خالد عبدالله الزيارة

مشاهد مؤذية تلك التي نصدم لرؤيتها هذه الأيام، أمهات يخرجن كالأشباح من بين الركام والغبار يصرخن ويبحثن عن الأهل أو ما تبقى والطائرات تعاود بعد دقائق قصف نفس المكان لإيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا، رجال يخلعون ملابسهم ليستروا عورة الأمهات والأخوات والزوجات والبنات اللاتي مزقت ملابسهن وأجسادهن القنابل أطفال بلا رءوس أو أرجل أو أطراف، قصفت الأحياء السكنية والمستشفيات والمدارس والمساجد والأسواق والشوارع المكتظة ومخيمات اللاجئين هربا من الموت وطائرات تغير بالمدافع الرشاشة على المشاة في شوارع حلب لقتل أكبر عدد ممكن .

 

هذه المشاهد المؤلمة لم تحرك شعرة من الضمير العالمي، الكل يتفرج ولا يريد أن يتدخل، إلا من رحم ربي من القلوب الرحيمة مثل ما تقوم به مؤسساتنا الخيرية التي هبت عن بكرة أبيها لتقديم العون والمساعدة بما تملكه من قوة وإرادة، فبالأمس أعلنت المؤسسات والجمعيات الخيرية القطرية عن فزعتها لإغاثة مدينة حلب. وتمكنت من خلال فريقها الميداني، من الوصول للمنكوبين من سكان مدينة حلب السورية، وتقديم المساعدات الإغاثية لهم .

 

لإبراء ذمتها قدمت قطر مذكرة عاجلة للأمانة العامة لجامعة الدول العربية، لعقد اجتماع طارئ لبحث التصعيد الخطير للوضع في مدينة حلب السورية، القصد عدم الوقوف متفرجين على ما يحدث وأخذ زمام المبادرة لوضع حد لذلك، لأن ما يحدث صعب السكوت عنه، فكانت مبادرة دولة قطر في وقت سابق طلب عقد هذا الاجتماع الطارئ لبحث الأوضاع المتدهورة في حلب بعد سقوط مئات الضحايا المدنيين بين قتيل وجريح نتيجة للقصف المتواصل من جانب قوات النظام السوري على المدينة.

 

الاتصالات بين وزراء الخارجية العرب لازالت جارية إلى اليوم لبحث الوضع الإنساني المأساوي في مدينة حلب في ظل استمرار القصف الوحشي لقوات النظام في سوريا على المؤسسات المدنية والمدنيين. ولا زالوا يندبون وينوحون على ما تتعرض له مدينة حلب هذه الأيام متيقنين بأن كل ما يجري هناك يتنافى وكافة المواثيق والمبادئ الدولية، ويناشدون بأن يضطلع المجتمع الدولي بمسؤولياته تجاه وقف هذه المجزرة وحماية الشعب السوري.

 

العلامه الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي طلب من متابعيه نشر رسالة مدعمة بالأدعية التي تتضرع إلى الله لفك هذه الغمة عن شعب حلب وسائر بلاد المسلمين.

 

وهذه مقتطفات منها:

 

يا مجير الضعفاء، ويا منقذ الهلكى. يا عظيم الرجاء، يا عزيز يا جبار يا مقتدر. اللهم إنا نشكو إليك ضعفنا وقلة حيلتنا. اللهم إنا نسألك يا الله. يا غياث المستغيثين، ويا أمان الخائفين أن تغيث أهل حلب. اللهم يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم، يا ودود يا ودود، يا ذا العرش المجيد، يا مبدئ يا معيد، يا فعّالاً لما يريد، اللهم إنّا نسألك أن ترحم أهل حلب اللهم مُدّهم بمددك اللهم اشْدُد أزرهم، واربط على قلوبهم. اللهم وأنزل عليهم دفئًا وسلاماً وأمناً وأمانا. ًاللهم وأنزل عليهم صبرا،ً وثبّت أقدامهم، وامنن عليهم بنعمة الأمن والأمان والإيمان، اللهم ارحم الأمهات الثكالى والزوجات الأرامل والشيوخ الركّع، والأطفال اليتامى، إلهي من لهم إلا أنت، و من ناصرهم إلاّ أنت، ومن رحيمهم إلاّ أنت، ومن وكيلهم إلاّ أنت. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا . ادعوا الليلة لحلب وأهلها فهي تُباد وسلامتكم

JoomShaper