عواصم- وكالات
رأيتم عدداً كبيراً من الصور حتى الآن لأطفال يغطيهم الغبار.. أجساد الأطفال التي سُلبت منها الحياة تُحمل من تحت الأنقاض.. وفي بعض الأحيان، صور تبعث بالأمل والتفاؤل.. رضيع يُنقذ من تحت الأنقاض بعد تفجير ضخم.
في مارس عام 2011، رسمت مجموعة من الصبيان اليافعين في درعا رسمات “غرافيتي” معارضة لنظام (الرئيس بشار الأسد) على الجدران. اعتُقلوا واختفوا لمدة أسبوعين، وعندما عادوا إلى منازلهم ظهرت على أجسادهم ندوب من العذاب.. وزعموا أن قوات النظام هي المسؤولة عن ذلك.
هذا ما حرض الشعب على الخروج بسلسلة من المظاهرات، ليس فقط في درعا، إنما في الدولة بأكملها.
بعد عام تقريباً، حدثت “مجزرة” الحولة، التي كانت أكثر الحوادث رعباً خلال الحرب السورية. قتل فيها ما يقرب من مائة شخص من قبل عساكر الحكومة، يُعتقد أن نصفهم كانوا أطفالاً.
هذه الصور استفزت الناس ليس فقط في سوريا، بل جميع المسلمين والناس من مختلف بلدان العالم.
في صيف عام 2012، بدأت المعارضة بهجمات على مدينة حلب، ومن هنا، بدأنا رؤية الأطفال يتحولون إلى ضحايا حرب. أطفال عالقون وسط إطلاق النار، أطفال يُقتلون برصاصات طائشة من القناصين أو الصواريخ بينما تستمر قوات النظام والمعارضة بالقتال لأسابيع.
لكن الرعب الحقيقي كان عندما بدأ القصف الجوي. ازدادت الأزمة بشاعة عام 2013، عندما استخدمت الحكومة غاز “السارين” على الناس في الضاحية الدمشقية، الغوطة. لا أعتقد أن أي أحد يستطيع أن ينسى رؤية صور أجساد الأطفال ملفوفة بهذا القماش الأبيض.
ومنذ ذلك الحين، يبدو أنه ليس هناك نهاية للفساد. شاهدنا أطفالاً يتضورون جوعاً أو يُغصبون على أكل الحشيش بسبب الحصارات التي تحدث في أرجاء البلاد. رأينا طفلاً صغيراً يُقطع رأسه من قبل جماعة معارضة في إحدى أشنع الحوادث التي ظهرت خلال هذه الحرب. نرى تدريب الأطفال ليصبحوا عساكراً وقتلة وانتحاريين من قبل جماعات مثل “داعش”. ورأينا ملايين الأطفال يخرجون من الأراضي السورية إلى الدول المجاورة وأوروبا.