متطوعة: شلل الأطفال بدير الزور بات يفوق هم القصف والحصار
مشاركة السبيل - قالت المتطوعة الصحية نور أم سليمان، إن هم انتشار مرض شلل الأطفال في دير الزور (شرق سوريا)، بات يفوق هم القصف، والحصار، الذي تتعرض له المحافظة من قبل قوات النظام منذ أكثر من عام ونصف العام.
وفي لقاء مع وكالة "الأناضول"، أثناء جولة كانت تقوم بها قبل أيام مع عدد من المتطوعات في حي "الشيخ ياسين" بدير الزور، أوضحت أم سليمان أن "القذيفة من الممكن أن تصيب عدداً من الأشخاص، في حين أن الشلل يهدد حياة الآلاف من السكان".
وأشارت إلى أن عدداً من الجهات والمنظمات الإغاثية في المدينة بدأت منذ أيام حملة بعنوان "مستقبلهم بأيدينا" لمكافحة مرض شلل الأطفال، وذلك بغية توعية الأهالي في المناطق المحاصرة بمخاطر المرض والطرق الإسعافية للوقاية منه، ريثما يصل اللقاح الخاص به عن طريق منظمة الصحة العالمية والمنظمات المعنية الأخرى.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت في تقرير أصدرته، الشهر الماضي، عن ظهور مرض شلل الأطفال المعدي في سوريا، بعد أكثر من 14 عاماً على انقراضه، وقال "أوليفر روزنباور" المتحدث باسم المنظمة إن "عشر حالات من مرض شلل الأطفال من النوع الأول ظهرت من بين 22 حالة غالبيتها في محافظة دير الزور"، لتصدر بعدها المنظمة عدة تقارير حول الموضوع تحذر من انتشاره في سوريا والدول المجاورة.
ومرض شلل الأطفال، هو أحد الأمراض الفيروسية المعدية، يصيب الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمسة أعوام، ويؤدي إلى شلل رخوي في الأطراف بدرجات متفاوتة قد تصل إلى الإعاقة الدائمة، ويسبب المرض فيروس يصيب الجهاز العصبي.
وأوضحت المتطوعة، التي تنتمي لمنظمة "سما" المحلية المهتمة بحقوق الإنسان والمشاركة في الحملة، أن الحملة انطلقت في المدينة منذ نحو 10 أيام، وذلك بعد إعلان منظمة الصحة العالمية عن عشرات الإصابات في المحافظة، ويشارك فيها حوالي 35 متطوعاً من منظمات المجتمع المدني المهتمة بالموضوع بالتعاون مع "وحدة تنسيق الدعم" التابعة للائتلاف السوري المعارض.
ولفتت إلى أن مهمة المشاركين في الحملة هو القيام بجولة على المنازل؛ للتوعية بالطرق الوقائية بمرض شلل الأطفال، وعلى رأسها النظافة الشخصية للطفل في المنزل وخارجه، خاصة في ظروف انتشار الأوساخ والتلوث في المدينة المحاصرة.
ويسيطر الجيش الحر على كامل مساحة الريف الشرقي لمحافظة دير الزور الممتد من أطراف مدينة دير الزور إلى الحدود العراقية شرقا، أي على امتداد مساحة تبلغ حوالي 130 كم، كما يسيطر على معظم أحياء المدينة التي لا ينقطع القصف والحصار المفروض عليها من قبل قوات النظام منذ نحو 18 شهرا في محاولة لاستعادة تلك المناطق.
وكانت المحافظة تشكو من مؤشرات تنموية ضعيفة بالنسبة للصحة والتعليم قبل اندلاع الثورة السورية في البلاد منذ مارس/آذار 2011، الأمر الذي كانت تعزيه المعارضة إلى إهمال مقصود من قبل النظام على أسس طائفية وإيديولوجية، في حين أن النظام كان يعدها "محافظة نامية" يعمل على النهوض بها.
وحول عدد الحالات المكتشفة في المحافظة، لفتت أم سليمان إلى أنه تم تشخيص حالتين مصابة بشلل الأطفال بمدينة دير الزور حتى اليوم وتم نقلها إلى مدينة الميادين (45 كم شرق دير الزور) لتلقي الرعاية اللازمة كما يوجد عشرات الحالات التي تم تشخيصها في الريف، لم تحدد عددها بالضبط.
وكانت أصوات القذائف والاشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام تخيم على المدينة، وذلك خلال جولة المشاركين في الحملة على المنازل، وتكرر مشهد لجوؤهم إلى مداخل الأبنية للاحتماء من القذائف التي كانت تقع في مواقع قريبة.
وحول الخطوات الأخرى التي تسعى الحملة للقيام بها، أفادت المتطوعة أنه تم تأسيس عدد من مراكز اللقاحات في مناطق متعددة من المدينة ؛ من أجل ألا يخاطر الأهالي بالتنقل وتعرضهم لخطر القصف، وسيتم إعطاء 3 جرعات من اللقاحات المتوقع وصولها الأسبوع القادم الأولى خلال الشهر الجاري، والثاني الشهر القادم، والثالث في الشهر الذي يليه، في حين كانت اللقاحات تصل إلى المناطق الخاضعة لسيطرة النظام.
وأشارت أم سليمان إلى أن الحملة لن تتوقف عند مرض شلل الأطفال، بل ستشمل الأمراض الأخرى التي من المحتمل أن يصاب بها سكان المحافظة في ظل غياب الرعاية الصحية اللازمة.
وحذّر الائتلاف السوري المعارض لنظام بشار الأسد، من عودة أمراض خطيرة إلى سوريا على رأسها شلل الأطفال تخلصت منها منذ 10 سنوات، وذلك نتيجة الحصار والتجويع المفروضين من قبل قوات النظام على المناطق "المحررة" التي تسيطر عليها قوات المعارضة، وذلك في بيان أصدره الشهر الماضي بعد إعلان منظمة الصحة العالمية عن الاشتباه بعشرات الحالات المصابة بشلل الأطفال في سوريا.
متطوعة: شلل الأطفال بدير الزور بات يفوق هم القصف والحصار
- التفاصيل