السفير
في وقت تعيش سوريا حرباً دامية، تفرض فيها فصائل متشدّدة «قوانين وشرائع»، بشكل يطال النساء وحريّتهنّ وحياتهنّ بشكل مباشر، تستعدّ مجموعة من الناشطين في مجال حقوق المرأة لإطلاق إذاعة خاصة بالنساء، تحمل اسم «سوريات». يأتي ذلك في سياق مشروع نسويّ متكامل، يُعنى بالمرأة في سوريا، وفق تعبير القائمين على المشروع.
تقول منسّقة «ملتقى سوريات يصنعن السلام» منى غانم، وهي إحدى القائمات على مشروع الإذاعة: «سوريات أف أم» إذاعة موجّهة للنساء السوريّات والعربيّات، تهدف لإيصال صوت النساء في كلّ مناطق سوريا، مهما اختلفت آراؤهن وتوجهاتهن، وتعمل على تعزيز قيم السلام وتمكين المرأة، وتسلط الضوء على معاناة المرأة السورية ودورها في المجتمع، وتعرّف النساء بحقوقهنّ، بطريقة راقية بعيدة عن الإسفاف أو الانتقاص من صورة المرأة، وتبتعد عن الصورة النمطية لتشييئها». وتشير إلى أنّ الإذاعة «ستخصص برامج للتركيز على الجانب الإنساني والتوعوي، بشكل خاص، وستعتمد على الحوارات والتقارير الحية الميدانية، وستعطي الأوليّة للمرأة السورية العادية التي ستبني مستقبل سوريا».وعن الدافع لإطلاق الإذاعة، تقول غانم إنه «لا يوجد في سوريا تجربة إعلاميّة نسائيّة متخصصة، وهي بالأساس تجارب قليلة في المنطقة العربية، وارتأينا كقائمين على الإذاعة في «ملتقى سوريات يصنعن السلام» القيام بهذه المهمّة، وتعميق دور المرأة في المجتمع نظراً لوجود تجارب نسائيّة ناجحة حول العالم، خلال أزمات شبيهة بالأزمة السوريّة. ولأن الإعلام هو الطريق الأقرب، وخاصة عبر وسائل الاتصال الاجتماعي، قررنا إطلاق الإذاعة عبر الانترنت، وعلى «ساوند كلاود».
بدأ «ملتقى سوريات يصنعن السلام» نشاطه منذ العام 2012، ويهدف، وفق ما يُعرّف بنفسه، إلى «الارتقاء بالمرأة السورية ووضعها على الطريق الصحيح لمعرفة حقوقها، وأخذ دورها ومكانها الصحيح في المجتمع. وتلفت غانم في هذا السياق إلى أنّ «أغلب العاملين في الملتقى والراديو هم من المتطوعين المؤمنين بالعمل النسوي، ويبحثون عن فرصة لترجمة أفكارهم بطريقة راقية تقدم للجمهور». وإضافة إلى عمل الملتقى على إطلاق إذاعة، أسس أيضاً مركز دراسات، كما يعمل على إصدار دوريات تعنى بالمجتمع المدني بصورة عامة، والنساء على وجه الخصوص.
وعلى الرغم من أن الإذاعة مازالت في طور الاستعداد للإطلاق، إذ من المرتقب أن يتمّ إطلاقها الشهر المقبل على الانترنت لتبّث لاحقاً على موجات أف أم، وفق القائمين عليها، إلا أنَّها شكّلت حالة في الوسط الإعلامي السوري، لكونها «نسائية بحتة»، تُعنى بالمرأة على وجه الخصوص من جهة، إضافة إلى أنها جاءت في وقت يبدو فيه «الاستثمار الإعلامي» مغامرة في دولة تعيش وقائع حرب هدمت البنى التحتية. ذلك ما يضع مجموعة كبيرة من العراقيل في وجه إطلاق أي مشروع إعلامي، الأمر الذي يراه القائمون على الإذاعة «تحدياً لهم» و«دافعاً» لإطلاقه بأسرع وقت ممكن لإيصال «صوت المرأة السورية التي تحملت الكثير من أوزار الحرب، بصمت».