نزحت الحاجة هدية من ريف دمشق مع أطفال ابنها الذي اعتقلته قوات النظام السوري، لتجد نفسها في مراحل نزوح مريرة، ولينتهي بها المطاف في أحد مخيمات ريف حلب الشمالي.
وتعيش العجوز البالغة (75 سنة) هي ومن معها أوضاعا إنسانية غاية في الصعوبة في مخيم يفتقر لمقومات الحياة الأساسية, وبسبب غياب أي معيل لها.
وتقول إن ابنها الكبير اعتقلته المخابرات الجوية بمنطقة القطيفة بريف دمشق في الطريق من دمشق لحلب بتهمة تهريب عسكريين, وكان الرجل أَلِف التنقل بشاحنته على ذلك الطريق ذهابا وإيابا لكسب رزقه.
وعلمت السيدة السورية بعد ذلك أن ابنها سُجن في معتقل للمخابرات الجوية بمنطقة المزة في دمشق قبل أن يُنقل إلى معتقل في تدمر بريف حمص, ولاحقا إلى معتقل آخر

في السويداء جنوبي سوريا.
وتروي الحاجة هدية, وقد غلبها البكاء, رحلة نزوحها من دمشق, وكيف انتقلت من حي إلى حي في مدينة حلب، إذ أقامت لفترات متفاوتة في أحياء هنانو وبعيدين والصاخور.
ولم تقف معاناتها عند ذلك الحد، إذ اضطرت للنزوح من مدينة حلب نحو الريف الشمالي بعد استهداف بناية كانت تقيم فيها مع آخرين بصاروخ, لتنتهي رحلة نزوحها بهذه المرحلة على الأقل في مخيم يعاني ساكنوه من البرد وقلة الغذاء, بينما تنذر الغارات الجوية الروسية بدفعهم للنزوح مرة أخرى.

JoomShaper