عبد الرحمن إبراهيم: فيسبوك
طفلة من غوطة دمشق المحاصرة مالت على رفيقتها في الامتحان تسألها فصاحت الصغيرات للمعلمة : إنها تغش …..قالت الصغيرة : لست أغش أنا استعير أصابعي صديقتي لأكمل العد فيدي الأخرى بترت جراء قصف البراميل .
……. لست أغش
لست أغش وإنما أنا استعيرْ
فأصابعي خمس
وهذا الرقم بالجمع كبيرْ
مدي أصابعك صديقتي
كي يكون الجمع محسوبا يسير
لست أغش وإنما أنا استعير

بيدي الوحيدة يصعب العد
ويصعب في طفولتي
الحساب والتفكير
أنا طفلة لازلت في عمر الزهور
ذنبي الوحيد بأنني بنت الشآم
ومن غوطتها الغناء
أقطن في الثغور
القصف أخذ ذراعي الأخرى
وأخذ صغار حارتنا
وما تبقى من طفولتنا
وأخذ بقية البسمات من أعمارنا
ولم يرحم صغيراً أو كبير
القصف يلقي كل يوم بالسعير
والأمة العصماء
تبكي في صلاتها بالدعاء
ومن لظى الحرب بأرضها تستجير
ينسون أن الشر كالنار
إذا استشرى ستنتشر الشرور
كم نادى منا المتعبون
فلا سميع ولا بصير
هذي حكايتنا على مر العصور
من كان بالأمن معافى
فلا يهم ولا يضير
لست أغش وإنما أنا استعير
فلتستعير الأمة العصماء
لأجل أطفال الشآم وأهلها
بعض الضمير

JoomShaper