آن الأوان ليكسرن قيود الظلم ، بدأت رحلتهن مع الألم منذ أول صرخة للحرية، فوقفن مع الرجال جنبا إلى جنب منذ بداية الثورة السورية.
تميزت الفتيات السوريات بشجاعتهن في مواجهة القمع الوحشي والهمجي لنظام الأسد، شابات واعيات مثقفات من كافة الفئات ومراحل التعليم، جامعيات وعاملات، ممرضات وطبيبات ، خرجن ليبدأن مسيرة الحرية، وكل واحدة منهن حملت معها ألم فقدان الأب أو الابن أو الأخ أو الزوج.
واجه النظام هذا الحراك السلمي بأبشع أساليب القمع من اعتقال وقتل وتعذيب واغتصاب، فانتقل الحراك السلمي إلى المرحلة المسلحة، الأمر الذي حجم دور المرأة من مرحلة النضوج السياسي وانحصار دورهن في
الاعلام ومداواة الجرحى.
من هنا بدأت مسيرة الاعلاميات اللواتي خرجن من رحم الثورة، ولأن الاعلام مهمة قبل أن يكون مهنة، توجب عليهن أن يؤدين دورهن بمصداقية وشفافية وتصوير الأحداث ونقلها، فواجهها النظام بفاشيته المعتادة.
"خلود وليد" صحفية سورية عملت على نقل صورة الحياة اليومية التي يعيشها السوريون في ظل الحرب، وقامت بفضح أعماله الاجرامية معرضة نفسها لمخاطر كبيرة، فأصبحت شجاعة كالرجال.
غادرت خلود سوريا متخفية بعد اعتقال ثلاثة من أصدقاءها من قبل قوات النظام، وتابعت عملها بجد ومصداقية فشاركت بتأسيس صحيفة "عنب بلدي" .
نالت جائزة "آنا بوليتكوفسكايا" السنوية التي منحتها لها منظمة "raw in war " " الوصول إلى كافة النساء في الحرب" تقديرا لها على شجاعتها ونقلها للحقيقة في سوريا خلال الحرب.
لقد عمل النظام خلال الأزمة على استهداف الاعلاميين والصحفيين، على وجه الخصوص لكي لا تفضح جرائمه أمام العالم، وثقت الشبكة السورية لحقوق الانسان قتل 463 إعلاميا و1027 مخطوفا ومعتقل إعلامي منذ بداية الثورة حتى تاريخ 23 4 2015 .
من أبرز الوجوه الثورية الناشطة السورية المحامية" رزان زيتونة" التي اختطفها النظام مع زوجها وصديقتها سميرة الخليل دون أن يعرف شيء عن مصيرهم منذ ذلك الوقت. شاركت رزان في تشكيل "لجان التنسيق" وأنشأت مركزا لتوثيق انتهاكات النظام السوري لحقوق الانسان في سوريا.
يذكر أن رزان نالت الجائزة الدولية للمرأة الشجاعة، من قبل وزير الخارجية الأميركي جون كيري عام2013، كما ونالت الجائزة العالمية للريادة من منظمة الأصوات الحيوية" " vital voice كونها من أوائل الناشطات في التوثيق والشجاعة.
هؤلاء النسوة تحدين الصعاب والمخاطر لإثبات وجودهن بكل كفاءة وجدارة، كثيرات لازلن مستمرات في نقل واقع الوضع السوري وتأثيره على المجتمع بكافة أطيافه من أبرزهن الصحفية "سميرة المرعي" مديرة تحرير "مجلة سيدة سوريا" والاعلامية "لينا الشواف" والسيدة" لمى قنوت" العضوة في مبادرة "نساء من أجل السلام".
رغم صعوبة الطريق ووعورته وترصد أعين المخبرين في كل مكان، كل فتاة سورية أصبحت مشروع إعلام، متناسيات الخوف في مهامهن لأنهن حملن رسالة الوطن عليهن إيصالها بصدق وشفافية لكل العالم.
المركز الصحفي السوري - سلوى عبد الرحمن