أخبار الآن | حمص – سوريا – (حسام محمد):

أطلق مجموعة من الناشطين حملة Save Rastan# بالريف الشمالي لمدينة حمص لإنقاذ المدينة من كارثة إنسانية محتملة جراء الحصار الذي تفرضه قوات الأسد عليها منذ شهر نيسان أبريل من عام 2012, والخطر الحقيقي الذي يهدد حياة أكثر من مائة وعشرة آلاف مدني قابعين داخل أسوار الحصار بسبب انقطاع الخدمات عن الرستن منذ قرابة ثلاثة أشهر و فقدان مادة الخبز وانهيار الحالة الاقتصادية في ظل أوضاع معيشية غاية في السوء – وذلك حسب تصريحات وائل أبو ريان مدير المكتب الإعلامي الموحد في المدينة لأخبار الآن...

مكتب رعاية الطفولة والأمومة في مدينة الرستن أطلق نداء استغاثة ومناشدة إنسانية عاجلة إلى كافة المنظمات والجهات المعنية بسبب انقطاع حليب الأطفال منذ أسبوعين بشكل تام عن المدينة, في ظل حرمان أكثر تسعمائة وثمانون طفل مادة الحليب, في حين يصل سعر علبة الحليب الواحدة إلى ثمانمائة وخمسون ليرة سورية أي ما يعادل خمسة دولار أمريكي للعلبة في حال تواجدها.

سعود الديك رئيس المجلس المحلي في المدينة تحدث لأخبار الآن: عن سبب العجز والكارثة المحتمل حدوثها "إننا أرسلنا العديد من نداءات الاستغاثة للعالم بأسره, ولم نجد أي أذن صاغية وعلى العكس قوبلنا بالتهميش والنسيان, ومنذ ثلاثة أشهر لم نستلم أي مبلغ من مجلس المحافظة أو الحكومة المؤقتة, ولا نعلم ما هو السبب بالرغم من وصول مبالغ لحمص وريفها ولم يتم تخصيص شيء للرستن بالرغم من أنها اكبر مدينة في الريف الشمالي وتعداد سكانها هو الأكبر, واستقبالها للنازحين من حمص ومن ريفها الشمالي وهدا الأمر بات عبئ كبير نعجز عن تامين الخدمات وتامين ابسط مقومات الحياة لهم ولسكان مدينة الرستن.

وأضاف أبو ريان أنه منذ ما يقارب عشرة أيام ومياه الشرب مقطوعة عن المدينة والمعاناة الكبيرة التي يعانيها الأهالي في تامين مياه الشرب بسبب قيام جيش النظام بقطع خط ساريكوا الذي يغذي المدينة بالمياه, الأمر الذي دفع الأهالي للقيام باستخراج المياه من الآبار الجوفية وجراء انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة لجؤوا للمولدات لاستخراج المياه من الآبار والتي تحتاج للوقود المرتفع السعر والذي يعجز الأهالي عن تأمينه, ولاسيما مع ارتفاع سعر متر مياه الشرب  مابين 500 إلى 600 ليرة سوري, ومع غياب أي مورد وقيام النظام بفصل قسم من الموظفين وتوقف كافة الأعمال لتعاني المدينة من نسبة كبيرة جدا بالبطالة وعدم توفر مورد للأهالي.

الأستاذ المحامي منار علوان موفد المجلس المحلي إلى تركيا صرح  لأخبار الآن : " لقد طرقنا كل الأبواب ولم نجد إلا الوعود والتهميش وقد حاولت مراراً وتكراراً إيصال صوتنا ومعاناتنا إلى الحكومة المؤقتة ومجلس محافظة حمص, ولكن لم نجد الأذن الصاغية حتى الآن, وقد استلم مجلس المحافظة منذ بداية الشهر السادس مبلغ 300000$ ثلاثمائة ألف دولار من الحكومة المؤقتة لدعم الريف الشمالي, ولم يتم تسليم الرستن أي مبلغ علما أنهم على اطلاع بأحوالنا الصعبة والخطر الكبير المحدق بالمدينة وقد حاولت التواصل مع وزير الإدارة المحلية عثمان البديوي لنضعه بصورة الوضع فرفض مقابلتنا ولم نجد منه أي رد على العكس عاملنا, وكأننا مجرد أرقام نحن بالداخل ننتظر الموت  ولم استطع منع عيناي عن البكاء فقد شعرت أن ابني الذي استشهد منذ أشهر من جراء القصف على المدينة هو رقم ولا يعني لهؤلاء من يدعون تمثيلنا شيء, وما نحن إلا حطب للحرق يتلاعبون بنا وبدماء أطفالنا فلم استطع نفسي عن الدعاء ((الله ينتقم منكم )) وقلبي معلق بأطفال في هده المدينة ممن ينتظرون موتهم إما بالقصف أو من الجوع".

إضافة لانقطاع حليب الأطفال بشكل كامل حسب ما صرحت به مها أيوب رئيسة مكتب رعاية الطفل في الرستن "إننا منذ ما يقارب الشهر نفتقد لمادة الحليب التي كنا نغطي فيها 1400 طفل في مدينة الرستن وريفها والسبب يعود لانقطاع الدعم المقدم لهده المادة وقد ناشدنا كافة الجهات العامة والخاصة والمنظمات والهيئات الإغاثية ولم نجد  أي أذن صاغية واللفت للأمر بدأنا نواجه العديد من حالات سوء التغذية لدى الأطفال بسبب عدم توفر أي مبالغ لتامين احتياجات الأطفال في هده المدينة المنكوبة وهدا الأمر يهدد بكارثة إنسانية قاربت على الحدوث تهدد حيات الأطفال".

 

JoomShaper