محمد إقبال بلو: كلنا شركاء

خرجت مجموعة من النساء في مظاهرة بمدينة عندان الواقعة في ريف حلب الشمالي على بعد خمسة عشر كيلومتراً من حلب المدينة، وجاءت المظاهرة النسائية تلك رداً على عدم مشاركة بعض شباب المدينة والمدن والبلدات الأخرى المجاورة بالمعارك ضد قوات النظام السوري.

تأتي الاحتجاجات النسائية في ظل تقدم كبير لقوات النظام في ريف حلب الشمالي، بدأ زخمه في الأيام الأولى من عيد الأضحى، حيث سيطر النظام على بلدتي حندرات وسيفات ، كما سيطر على معمل الإسمنت ومعمل الزجاج وقرية الجبيلة، لتغدو قوات النظام على مقربة من بلدة باشكوي الواقعة شرق بلدة حريتان، وهذا التقدم يزيد الوضع خطورة في ريف حلب الشمالي كما أنه يمهد للبدء بحصار خانق على حلب المدينة رغم أن ذلك لم يحدث حتى اللحظة، إذ انتفضت الكتائب الموجودة في ريف حلب الشمالي كلها واتجهت نحو الجبهات الجديدة في محاولة منها لإجبار النظام وميليشياته على التراجع أو على الأقل وقف تقدمه.

لم تكن في السابق تنظم أية مظاهرات نسائية في بلدات الريف الشمالي سواء عندان أو غيرها من البلدات والمدن الصغيرة، إلا أن هناك سبباً هاماً دفع بالنساء في عندان للخروج في مظاهرات تحمل لافتات استفزاز لشباب المنطقة، وهو قيام عناصر النظام والميليشيات الشيعية المختلفة الجنسيات المرافقة له باغتصاب العديد من النساء في بلدة سيفات التي تمت السيطرة عليها مؤخراً، وهذا ما أكده الكثيرون من ناشطي المدينة إذ قالوا عدة مرات أنهم سمعوا أصوات صراخ النسوة لدى اغتصابهن، على قبضات أجهزة التجسس اللاسلكية التي يستخدمونها لتلقي معلومات تتعلق بقوات النظام.

وقد حملت النسوة العديد من اللوحات التي تحمل عبارات تحث الشباب على دخول المعركة في ريف حلب الشمالي قبل أن يفوت الأوان، وكانت أهم العبارات (إذا الشباب غير قادرين على حمل السلاح فنحن له – أيها الشباب المسلم حركوا ضمائركم – أيها المسلمون ألم تسمعوا باغتصاب المسلمات في سيفات – إن لم نكن واحد، سنقتل واحد واحد، توحدوا – المجاهدون على الجبهات نقبل أرجلكم).

وفي رسالة مستفزة لشباب المنطقة، حملت النساء العندانيات السلاح أثناء المظاهرة التي تجولت في بعض شوارع المدينة.

JoomShaper