نجاح شوشة
أضيفت: 1437/04/22 الموافق 2016/02/01 - 01:44 ص
عدد القراء: 23
ليس الجوع والبرد وحدهما يحاصران الأطفال في مدن وبلدات دمشق، بل كانت ثالثة الأثافي منع الأمصال والأدوية الذي يهدد عشرات الآلاف من الأطفال في غوطة دمشق الشرقية المحاصرة تحت خطر الموت والأمراض المعدية.
وفي هذه الأثناء تطالعنا الأنباء بفقد عشرة آلاف طفل سوري هاجروا بدون ذويهم إلى أوروبا واختفوا خلال العامين الماضيين، حسب ما أفادت وكالة الشرطة الأوروبية (يوروبول) التي أبدت تخوفها من وقوع أولئك الأطفال بيد عصابات تجار البشر أو تعرضهم للاستغلال الجنسي والاستعباد، على يد منظومة إجرامية متخصصة في اصطياد ضحايا اللاجئين المهاجرين إلى أوروبا.
أما عن الحصار ومنع الدواء فقد كانت آخر دفعة من الأمصال تدخل إلى الغوطة الشرقية في يوليو الماضي، حيث دخلت وقتها عبر منظمة "الهلال الأحمر العربي" من معبر مخيم

الوافدين الواقع تحت سيطرة قوات النظام المعبر الوحيد للمنطقة، ولم تكف تلك الدفعة سوى أقل من نصف الأطفال المحتاجين للأمصال واللقاحات.
وبات الوضع الصحي للأطفال في غاية السوء في ظل انتشار السل والتهاب الكبد نظرا لعدم حصول المرضى على اللقاحات اللازمة، ونفاد الكميات الموزعة خلال الأشهر الماضية على مستوصفات ومراكز الغوطة.
وبحسب المكتب الطبي بالغوطة الشرقية فإن قوات النظام تحاصر أكثر من 400 ألف مدني داخل الغوطة، بينهم أكثر من مئة ألف طفل دون سن السادسة وهم بحاجة ماسة إلى اللقاحات، وإلا فإن حياتهم معرضة للخطر.
وفي ظل تلك الأوضاع تتساءل الأمهات في الداخل السوري: هل عجز العالم وهل عجرت منظماته الأممية عن الضغط على نظام الأسد لإدخال أمصال الأطفال الرضع الذين هم الحلقة الأضعف في هذه الحرب؟
لكن بطبيعة الحال هذه التساؤلات لا تجد طريقها إلى الجهات المعنية التي تتجاهل الوضع الإنساني وليس السياسي فحسب؛ والحصار المضروب أيضا يحول دون وصول آلاف المناشدات والاستغاثات.
فقدان عشرات الآلاف من الأطفال
وفيما يخص الأطفال المفقودين فقد قال بريان دونالد مدير موظفي "يوروبول" إن هذه هي أرقام الأطفال الذين اختفوا من السجلات بعد تسجيلهم لدى سلطات الدول التي وصلوا إليها في أوروبا، موضحا أن خمسة آلاف طفل فقدوا في إيطاليا وحدها، فيما أشارت السلطات السويدية في أكتوبر الماضي أن نحو ألف طفل ثبت وصلوهم إلى مدينة تريلبور فقدوا بعد وصولهم.
ووصف المسئول الأوروبي الرقم المشار إليه (عشرة آلاف طفل) بأنه "تقدير متحفظ" يتعلق بفترة زمنية تتراوح بين 18 شهرا إلى عامين ماضيين.
واستبعد دونالد أن يكون جميع الأطفال قد استغلوا لأغراض إجرامية، مشيرا إلى أن بعضهم ربما التحقوا بأقارب لهم، حسب زعمه.
واعترف دونالد لصحيفة "أوبزيرفر" البريطانية أنهم عثروا على أدلة تشير إلى تعرض بعض الأطفال اللاجئين الذين لا ترافقهم عائلاتهم للاستغلال الجنسي، لافتا إلى اعتقال أعداد كبيرة من المتورطين في استغلال اللاجئين.
تدشين صفحات للبحث
وإزاء هذه الكارثة الإنسانية دشن سوريون صفحات على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك بهدف محاولة التعرف على الأطفال المفقودين عبر المعلومات والصور المتاحة.
وتتلقى هذه الصفحات كل يوم المئات من الإشعارات الطالبة للبحث عن أطفال، فقد ناشدت أم سورية من يستطيع المساعدة في العثور على طفلها ذو الاحتياجات الخاصة الذي فقدته في تركيا، والمختفي منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
والمتابع لهذة الأحوال يجد أن الخيارات التي تواجه السوريين باتت ما بين الموت بالبراميل أو غرقًا في البحار، أو فقدا ومطاردة في بلاد لم يألفوها، فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده.

JoomShaper