يعاني اللاجئون المقيمون في مخيمات النزوح المنتشرة في المناطق الريفية بمحافظة إدلب شمالي سوريا، القريبة من الحدود التركية، من أوضاع وظروف معيشية صعبة للغاية بسبب الأمطار الغزيرة وموجات البرد القارس.
ويقيم في المخيمات نحو 50 ألف نازح هربوا من ديارهم بسبب الاشتباكات المستمرة في مناطق سكنهم، إلا أن المخيمات باتت غير صالحة للاستخدام جراء انعدام مقومات الحياة فيها تزامنًا مع حلول فصل الشتاء.
ويواصل النازحون السوريون حياتهم في الخيم التي أقاموها بإمكاناتهم الخاصة على أرض خالية لا تتوفر فيها المياه والكهرباء، بالقرب من ولاية هطاي جنوبي تركيا، حيث تحولت إلى مستنقع من الوحل جراء الأمطار.
ويعمل النازحون على جمع أغصان الشجر، وما يجدونه من حطب، لإشعالها وتدفئة خيمهم الممزقة، التي تقع في أرض يصعب الوصول إليها بالسيارات العادية حيث يتطلب السير فيها جرارات أو آليات زراعية أخرى.
وكشف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، في تقرير نشره بتاريخ 2 ديسمبر 2016، تحت عنوان “احتياجات الشعب السوري لعام 2017” وجود 13.5 مليون شخص في سوريا بحاجة للمساعدات، 5.8 مليون منهم أطفال.وأشار التقرير إلى وجود مليون شخص تحت الحصار، و3.9 مليون في مناطق يصعب الوصول إليها، واضطرار نصف السوريين لترك منازلهم، 6.3 مليون شخص منهم داخل البلاد، وهناك حاجة 4.3 مليون شخص للإيواء.
وبين التقرير أن 2.9 مليون طفل سوري أعمارهم دون سن الخامسة، ودعوا الحياة في ظل الصراع الدائر بالبلاد، فضلا عن وجود سبعة ملايين طفل يعانون الفقر، ومليون و75 ألف طفل حرموا من التعليم، علاوة على إغلاق ثلث مدارس سوريا.
ولفت إلى تعرض 30 ألف إنسان شهرياً لصدمة نفسية جراء الصراع والمعاناة، وإصابة 2.8 مليون سوري بإعاقة جسدية دائمة.