سلافة جبور-دمشق

بعد الحملة الإعلامية المكثفة التي استهدفت لفت الأنظار للحصار الذي يفرضه النظام القائم بسوريا على معضمية الشام منذ ما يزيد على عشرة أشهر، وما تبع تلك الحملة من إجلاء حوالي ثلاثة آلاف مدني منها معظمهم من النساء والأطفال، عادت أخبار تلك المدينة المنكوبة لتصبح أنباءً يومية اعتيادية لا تثير أي ضجة ولا تتصدر العناوين الرئيسة لوسائل الإعلام.

قصف يومي، حصار وتجويع، اقتراب فصل الشتاء إضافة إلى قيام قوات النظام بقطع آخر خط مياه يغذي المدينة، كل ذلك لم يترك لليأس مجالاً كي ينال ممن تبقى من السكان ويقدر عددهم بحوالي ثمانية آلاف مدني، فهم لا يزالون مصرين على إيصال صوتهم للعالم رافضين الموت بصمت، ومنددين بالتخاذل العربي والدولي عن نجدتهم.

وتحت شعار "صمودنا لا يبرر تخاذلكم" أطلق الأهالي المحاصرون حملة إعلامية وإنسانية تهدف إلى لفت نظر الرأي العام العربي والعالمي لما يحصل في المدينة.

وتتضمن الحملة اعتصاماً مفتوحاً بدأه عشرات السكان بوقفة احتجاجية الأربعاء طالبوا فيها المجتمع الدولي من منظمات وهيئات ومؤسسات بالعمل لإدخال الغذاء والدواء إلى المدينة، وهو ما اعتبره المعتصمون "أبسط حقوقهم" إضافة إلى المواد الإغاثية التي قد تقيهم برد الشتاء.

الأطفال هم الفئة الأكثر تضررا من تداعيات حصار المدينة (الجزيرة)

مطالب أساسي

كما طالب المعتصمون بالسماح لفرق الإغاثة الدولية بالدخول إلى المدينة والاطلاع على الأوضاع المعيشية السيئة للمدنيين فيها، وفق ما أفاد الناشط قصي زكريا باتصال مع الجزيرة نت.

وأضاف قصي بأن الأهالي لا زالوا مصرين على ضرورة السماح للصليب الأحمر والهلال الأحمر والهيئات والفرق الطبية الدولية بمزاولة مهامها الإنسانية بالمدينة، وذلك لوجود حاجة قصوى لاستكمال علاج أكثر من ألف جريح موجودين داخل المدينة المحاصرة، وكذلك ضرورة الاهتمام بأكثر من أربعمائة شخص مصاب بأمراض مزمنة وبحاجة ماسة لأدوية خاصة.

وإضافة إلى احتياجاتهم الإنسانية، لم يغفل المشاركون بالاعتصام عن المطالبة بإطلاق المعتقلين ضمن سجون النظام والبالغ عددهم حوالي أربعمائة معتقل، وخصوصاً من تم اعتقالهم أثناء عملية إجلاء المدنيين التي تمت الشهر الماضي، حيث يؤكد الأهالي أن قوات الأمن اعتقلت حينها عدداً من الشباب ومنهم من لم يتجاوز عمره 15 عاما.

كما رفع الأهالي لافتات تدعو المعارضين السياسيين ممن يفترض أن يشاركوا بمؤتمر جنيف-2 للاستماع والاستجابة لمطالب الشعب السوري الذي يرزح تحت وطأة الحصار والجوع "فحضور أي معارض لهذا المؤتمر دون أن يمثل أهل سوريا بالداخل هو غير ذي جدوى بالنسبة إلينا" يقول الناشط قصي.

ويؤكد أن المجتمع الدولي "إن لم يكن قادراً على اتخاذ قرار فوري لإيقاف سياسة التجويع التي يتبعها النظام السوري ضد المدنيين، إضافة إلى الضغط عليه لإيقاف القصف على المدينة، فلا حاجة لنا به. نحن نريد فك الحصار عن مدينتنا والسماح للأهالي المهجرين بالعودة إلى بيوتهم بدلاً من تهجيرهم، نحن نريد البقاء لا النزوح".

 

ورغم ارتفاع وتيرة القصف على معضمية الشام منذ إعلان الحملة وبدء الاعتصام، واستهدافها بكافة أنواع القذائف والصواريخ، فإن سكان المدينة أعلنوا أن اعتصامهم مفتوح حتى تتحقق جميع مطالبهم، ويتم إدخال المساعدات الضرورية إليهم.

JoomShaper