ينشغل العالم بقضية اللاجئين السوريين، مطلقاً صفة "المهاجرين" عليهم، وتتداول وكالات الأنباء العربية والعالمية أخبار اللجوء، وتدفق البشر "سوريين وغير سوريين" على أوروبا، ولكن ماذا عن أسباب ذلك الهروب الجماعي الذي سيذكره التاريخ، وستتحدث عنه الأفلام الوثائقية التي ستؤرخ المرحلة؟ وماذا عن الأسئلة التي يطرحها الإعلام والناس حول قدرة الأب أو الأم على تعريض أولادهما للموت غرقاً أو تحت سياج الحدود في
الدول التي يمر منها أولئك اللاجئون؟

أغنية "راب" سورية بأيدٍ سورية تحكي القصة بكليب مدته لا تتجاوز الـ7 دقائق، واسم الأغنية #مهاجر_لبعيد ، ورسالة الأغنية حسب ما كتب صانعوها "إيصال الرسالة للجميع، العربي والغربي، عن معاناة السوريين الذين اضطروا للهجرة غير الشرعية".
تبدأ الأغنية بشرح حياة السوري الحقيقية في ظل الموت الذي يعيشه يوميا، الحياة في سوريا تفتقر إلى الحياة، للكرامة، والموت الجاثم على صدر السوريين اليوم يجعلهم يتخذون قرار المغامرة على أمل تأمين حياة لأطفالهم.

يقول يمان عنتابلي (19 عاماً) مخرج الأغنية "لا يوجد أحد في سوريا لم يفقد شخصاً من عائلته، سواء داخل سوريا أو في عملية اللجوء والهروب إلى أوروبا، أردنا إيصال صوت السوري المظلوم إلى العالم، ولهذا ترجمنا الكلمات إلى الإنجليزية على أمل أن يراها المجتمع الغربي ويدرك لماذا نغامر بأولادنا أحياناً". ويضيف يمان "في الأغنية التي فكرنا فيها أنا وصديقي أحمد السباعي "ابن سباع"، وأخرجتها أنا بينما غنى هو.. في الأغنية نروي قصصا كثيرة عن السوريين، فالجميع يعرف ويسمع بالغرقى، ولكن قليلون من يعرفون لماذا ذهب أولئك للموت بأرجلهم".
يمان في بيروت، وأحمد في السعودية، ومع بقية الأصدقاء السوريين رأى العمل النور، وإن كانت الأغنية يغلب عليها الطابع العاطفي عبر رواية حكاية عائلة سورية، فإنها بالتأكيد لا تبدو أن من عمل فيها كان كل منهم في بلد، وأنه تم إنتاجها بإمكانيات ضعيفة.

"ابن سباع" صاحب الفكرة والشاب الذي أدى الأغنية رأى أن ما حدث ويحدث معنا كسوريين، والأطفال الذين يموتون غرقاً، وتلك الصور التي غطت الإعلام في الفترة الأخيرة عن معاناة السوريين، جعلتنا نفكر بطريقة ما نوصل بها صرخة سورية، على أمل ألا ينسى العالم البقية الباقية في سوريا.
أما من شارك في الأغنية تمثيلاً فهو أنس مسوتي، وجمانة قسومة والطفل يوسف السمرة، إضافة إلى حسين السمرة ومحمد العيتاني، ومن الضروري الإشارة إلى أن أنس استطاع إقناع المشاهد بصدقه الشديد وبانفعالاته الحقيقية.