لاللعنف ضد المرأة, جملة تتكرر كثيراً وتستخدم كثيراً ولكن دون أن يكون هناك نتيجة أو البدء بالفعل, هي فقط حروف وحبر وكلام تكتب في الجرائد والمجلات وتقدم في المحاضرات والندوات سواء محلية أو دولية ..
أعلنت الجمعية العامة يوم 25 تشرين الثاني, اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، ودعت الحكومات والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية إلى تنظيم أنشطة في هذا اليوم تهدف إلى زيادة الوعي العام لتلك المشكلة (القرار 54/134، المؤرخ 17 كانون الأول/ديسمبر 1999). وقد درج أنصار المرأة على الاحتفال بيوم 25 تشرين الثاني/نوفمبر بوصفه يوماً ضد العنف منذ عام 1981. وقد استُمد ذلك التاريخ من الاغتيال الوحشي في سنة 1960 للأخوات الثلاثة ميرابال اللواتي كن من السياسيات النشيطات في الجمهورية الدومينيكية، وذلك بناء على أوامر الحاكم الدومينيكي روفاييل تروخيليو .
نعم… نحتفل بهذا اليوم وجميع المنظمات تقوم بنشاطات وندوات توعوية لهذه المشكلة التي تعاني منها المرأة ..ولكن ألم تعلم الجمعية العامة أن المرأة السورية تعاني اليوم أبشع أنواع الظلم والمعاناة والمأساة ..؟
المرأة السورية اليوم تغتصب في السجون وتنهك كرامتها ..تغتصب أمام زوجها وأطفالها ,المرأة تعاني من التشرد والحرمان من أبسط حقوقها ..المرأة السورية تحرم من زوجها وفلذات كبدها ..المرأة السورية تذبح بالسكاكين على أيدي المجرمين من نظام بشار الأسد .. كم من إمرأة سورية ذبح أطفالها أمام أعينها دون أن يكون لها لاقوة ولا حول .. كم منهن تفرجن على هدم بيوتهن دون أن يكون لهن سوى البكاء والصراخ والدعاء .. كم منهن خرجن من الوطن قسراً دون أن يكون لهن رأي أو إختيار .. مئات الآلاف منهن تعيشن في المخيمات والكثيرات منهن مشردات في تركية وأردن ولبنان ..ولم تسلم المرأة حتى في هذه الدول التي تدَعي أنها المكان الأكثر أماناً للسوريين .. المرأة السورية في مكان إقامتها سواء في تركية أو أي دولة أخرى تنتهك كرامتها ولاسيما في مخيمات الأردن .. لم يكتفوا بالمتاجرة على دماء الشهداء بل ويتاجرون بكرامة المرأة السورية .. بيع الفتيات السوريات لرجال السعودية والخليج باتت مشكلة مستعصية وجريمة بحق الإنسانية , لايقبلها الشرع ولا الكتب السماوية ولا أي دين في العالم , … وفي الحقيقة لولا علم الحكومة الأردنية لما تمكنوا من العمل بهذه التجارة .
بيع فتاة لايتجاوز عمرها الثمانية عشر لرجل كبير في السن يتجاوز عمره الستون .. وبعد إشباع غريزته يكون مصير هذه الفتاة التشرد في الشوارع والمأساة الأكبر عندما تكون حامل من هذا المجرم … أليست هذه جريمة بل ومن أكبر الجرائم ؟؟
إذاَ .. أين هي الجمعية العامة من هذه الجرائم .. أين هي المنظمات الدولية التي ستحتفل بهذا اليوم .
عذراَ أخوات ميرابال .. المرأة السورية تستحق أن يكون هذا اليوم لها ,, فمعاناتها أكثر من معاناتك .. وظلم بشار الأسد
في الثورة السورية .. أثبتت المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان وأمم متحدة على أنها مشاركة جميعا في هذه المذابح والجرائم بحق الشعب السوري بشكل عام ولاسيما للمرأة السورية .. فلم نتلقى أي دعم أو مساندة منهم سوى كتابة بيانات تندد وتستنكر.. ماذا بعد الإستنكار والتنديد .. بعد ثلاثة أعوام من الثورة ..
ربما .. لابد من أن يكون للمرأة السورية تاريخاً يذكر العالم بمعاناتها .. ويكون يوما عالمياً للمرأة السورية .
أنحني للمرأة السورية وماتقدمه اليوم من تضحيات وعدم إستسلامها للظروف .. ومشاركتها للرجل في هذه الثورة .. كلنا نعلم أنها الأم والطبيبة والممرضة والمسعفة وعملت في الإغاثة ومعالجة الجرحى .. وشاركت الرجل في حماية مناطقها وإستشهدت في سبيل وطنها وأرضها وكرامتها .ولم تستسلم حتى يومنا هذا , فلاتزال رغم الجراح والمعاناة والعنف تناضل وتكافح في سبيل نيل حريتها .
تحية إحترام لكل إمرأة تكافح وتناضل لنيل حريتها وكرامتها وحقوقها المسلوبة …حتما” ستكون النهاية النصر وتحقيق الأهداف ونيل الحقوق .. فبدون حرية المرأة ..المجتمع سيبقى معاقا ومشلولا وناقصا ..قضية المرأة هي قضية السلام والديمقراطية والحرية .

JoomShaper