الأحد 24 رجب 1437هـ - 1 مايو 2016م

حمص - أسامة أبو زيد

قامت ظهر اليوم مؤسسات مدنيّة عاملة في حي الوعر المحاصر بحمص بتنفيذ وقفةٍ تضامنيةٍ صامتة، نُصرةً لمدينة حلب وأهلها، تحت مسمى "لأجلك يا حلب".

وقد تجسدت الوقفة بأعضاء من مجلس محافظة حمص الحرة وفريق الدفاع المدني ومكتب حل النزاعات والضابطة العدلية والمعاهد المتوسطة والمكاتب الإغاثية والخدمية والطبية والتعليمية وعدد من وجهاء ونشطاء الحي المحاصر، الذي بات تأمين رغيف الخبز فيه عملاً شاقاً يبوء بالفشل يومياً، بعد أن قام النظام بفرض حصارٍ شديدٍ حوله بعد تعليق

المفاوضات فيه.

بهذه الوقفة الصامتة التي عبر خلالها أهل الحي عن حزتهم وأساهم على ما حل بإخوتهم في مدينة حلب الحرة، خصوصاً بعد الحملة الأخيرة على المدينة التي استفرد بها نظام الأسد ودوله الصديقة التي دخلت سوريا بحجة محاربة الإرهاب لتفتك بشعب هتف لنيل حريته، فجوبه بأشدِ أنواع الأسلحة في العالم بمباركة وتأييد من دول عظمى تدّعي الإنسانية.

الإرهاب سمة من يحاربه والضمير الإنساني غائب عن دول العالم

"لقد بانت عورتكم، إن الإنسانية وحقوق الإنسان التي تتغنون بها منذ سنوات قد بان كذبها" رسالة وجهها "أبو منصور" من مكان الوقفة إلى المجتمع الدولي معبراً عن امتعاضه من هذا الصمت الرهيب الذي قد أغلق أفواه من يدّعون الإنسانية.

كما ووجه أهالي الحي رسالة إلى أبناء حلب بأن حي الوعر وأبنائه معكم حتى الموت، فالدم واحد والألم واحد ولا يضركم من خذلكم.

المجتمع الدولي الذي بات يقتل الإنسانية من خلال أدوات يملكها بيده كبشار الأسد سفاح دمشق وغيره من الإرهابيين فوسائل الموت متعددة من موت وقصف وبراميل تشهدها شوارع وبيوت حلب وريف حمص الشمالي عجزت دول العالم أجمع عن إيقافه، إلى تجويع وتركيع لم تستطيع الأمم المتحدة بكسره لإنقاذ مريض بحاجة للعلاج أو إدخال علبة حليب واحدة لطفل قد يحملها بيده أرفع المسؤولين.

وقد تحدث محمد السباعي من مركز حمص الإعلامي لـ "العربية نت" بأن خذلان المجتمع الدولي للشعب السوري كان صدمةً كبيرة، فالمدنيون يقتلون بالبراميل بحلب وريف حمص الشمالي وأطفال حي الوعر والحولة ستلحق بأطفال مضايا الذين يستعدون للموت جوعاً والمجتمع الدولي لم ينطق سوى بالكلام الذي لا يوازي هول الكارثة التي أصابت بلدنا الحبيب.

من يحمي الإنسانية في سوريا مصيره القتل

بات من الملاحظ أن يستهدف المسعفون في المشافي وفرق الدفاع المدني في أماكن الكوارث هذه السياسة التي يتبعها نظام الأسد ضد من يحمي الإنسانية أو من يمد يد العون لها.

"أبو عامر" مدير الدفاع المدني في منطقة حي الوعر والذي خرج برفقة عناصر الدفاع المدني بلافتات وصور تعبر عن غضبهم من استهداف زملائهم في أتارب حلب الذين استشهدوا نتيجة استهداف الطيران الحربي لهم في لحظة إسعافهم للجرحى وقتل النظام للمسعفين داخل المشافي ليبحثوا عمن قد يسعف جراحهم في جرائم وحشية يسجلها التاريخ على دول ومنظمات تدّعي الإنسانية.

وسرعان ما تحولت الوقفة الاحتجاجية الصامتة إلى مسيرة حزن صامتة جابت شوارع حي الوعر حاملةً أعلام ولافتات تدل مدى تضامن أهل مدينة حمص عاصمة الثورة مع مدينة حلب الشهباء اللواتي طعنتهما يد الغدر الأسدية ومن ورائها من دول وجيوش بحجة محاربة الإرهاب.

JoomShaper