صرحت «المستشارة الإعلامية» للنظام السوري بثينة شعبان خلال مؤتمر صحافي، أخيراً، «إنه لا توجد حاجة» للمساعدات الغذائية في سوريا، وإن القاطنين في بلدات ومخيمات اللاجئين التي يحاصرها النظام يمكنهم البقاء من دون «المعكرونة» و«الفواكه المعلبة» من الأمم المتحدة.
وتخضع إحدى ضواحي دمشق، المعروفة باسم داريا، لحصار دون رحمة منذ نوفمبر 2012: وخلال كل تلك الفترة، سمح النظام فقط بدخول قافلة مساعدات واحدة إلى المنطقة، وحتى هذه منعت من تحميل مساعدات غذائية، وأخيراً وصلت مساعدات محدودة للغاية، ولكن شعبان وصفت داريا «بأنها سلة غذاء دمشق» مضيفة: «لا أحد يموت من الجوع في داريا».
ومن دون شك، فإن غاية الأسد من وراء تكتيكات الحصار هي تجويع المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة في سوريا من أجل إخضاعها، كما لو كانت تلالاً من القرون الوسطى خلال حرب المئة

عام.
ويتطلب هدف التجويع، بكل وضوح، استثناء المساعدات، لا سيما المساعدات الغذائية. وبهذا تبدأ لعبة مضجرة مألوفة.
أولاً، يصر النظام على حقه في الموافقة على تسليم المساعدات، في العادة على أرضية سيادة الدولة. وفي مرحلة تالية يقول النظام إنه قد يكون على استعداد للسماح بمرور إمدادات المساعدات، بشرط حصوله على شيء في المقابل.
فكيف يمكن إنهاء هذا اللعبة المأساوية؟ الجواب الوحيد هو أن يحشد العالم إرادته لنقل الغذاء من الجو إلى جانب البر، مع أو من دون موافقة النظام.
يقول أحد كبار الضباط البريطانيين هاميش دي بريتون –غوردون إن سلاح الجو الملكي البريطاني بإمكانه: إسقاط 5 أطنان حمولة من المياه والأغذية داخل موقع بحجم ملعب تنس. انطلاقا من قبرص وبطائرات «سي 130 هيركوليز»، يمكن إيصال أطنان وأطنان من المساعدات إلى المناطق المحاصرة في سوريا بسرعة.

JoomShaper