كتبت - رهام فاخوري

فرت ام نواف وابناؤها الخمسة الى الاردن بحثا عن الامان، بعد معاناة من القصف في مكان اقامتهم في الغوطة في سورية، مما أدى الى اصابة ابنتها بالصرع من الخوف.
وكانت أسرة أم نواف تعيش قبل ثلاث سنوات في منطقة الغوطة في سورية، والتي كانت تتعرض للقصف في ذلك الوقت. فرت أم نواف إلى الأردن خوفاً على أطفالها، بينما بقي زوجها في سورية، وهي تعيش حالياً مع أطفالها الخمسة بدون معيل في شقة صغيرة في محافظة المفرق.
وتتذكر أم نواف وتقول: «لن أنسى أبدا ذلك اليوم عندما كانت ابنتي تبحث عن مكان للاختباء أثناء تساقط القذائف حولنا، حينها سقطت على صخرة وضربت رأسها، ومنذ ذلك اليوم وهي تعاني من مرض الصرع، كانت تلك القشة الأخيرة كان لا بد لنا من الرحيل».
ظلت أم نواف تتلقى الدعم من اللجنة الدولية للصليب الأحمر عبر برنامج المساعدات النقدية على مدار العامين الماضيين، وتضيف قائلة: «ننتظر كل دفعة شهرية بفارغ الصبر. فبدون هذه المساعدة المنقذة للحياة، كان

وضعنا سيصبح مأساوياً».
وام نواف من بين (3) الاف اسرة سورية تستفيد من البرنامج، معظمها أسر تعيلها النساء، والذي تستلم الأسرة خلاله دفعات نقدية شهرية، تعتمد على حجم الأسرة من أحد البنوك المحلية، متوسط هذا المبلغ (100) دولار أمريكي للأسرة الواحدة، بهدف تغطية النفقات اليومية المختلفة. كما تتلقى الأُسر المستفيدة على مدى أشهر الشتاء الأربعة مبلغا إضافيا على أربع دفعات، قيمة كل منها (150) دولارا لتغطية النفقات المرتبطة بالتدفئة.
واضافت أم نواف، وهي تحاول ان تتغلب على دموعها، من الصعب جدا ان يجد المرء نفسه لاجئًا وبالكاد أستطيع تأمين مأوى لنا، ما اضطر ابني نواف الذي لم يتجاوز الثالثة عشرة من عمره، إلى الانقطاع عن الذهاب إلى المدرسة وإيجاد عمل لمساعدتي في تكاليف المعيشة.. ينكسر قلبي كلما يغادر إلى العمل».
وعبرت عن شعورها بالفرح حينما تصلها رسالة نصية تـعلمها بإيداع النقود في حسابها البنكي، وقالت «تساعدنا هذه النقود على دفع الإيجار وتسديد فواتير الوقود والكهرباء، وكذلك شراء الطعام وغيره من الأساسيات. هذه المساعدة تجعل حياتنا محتملة».
وقالت أم نواف وفي عينيها بريق من الأمل: «أستيقظ كل يوم وأقول لنفسي بأن هذا الوضع مؤقت وأن الأمور ستتحسن قريباً. آمل ذلك حقاً».
الحياة بالنسبة للاجئين السوريين الذين يعيشون في الأردن عبارة عن كفاح يومي. تخفف المساعدات اليومية من صعوبة العيش، إلا أن الحياة لا تزال مزيجاً من الخوف والتوتر، والأمل في تحسن المستقبل.
ويعتمد معظم اللاجئين السوريين الذين يعيشون في المجتمعات المضيفة في الأردن على المساعدات التي تقدمها منظمات الإغاثة الإنسانية. ومع طبيعة الصراع الذي طال أمده فقد نفذت مدخرات معظمهم وغيرها من ممتلكاتهم، ومع قدوم فصل الشتاء لن تزداد ضغوطات الحياة اليومية إلا صعوبة.
وتساعد اللجنة الدولية للصليب الأحمر وجمعية الهلال الأحمرالأردني العائلات السورية في محافظتي المفرق ومادبا على مواجهة الاحتياجات المتزايدة من خلال برنامج للمساعدات النقدية.
وعبرت ام نواف كالعديد من النساء اللواتي قدمن للاردن مع اطفالهن دون معيل، ان الحياة بالنسبة للاجئين السوريين الذين يعيشون في الأردن عبارة عن كفاح يومي، وتخفف المساعدات اليومية من صعوبة العيش، إلا أن الحياة لا تزال مزيجاً من الخوف والتوتر، والأمل في تحسن المستقبل.

JoomShaper