صادف يوم الاثنين 25 نوفمبر، اليوم العالمي للمناداة بوقف العنف ضد المرأة بكل أشكاله ورفع الظلم عن النساء حول العالم والعمل على تنظيم نشاطات للتوعية بمدى حجم المشكلة وتفاقمها.
ومن الواجب تسليط الضوء على الوضع المخجل والمؤسف الذي وصلت إليه النساء السوريات (اللاجئات) من وضع مأساوي مُهين في داخل وخارج البلاد وتحديداً دول الجوار.
رحلة عذاب يومية تعيشها المرأة السورية (الأم والأخت والإبنة) واللواتي فقد أكثرهن الرجل المعيل (زوج أو أخ أو أب أو إبن) فتزداد المسؤوليات وتثقل الأعباء، وتدفع ثمنا باهظاً كل دقيقة جراء الحرب القاسية والنزاعات الأهلية، حيث تشكل النساء والأطفال حوالي 80% من ملايين اللاجئين على مستوى العالم.
وبالإضافة إلى ذلك ، ثمة سوريات قابعات في سجون النظام ، يموت بعضهن تحت التعذيب وتفشي الأمراض بينهن مع ثبوت حالات لسجينات خرجن من المعتقلات مصابات بمرض الصرع لشدة التعذيب بالكهرباء وغيرها، ولا ننسى أيضا من تعرضن للخطف.
الانتهاكات التي تتعرض لها النساء أثناء مراحل اللجوء من اضطهاد وعنف وقمع وإغواء واستغلال لأوضاعهن جعلهن يتجاوزن الحدود هرباً من القصف والدمار والاغتصاب عابرات الجبال والسهول في الأيام الأشد برودة وحرارة، ومنهن من تكون حاملا ولديها صغار... أليس هذا من أشد أنواع "العنف ضد المرأة" ؟.
المرأة السورية فرّت هاربة من الأوضاع السيئة في بلدها الى الأسوأ، فالكثير من اللاجئات تعرضن للاغتصاب والتحرش والنوم في العراء، وإلى الزواج المبكر أو بمعنى أصح بيع الفتيات السوريات برضا الأهل أو مكرهين نظرا للظروف المعيشية القاسية ، إذ يستغل المتربصون الوحوش أوضاعهن لإرضاء ملذاتهم الحيوانية.
إن تزويج العائلات السورية لبناتهم في سن صغير كان يحدث قبل الأزمة ولا أحد ينكر ذلك ، وربما كانت من عادات بعض السوريين، وهذا نوع آخر أيضا من الاضطهاد والعنف والتخلف والجهل المتوارث عن الآباء والأجداد، ولكن الفارق اليوم هو تحويله إلى تجارة ، ُتعرض البضاعة وتبدأ عملية البيع والشراء والمساومة ، مستغلين لجوء السوريات وحياتهن الصعبة.
لم يتخيل أحد مدى معاناة المرأة السورية وليس هناك من يستطيع العيش في هكذا ظروف، ففي وقت سابق، أطلقت بعض النسوة في مخيم الزعتري في الأردن اسم "حمّامات الرعب" على المرافق العامة للاستحمام وقضاء الحاجة، أبسط حقوقهن وعاداتهن اليومية مليئة بالمخاوف، نظراً لوجود الشبان والباعة وعدم وجود أمن وحماية.
كما اضطرت اللاجئة السورية للانخراط في الأعمال القاسية والشاقة لتأمين لقمة العيش لأبنائها، وخصوصا من توفي زوجها جراء الحرب .
فكل واحدة منهن تدفع الثمن بطريقة مختلفة عن الأخرى، ولسان حالها يقول : " ليتنا نعيش في زمن الخليفة المعتصم بالله ليهب إلى نجدتنا ! ".
ويبقى الأمل في الله أولا وفي تحرك هيئات حقوق الانسان والمنظمات العالمية للقضاء على العنف ضد المرأة السورية والرأفة بحالها ومعانتها اليومية.
اراء

JoomShaper