مضر الزعبي: كلنا شركاء
تعتبر تجربة منظمة “سوريات عبر الحدود” واحدة من أنجح المشاريع التي قدمت الدعم للاجئين السوريين في المملكة الأردنية، من خلال اهتمامها برعاية الجرحى وملف التعليم للطلاب السوريين.
وتتميز المنظمة بإشراف عدد من الشبان السوريين، وبدعم خمسٍ من سيدات المجتمع في سوريا، وتتفاخر أنها قائمة بجهود سوريا خالصة.
وفي حديثٍ لـ “كلنا شركاء” مع مدير المنظمة “خالد الصعيدي” قال إن مركز سوريات عبر الحدود باشر عملة مطلع العام 2013، واستهدف في البداية الجرحى الذين يتم تخريجهم من المشافي وهم بحاجة لمتابعة وعلاج فيزيائي، وكان معظمهم يأتي من المشافي التي تعالج الجرحى السوريين في الأردن، ومن منظمة أطباء بلا حدود.
وأضاف الصعيدي أنهم بالتوازي مع ملف الجرحى، لمسوا حاجة ماسة لموضوع تقوية الطلبة السوريين في الشهادة الثانوية، فعملوا على إقامة دورات تقوية للطلاب. وقد اعتمدت المنظمة على كادر قدير وله خبره بالمناهج

في المملكة الأردنية.
وأوضح مدير (سوريّات عبر الحدود) أن هناك طلب متزايد من قبل الطلاب على التسجيل في الدورات، وتستقبل المنظمة 200 إلى 250 طالباً كل سنة، وتستمر الدورات التعليمية من بداية العام الدراسي في شهر أيلول / سبتمبر وحتى نهاية العام بشهر أيار / مايو، مؤكداً أن أعداد الطلاب الذين يتقدمون هو أكبر من العدد التي يتم قبوله وذلك بسبب إمكانيات المركز، لما تقدّمه المنظمة من خدمات مجانية.
اللغة أساسٌ في الأردن
وفي محاولةٍ منها لكسر حاجز اللغة الإنكليزية المعتمدة في الجامعات الأردنية، حاولت المنظمة التركيز على دورات اللغات للطلبة السوريين، التي تساعد السوريين أيضاً على تجاوز العقبات التي يتطلبها سوق العمل في الأردن. وقال الصعيدي إن الدورات كانت تتم في البداية من خلال مدرسين متطوعين في فصل الصيف، ولاحقاً تم التواصل مع المركز الثقافي البريطاني عبر منحة (ليزر) الممولة من الاتحاد الأوربي، وهي تسمح للطلاب المتابعة.
وأردف أنه مؤخرا تم استهداف فئة عمرية جديدة ما فوق 30 سنة، والهدف منها بغاية الأهمية كون معظم الدورات في المراكز الثقافية تكون محددة من 18 سنة الى 30 سنة وبشكل عام هنالك خجل من أن تكون الدورة مع طلاب أصغر منهم عمرا لكن عندما يتم تحديد الدورة فوق 30 سنة يزيل الخوف، ولذا كان هنالك إقبالاً ملفتاً على الدورة، ووصل العدد لأكثر من 40 طالباً منهم شخص فوق 70 سنة.
وساهم أيضاً في تشجيع المتقدمين لتعلّم اللغة الإنكليزية هو دافع الهجرة التي يفكر بها آلاف السوريين في الأردن، إضافةً إلى إتقان المدرسّة المتطوعة للغة العربية، مما سهل المهمة ويفيد الطلاب بشكل كبير.
وحول الدعم المقدّم للمنظمة لهذه المشاريع، قال مدير المنظمة أن مجموعة من السيدات السوريات يقدّمن التمويل اللازم لمشاريع المنظمة، إحداهن (نسرين خزنة مكتبي) مقيمة في الأردن، والبقية (سامرة زيتون، وسمارة الأتاسي، وزينة العلبي، ومنار بستاني) يقمن بزيارات دورية للدار التابعة للمنظمة، وأشار في الوقت نفسه إلى أن العمل تطوعي لديهم.
وعن أهداف المشروع قال إنه مع انخفاض أعداد الجرحى أصبح معظم التركيز على التعليم حيث انه هنالك دورات ( أنكليزي – فرنسي – الماني ) بالإضافة لدورات الحاسوب بشكل دوري و دورات تصوير.
ورداً على سؤالٍ لـ “كلنا شركاء” حول المكان الجغرافي لنشاط المنظمة، قال مديرها إن لديهم نشاط في الشمال السوري وتم دعم مشروع زراعي في المناطق المحاصرة في حلب بهدف كسر الحصار، خصوصا عقب الحصار. و قال إن المشروع كان بذرة والأهالي هم من يقومون بمتابعة العمل فيه.
وقال إن أجمل نتيجة من المشروع بالنسبة له، هي رؤية شخص كان يعاني من صعوبات كثيرة في الحياة، وقب جلسات العلاج في الدار التابعة للمنظمة بدأ يعتمد على نفسه. مؤكداً بأن هنالك تقدير من رواد المركز الذين هاجروا خارج الأردن، وبعضهم ظلوا على تواصل مع المركز.

JoomShaper