بين جميع الأطفال الذين يولدون في العالم النامي كل عام من دون صرف صحي أساسي ويعيش واحد بين كل 5 من دون مياه شرب مأمونة مما يؤدي إلى زيادة مخاطر الإصابة بالأمراض التي تنقلها المياه.
-تسهم المياه غير المأمونة وانعدام الصرف الصحي الأساس، إلى جانب
سوء النظافة العامة، في وفاة أكثر من 1.5 مليون طفل دون سن الخامسة نتيجة للإسهال كل عام.
- تؤدي عوامل من قبيل المرض، والقيام برحلة يومية لجلب المياه من مصادرها، وعدم وجود مرافق للنظافة العامة في المدارس، إلى إبقاء الأطفال الأكبر سناً - خصوصاً البنات - خارج المدارس وغير متعلمين، وهو ما يعني استمرار دورة الفقر.
وأبان التقرير أن هناك أكثر من 125 مليون طفل حول العالم دون سن الخامسة يعيشون في أسر لا تتوافر لها إمكان الوصول على مصادر مياه الشرب المحسنة وهي تعني أنابيب المياه العامة والآبار الأنبوبية أو الثقوب البئرية المحفورة والآبار المحفورة المحمية والينابيع المحمية ومياه الأمطار.
كما لفت التقرير إلى أن هناك أكثر من 128 مليون طفل دون سن الخامسة يقيمون أيضا في أسر لا تمتلك فرصة الوصول إلى مرافق جيدة للصرف الصحي. واعتبر التقرير أن كل طفل من هؤلاء قد انتهكت حقوقه وصحته مهددة بالمخاطر منذ ولادته.
الصرف الصحي والتنمية الألفية
وقال التقرير إنه إذا استمرت الاتجاهات الحالية للتقدم في مجال جعل غاية الصرف الصحي من أهداف التنمية الألفية سيكون هناك نحو 2.4 مليار شخص حول العالم من دون مرافق أساسية للصرف الصحي بحول .2015
الإسهال خطر يحدق بالأطفال
ولفت التقرير إلى أن تلك الإشكاليات الواردة أعلاه تسبب في مجملها بنحو 88% من وفيات الأطفال الناتجة عن أمراض الإسهال (5,1 طفل من بين 9,1 طفل دون سن الخامسة يموتون سنويا بالإسهال) وهو ما يعادل 18% من وفيات جميع الأطفال في هذه المرحلة العمرية. فالإسهال الحاد الذي يصاحب الإصابة بالكوليرا يمكن أن يسبب الوفاة خلال يوم أو أقل إذا لم يعالج على وجه السرعة. وتنتقل العدوى بأمراض الإسهال عن طريق مخلفات الإنسان الطبيعية، لذا فإن وضع الحواجز الفعالة في الأماكن المناسبة لها يعتبر أمرا حيويا.
ويمكن أن تسهم مرافق الصرف الصحي المحسنة وحدها في خفض حالات الإصابة بالمرض بنسب تزيد عن الثلث. وأكد أن الوعي بالنظافة الشخصية والأنماط السلوكية يمكنها أن تخفض حالات الإصابة بمقدار الثلثين. وتشمل هذه الأنماط السلوكية الاستخدام المستمر للحمام أو المرحاض من جميع أفراد الأسرة والتخلص الآمن من مخلفات صغار الأطفال وغسل الأيدي بالصابون أو الرماد بعد التغوط وقبل تناول الطعام.
وأشار التقرير إلى وجود علاقة ارتباطية بين تدني معدل وفيات الأطفال والمستويات المرتفعة لتوفير المياه والصرف الحي، موضحا أن التحليل التاريخي لطريق القضاء الفعلي على الوفيات الناجمة عن الإسهال في العاصمة السويدية استوكهولم خلال الفترة الحالية حتى 1925 توحي بأن التدخلات الإيجابية (المبادرات) الواسعة النطاق لتوفير فرصة الوصول إلى المياه النظيفة إلى جانب التعليم العام وإنفاذ القوانين والأنظمة المتعلقة بالصحة أحدثت الأثر العظيم عند تنفيذها كجزء من حزمة أوسع اشتملت على الصرف الصحي المحسن. لكن التقرير لفت إلى أن الإسهال وعلى رغم خطورته الشديدة على حياة الأطفال إلا أنه ليس المشكلة الوحيدة، فالإلتهاب الرئوي يقضي أيضا على حياة مليوني طفل صغير سنويا.
وترتبط المياه والصرف الصحي والنظافة الشخصية بأمراض أخرى مثل التراخوما والأمراض التي تسببها الديدان مثل مرض دودة غينيا (داء التنينات) وداء البلهارسيات الشستوسومية والأمراض التي تسببها الديدان الصفراء (داء الصفر) وغيرها. وفي الأطفال فإن العدوى الدودية المستمرة التي تصيب أجسامهم يمكن أن تحدث في مراحل عمرية حيوية اختلالا في النمو البدني وضعف اللياقة البدنية واختلال الوظائف المعرفية الإدراكية. ويسهم الوضع الغذائي الضعيف في زيادة هذه التأثيرات وهي في مجملها تؤثر في تراجع الأداء الأكاديمي والانتظام في الدراسة بشكل كبير.
التباينات بين الحضر والريف
وأشار التقرير إلى أنه وفيما يتجاوز التأثير الواضح لسوء توفر المياه والصرف الصحي على صحة الأطفال، تمثل المعاناة اليومية للعثور على مياه صالحة للشرب في حد ذاته عقبة رئيسة أمام التنمية، وفقاً لما تقوله رئيسة قسم الماء والبيئة والصرف الصحي في اليونيسيف. فانيسا توبن’’ إنه تأثير الوقت الذي تستغرقه الشابات والفتيات الصغيرات لحمل الماء وهو وقت قد يصل في بعض الأحيان إلى ساعتين صباحاً وإلى ساعتين مساءً نتيجة لبُعد أي إمدادات مياه عن مجتمعاتهن المحلية’’. وتكشف الفجوة بين الحضر والريف عن بعض أكبر التفاوتات في الحصول على المياه الصالحة للشرب ومرافق الصرف الصحي الأساسية، فنسبة توافر فرصة وصول سكان المناطق الحضرية إلى مصادر مياه الشرب المأمونة تبلغ 95% مقارنة بـ 73% لسكان المناطق الريفية. ويصل التباين إلى أقصى حد له في إفريقيا جنوب الصحراء بـ 81% لسكان الحضر مقارنة بـ 41% لسكان الريف.
وزاد التقرير ‘’علاوة على ذلك فإن نحو ثلثي السكان الذين اتيحت لهم فرصة الوصول إلى مصادر مياه الشرب المحسنة والذين بلغ عددهم 1.2 مليار شخص خلال المدة من 1990-2004 كانوا يعيشون في مناطق حضرية ومع ذلك، فإن وتيرة التحضر وصلت إلى مستوى ازداد معه الرقم المطلق للسكان الذين لا تتاح لهم سبل الحصول على مياه الشرب بمقدار 63 مليونا في المناطق الحضرية، وتضاعف هذا الرقم إلى مرتين في إفريقيا جنوب الصحراء و5 مرات في شرق آسيا ومنطقة المحيط الهادي.
وقال إنه ومن بين أكثر من المليار شخص الذين أتيحت لهم فرصة الوصول إلى مصادر مياه الشرب المحسنة هناك 900 مليون آخرين يعيشون في المناطق الريفية، حيث ستستغرق جهود إحضار المياه وقتا أطول مما تستغرقه في المناطق الحضرية. وحسب المسوحات العنقودية المتعددة المؤشرات التي تدعم اليونيسيف إجراءها في 22 دولة فإن نحو نصف الأسر التي شملها المسح تقضي أكثر من 30 دقيقة في كل مرة تذهب فيها لجلب المياه، في حين يقضي أكثر من خمس الأسر أكثر من ساعة في كل مرة. أما التغطية بمرافق الصرف الصحي فإن التقرير يشير إلى أن التغطية في المناطق الحضرية حول العالم كانت أكثر من ضعفي مستواها في المناطق الريفية العام 2004 (80% في المناطق الحضرية مقارنة مقابل 39% في المناطق الريفية). ومن بين 6,2 مليار شخص لا تتوفر لهم مرافق صحية محسنة يوجد أكثرهم في المناطق الريفية.
فجوة بين الجنسين
كما لفت التقرير إلى وجود فجوة بين الجنسين مرتبطة بهذا التباين، فالمرأة والفتاة تتحملان أكثر مما يتحمله الرجل والفتى من تبعات سوء نوعية المياه والصرف الصحي والنظافة الشخصية، لأنهن في العادة من يجلبن المياه ويقمن برعاية أفراد الأسرة الذين يصابون بالأمراض المرتبطة بالمياه. إضافة إلى أن انتظام الفتيات في المدارس هو الأكثر تأثرا بمدى توافر مرافق المياه والصرف الصحي غير الملائمة في المدارس وبالوقت الذي يقضينه في جلب المياه من مصادرها.. كما أشار التقرير إلى أن النساء والفتيات يحتجن إلى نوع من الخصوصية أكبر مما يحتاجه الرجال والفتيان في مجال النظافة الشخصية. وفي ظل غياب مرافق الصرف الصحي الخاصة كانت هناك حالات قلصت فيها النساء مقدار ما يتناولنه من أكل وشرب لكي يستطعن قضاء حاجتهن في الليل على رغم أن ذهابهن بمفردهن إلى الحقول أو جوانب الطرق قد يعرضهن لخطر الاعتداء عليهن. وأشار التقرير إلى أن اليونسيف تعمل، إلى جانب تحقيق غايات أهداف التنمية للألفية، على ضمان أن تتوافر في جميع المدارس مرافق المياه والصرف الصحي الملائمة جنبا إلى جنب مع برامج التثقيف بالنظافة الشخصية. وأكدت خطة تنفيذ مؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة العام 2002 على ضرورة توفير مرافق الصرف الصحي في المدارس كإحدى أولويات العمل، في حين كررت في الدورة الـ 13 للجنة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة العام 2005 هذا الموقف وأكدت على الحاجة إلى التثقيف بالنظافة الشخصية في المدارس.
مستويات الالتحاق بالمدارس
فبحسب التقرير فإن تأمين خدمات المياه والصرف الصحي في المدارس يعد أمرا ضروريا إذا أريد تحسين مستويات الالتحاق بالمدارس إضافة إلى تحسين مستويات تعليم الفتيات وبقائهن في صفوف الدراسة خصوصاً وأنهن الأكثر تأثرا بأي نقص في توفير تلك الضروريات، فقد لا تنتظم الفتيات على سبيل المثال في المدرسة خلال أوقات الدورة الشهرية أو يتسربن عند سن البلوغ بسبب عدم توفر جو من الخصوصية لهن. إضافة إلى أن الفتيات الصغيرات عرضة للإصابة بفقر الدم الذي يتفاقم بسبب العدوى بالطفيليات واستنزاف عنصر الحديد في أجسامهن. وتناول التقرير مدى التقدم الحاصل على مستوى الأقاليم الجغرافية والتزامها بتحقيق غايات أهداف التنمية للألفية.. وجاءت أبرز نقاط التقرير في بعض الأقاليم على النحو الآتي:
الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
وصف التقرير الوضع في هذا الإقليم بأنه بدأ التقدم بمستويات مرتفعة نسبيا لكنه ما زال بطيئاً. ويضم الإقليم 20 دولة هي السعودية ومصر والجزائر واليمن وسوريا وإيران والسودان ومصر وقطر وليبيا وتونس والإمارات وجيبوتي والكويت وعمان والعراق والأردن والمغرب ولبنان والبحرين. وذكر التقرير أن المنطقة خفضت معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة بنحو الثلث تقريبا من 81 حالة إلى 56 من كل 1000 حالة ولادة. وهي من المؤشرات التي عدها التقرير أخبارا جيدة.
وأضاف أن السعودية والجزائر وجيبوتي وقطر وتونس والإمارات واليمن شهدت شحا في المياه بحلول .1990 ويتوقع لمصر وإيران وليبيا والمغرب وعمان وسوريا أن تشهد شحا هي الأخرى بحلول .2025 وبحسب التقرير فإنه على رغم أن أكثر من نصف الدول في الإقليم، التي توفرت عنها بيانات تقدير اتجاه تقدم، تسير في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق الغايات المحددة لمياه الشرب إلا أن توفر إمكان الوصول إلى مصادر الشرب المحسنة ازدادت في المنطقة ككل بنسبة هامشية فقط من 86% العام 1990 إلى 88% العام 2004 وازداد في مقابل ذلك عدد السكان الذين لا يتوافر لديهم الإمكان من 39 مليونا إلى 44 مليونا 34 مليونا يعيشون في المناطق الريفية. أما في مجال الصرف الصحي فقد ارتفعت نسبة التغطية في الفترة نفسها من 68% إلى 74% حيث استفاد من تلك الزيادة 87 مليونا.
غرب ووسط إفريقيا
التقرير اعتبر أن هذه المنطقة الجغرافية التي تضم 24 دولة ومنها السنغال والكاميرون والكونغو الديمقراطية ونيجريا وتشاد والنيجر وجامبيا وغانا، تشهد أدنى نسبة من التغطية بمياه الشرب المحسنة ومرافق الصرف الصحي المحسنة في العالم، مشيرا إلى أن أعداد السكان الذين لم يحصلوا على هذه الخدمات العام 2004 أعلى منها العام .1990 وقد تحسنت نسبة التغطية خلال تلك الفترة ببطء شديد من 49% إلى 55% بالنسبة للمياه و28% إلى 36% بالنسبة للصرف الصحي، لكنها على رغم ذلك فقد فشلت في مواكبة النمو السكاني المتزايد في تلك المنطقة، حيث ازداد الرقم المطلق للسكان الذين لا يتوافر لديهم إمكان الوصول إلى المياه المحسنة من 124 مليونا إلى 157 مليونا وعدد الذين لا يتوافر لديهم إمكان الوصول إلى مرافق الصرف الصحي المحسنة من 173 مليونا إلى 225 مليونا.
وذكر التقرير أن هذه المنطقة بحاجة إلى عمل عاجل، حيث تشهد أعلى معدل وفيات للأطفال دون سن الخامسة في الدول النامية (191 حالة وفاة بين كل 1000 ولادة)..
شرق آسيا والمحيط الهادي
اعتبر التقرير أن هذا الإقليم الذي يضم 27 دولة من بينها ماليزيا وكوريا الجنوبية وكوريا الشمالية والفلبين والصين وإندونيسيا يسير في الاتجاه الصحيح لتحقيق غايات هدف التنمية للألفية.. كما خفض نسبة الوفيات بين الأطفال دون سن الخامسة بأكثر من الثلث، حيث بلغت 36 وفاة من كل 1000 حالة ولادة (1990-2004).
رابطة الدول المستقلة
اعتبر التقرير أن دول المنطقة التي يبلغ عددها 19 دولة، ومن بينها روسيا وألبانيا وأذربيجان وروسيا البيضاء وبلغاريا وكازاخستان كرواتيا والبوسنة والهرسك، لا تسير في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق غايات كل المياه والصرف الصحي. وذكر التقرير أن الإقليم بلغ تغطية مرتفعة للمياه بنسبة 91%، لكنها لم تتقدم منذ 1990 ومازال هناك 22 مليونا يحتاجون للوصول إلى مصادر المياه المحسنة. أما الصرف الصحي فقد بقي ساكنا أيضا عند مستوى 84%، تاركا 63 مليونا من دون استفادة منه.
الدول الصناعية
ذكر التقرير أن الإقليم المكون من 39 دولة من بينها أميركا وبريطانيا وفرنسا واليابان وهولندا والسويد وسويسرا قد بلغ تقريبا مستويات التغطية الشاملة لمصادر المياه والصرف الصحي على رغم معاناته من بعض الثغرات في كل من لاتفيا وهنجاريا (المجر)، حيث توجد نسبة 2% و 4% من السكان على التوالي ما تزال تفتقر إلى فرص الوصول إلى مصادر المياه المحسنة.
الطريق إلى التقدم
وذكر التقرير أن العالم يتجه في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق الغاية المحددة لخفض نسبة السكان الذين لا تتوافر لهم فرصة مستدامة للحصول على مياه الشرب المأمونة، مع أنه يسعى بصعوبة بالغة إلى مواكبة النمو السكاني والتحضر المتسارع بوتيرة لم يسبق لها مثيل. أما الغاية المحددة لتوفير مرافق الصرف الصحي، فلن يتم، بكل صراحة ووضوح، بلوغها ما لم يتم تسريع عجلة التقدم بوتيرة كبيرة. وإن لم يتم تسريعها على ذلك النحو، فإن (4,2) شخص سيبقون من دون فرصة للوصول إلى مرافق الصرف الصحي الأساسية في العام .2015
وفي كلتا الغايتين، تبقى منطقة إفريقيا جنوب الصحراء متخلفة كثيراً عن التقدم المطلوب. وفيما يتعلق بالصرف الصحي، لا تزال أمام جنوب آسيا طريق طويلة جداً لتقطعها، مع أنها رفعت إلى أكثر من الضعفين مستوى تأمين هذه المرافق خلال المدة من 1990 - .2004
المصدر: جريدة الوقت