أنشأ ناشطون, هاشتاغ “المعضمية تموت جوعا”, على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، وذلك احتجاجا على الحصار المطبق على المدينة الخاضعة للسيطرة وسياسات “التجويع” التي تمارس بحق المدن المحاصرة، ليحتل الهاشتاغ مراتب متقدمة في الترند العربي بعد ساعات فقط من اطلاقه.
وتفاعل مغردون على “تويتر” مع الهاشتاغ, وتنوعت التغريدات بين الدعاء لأهل المدينة وتحميل النظام وحلفائه مسؤولية تجويع المناطق المحاصرة.
مدينة معضمية الشام أو كما تُعرف اختصاراً المعضمية هي مدينة سورية تابعة إدارياً لمنطقة داريا التابعة بدورها لمحافظة ريف دمشق, تقع غرب مدينة دمشق بعدة كيلومترات.
وترجع تسمية المعضمية نسبة إلى الملك المعظم عيسى بن أيوب، ابن أخ صلاح الدين الأيوبي، الذي اتخذ المنطقة مقراً لإقامته، والذي توفي ودفن في المنطقة القريبة من موقع
هذه البلدة حالياً, وسُمِّيت بالمعضمية تحريفاً عن “المعظمية”، حيث كانت الكلمة بالأصل بحرف الظاء وليس الضاد.
واشتهرت معضمية الشام تاريخياً بعدة زراعات كبرى، أشهرها وأكثرها أهمية زراعة الزيتون الذي يُعد من أجود أنواع الزيتون على الإطلاق نظراً لقدرته على الاحتفاظ بجودته ورونقه وطعمه سنين كثيرة بعد معالجته، وقد اشتهرت في وقت سابق بزراعة الحبوب واليانسون الذي كان يزرع على مساحات شاسعة جعلت من معضمية الشام أكبر قرية في سوريا من جهة المساحة، ولكن قبل استملاك هذه الأراضي. وأول منطقة سكنت في المدينة كانت حيَّ البستان. وقد كانت تمتاز بيوت المعضمية القديمة بالطراز الريفي المصنوع من اللبن والحجر وفيه الفسحات السماوية.
وأفاد المركز الإعلامي لمدينة معضمية الشام عبر حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي، الخميس (19 أيار/مايو)، بأن أكثر من 2000 من أبناء المدينة بينهم أطفال ونساء، تجمهروا أمام أحد حواجز قوات النظام، وذلك من أجل السماح لهم بشراء سندويشة واحدة بسعر 1000 ليرة سورية، مشيراً إلى الذل والإهانة التي يتعرض لها أهالي المدينة من قبل قوات النظام في سبيل الحصول على لقمة لا تسمن ولا تغني من جوع.
وأضاف بأن قوات النظام على الحاجز منعت الأهالي من إدخال السندويشات إلى المدينة، واجبرتهم على تناولها كاملة على الحاجز.
وأشار إلى أن 145 يوماً من الحصار الخانق الذي تفرضه قوات النظام على المدينة كفيلة بحلول شبح الموت جوعاً على 45 ألف مدني محاصر، حيث لا تزال قوات النظام تغلق المعابر، وتمنع إدخال أي مواد إغاثية أو إنسانية أو طبية إلى المدينة، مما يجعل الأوضاع الإنسانية تزداد سوءاً.
وأردف بأن الأوضاع الصحية لدى الأطفال المصابين بسوء التغذية تتفاقم، وكذلك كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، لعدم توافر أي نوع من المغذيات أو الأدوية الخاصة بهم في المركز الطبي، فقد جعلت قوات النظام المدينة تفتقر لأدنى مقومات الحياة، فلا ماء ولا غذاء ولا دواء ولا محروقات، ولا سبيل لها سوى بالخضوع والركوع، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم دعاة الإنسانية التي يتشدقون بها ليل نهار.