كلنا شركاء: أنور مشاعل- الخليج أونلاين
لم يكن يعلم المخترع السوري، سالم العلي، أن لجوءه إلى تركيا إثر الحرب في بلاده، سيفتح له آفاقاً كبيرة ويفسح المجال أمام اختراعاته بمجال التربة.
اختراعات العلي متخصصة بتقديم حلول مرتبطة بالبيئة المناخية والتربة، والمحاصيل الزراعية، والتصحر، والمياة الجوفية، وغيرها ممّا يتعلق بالزراعة.
المخترع السوري من مواليد 1948، بمدينة مورك السورية، حصل على شهادة في الجيولوجيا التطبيقية عام 1974، ودكتوراه بالهيدروجيولوجيا عام 1980، وشهادة عالم ومخترع من المجلس الأعلى للعلوم في سوريا.
لجأ العلي إلى تركيا بسبب ظروف الحرب القاسية، وجلب معه ابتكاراته التي كان يحاول تطبيقها على أرض الواقع، وقدمها للحكومة التركية.


وقال المخترع السوري في حديثه لـ”الخليج أونلاين”: إن “هذه الاختراعات قادرة على إحداث انعطاف تنموي بالمناطق الجافة وشبه الجافة، وهي منجزة على الوجه الأكمل وفقاً لإمكانياتي المتواضعة”.
-إشادة الحكومة التركية
وأضاف العلي لـ”الخليج أونلاين: “قدمت هذه الاختراعات للحكومة التركية، ورحبت بها وأبدت استعداداً لتنفيذها، واعتبروها فتحاً جديداً بمجال الاكتشاف والابتكار والتجديد”.
فخلال زيارته لوزير الزراعة، مهدي آكار، عام 2016، أبدى الوزير اهتماماً كبيراً بهذه الابتكارات ونسق مع مستويات رفيعة لمقابلته، وحُدد موعد قريب لطرح هذه الابتكارات ومناقشتها والموافقة عليها، وفق العلي.
ويحاول المخترع السوري أن يعمل على إنشاء شركة للتطوير غير المألوف في الري والزراعة والمباشرة، وذلك بإنجاز التصاميم على نفقته الخاصة لتترافق مع التنفيذ وحفظ حقوق الملكية الفكرية.
-ما هي هذه الاختراعات؟
يوضح العلي أن أول هذه الابتكارات التي قدمها هو ابتكار تقنية الحركة الانسحابية في استخدامات مياه الري، وفيها براءة اختراع رقم (4947)، وتمتاز بالملاءمة المثالية للظروف البيئية والمناخية السائدة بالمناطق الجافة وشبه الجافة من حيث القيم الأساسية لتقنيات الري، وتوفير المياه العذبة بنسبة 85% قياساً إلى ما يسمى بتقنيات الري الحديثة.
وتابع العلي لـ”الخليج أونلاين” أن هذا الابتكار له فوائد كبيرة على الوضع العام، ويعمل على زيادة الإنتاج في وحدة المساحة وإرواء المحاصيل الزراعية، وإمكانية نشر الغابات الكثيفة وإيقاف زحف التصحر على نحو فعال.
كما أن التقنية المبتكرة تعطي تحكماً دقيقاً بكميات المياه المستخدمة في الري، والحد من هدر المياه وتملح التربة، وتساعد على توفير فرص عمل لأعداد كبيرة من العائلات الريفية التي تعمل في المجال الزراعي.
أما بالنسبة للابتكار الثاني، فهو عبارة عن تفعيل قدرة النطاق الحيوي للتربة الزراعية على الاحتفاظ بالماء المتاح؛ ممّا يساعد على انخفاض كثافتها والاحتفاظ بـ80% من ضائع الساقط المطري، وتوفير مخزون المياه الجوفية، ويساعد على انخفاض تكاليف إنتاج المحاصيل الزراعية.
-أعمال وإنجازات
خلال مسيرته المهنية شغل العلي عدة مناصب في سوريا؛ ومنها رئيس دائرة مخابر ميكانيك التربة، ومدير الإشراف الفني في سد الفرات والسد التنظيمي وسد تشرين من عام 1981 إلى 1993، ومدير الإشراف الفني لسد زيزون عام 1994، وبعدها استقال لعدم الاستجابة للوثائق المخبرية التي قدمها في تلك الفترة والتي تثبت حتمية انهيار سد زيزون الذي انهار بعد فترة، وأثبتت الدراسة التي قدمها مصداقيتها على أرض الواقع.
وبيّن العلي أنه خلال الفترة الواقعة بين عامي (1975 – 1988) أنجز عدة دراسات مائية وأنزيمية وأبحاثاً في الهندسة، وفي الفترة الواقعة بين عامي (1988 – 1994)، أعد الدراسات التي كان قد حصل عليها خلال الفترة الأولى بهدف التحقق من ثبات القيم الأساسية عبر الزمن، عن طريق إجراء مقارنات إحصائية واقتصادية.
ويمتلك العلي الكثير من هذه الدراسات مثل دراسات تطبيقية في الترب الطينية، وأخرى في الترب الرملية، ونظيرتها الترب المالحة، فضلاً عن مقارنات إحصائية واقتصادية للدراسات التطبيقية مع الواقع المألوف لكل أنواع الترب وخواصها الفيزيائية والكيميائية في أشهر الجفاف.

JoomShaper