جلال سليمان-ريف حمص
قالت المعارضة في حي الوعر إنها أنهت تسجيل أسماء الراغبين في الخروج من الحي في حمص باتجاه المناطق التي تم التوافق عليها مع النظام السوري، وهي جرابلس بريف حلب ومدينة إدلب وريف حمص الشمالي، بموجب الاتفاق الذي وقعه الجانبان برعاية وضمانة روسية.
وأكدت المعارضة أنها سجلت أسماء نحو عشرين ألف شخص من حي الوعر، منهم ألف مقاتل. ومن المقرر أن تنطلق اليوم السبت أولى الدفعات التي تضم نحو 1500 شخص بينهم 150 مقاتلا، وجميعهم من عناصر كتيبة الرحمن إحدى كتائب الجيش الحر في الحي، بالإضافة لنحو ثلاثمئة شخص من المصابين وأصحاب الأمراض المزمنة، ونحو ثلاثمئة شاب وثمانمئة امرأة وطفل باتجاه مدينة جرابلس بريف حلب الشرقي، بإشراف من الشرطة

الروسية والهلال الأحمر السوري.
تهجير منظم
ويؤكد أبو محمد -وهو من المسؤولين عن تسجيل الراغبين في الخروج من حي الوعر- أنهم سجلوا أسماء 2220 أسرة، أي ما يعادل عشرة آلاف شخص يرغبون في الخروج إلى مدينة جرابلس بريف حلب، بالإضافة لتسجيل أسماء 1600 أسرة أي نحو 6200 شخص يرغبون في الخروج إلى مدينة إدلب، إضافة إلى تسجيل أسماء 600 أسرة أي نحو 2400 شخص يرغبون في الخروج إلى ريف حمص الشمالي.
ويتوقع المتحدث للجزيرة نت أن يتم تمديد تسجيل الأسماء لكون عملية الخروج ستستغرق نحو ثمانية أسابيع بدءا من اليوم؛ حيث من المتوقع أن يزيد عدد الراغبين في الخروج من الحي -بحسب تقديرات مكتب التسجيل- إلى ما يعادل نحو 80% من سكانه البالغ عددهم حوالي أربعين ألف مدني.
وتأتي عملية الخروج هذه بعد مفاوضات بين النظام السوري والمعارضة في حي الوعر بوساطة وضمانة روسية، أفضت لتوقيع الطرفين على وثيقة يتم بموجبها إخراج مقاتلي المعارضة المسلحة من الحي باتجاه الشمال السوري، والسماح لكل مدني يرغب بالخروج إلى ثلاث وجهات اتفق عليها الجانبان.
وقد جاء الاتفاق عقب تصعيد عسكري كبير من قبل النظام على سكان الحي على خلفية التفجيرات التي استهدفت مقار أمنية في حمص.
ويقول محمد الحميد -وهو من حد سكان الوعر- إن الحي "شهد قصفا خلال الشهر الماضي هو الأول من حيث الشدة والكثافة والوحشية، حيث لم نعد نستطع الخروج من الملاجئ وبقينا أياما فيها، لا نستطيع الحراك بسبب كثافة القصف وعدم مغادرة الطائرات سماء الحي"، ويضيف للجزيرة نت أن هذا القصف رافقه تشديد للحصار من قبل النظام حيث منعت الأغذية من الدخول مما اضطر الأهالي في أوقات كثيرة لأكل الحشائش.
ضمانة روسية
وقد لعبت روسيا دورا كبيرا في اتفاق حي الوعر بين النظام والمعارضة، ويعتبر ثاني تدخل مباشر من موسكو لإفراغ مناطق سيطرة المعارضة في سوريا من قاطنيها بعد حلب.

وتعهدت موسكو بنشر شرطة روسية في الحي مؤلفة من ستين إلى مئة عنصر بينهم ضباط، لحفظ الأمن وتأمين ممتلكات السكان والإشراف المباشر على تنفيذ الاتفاق وضمان عدم حدوث أي خروق من أي طرف، بالإضافة إلى منع أي من عناصر المليشيات التي تقاتل إلى جانب النظام من دخول الحي؛ حيث سيكون مسموحا فقط للشرطة المدنية التابعة للنظام بالدخول.
وشارك المسؤول عن قاعدة حميميم الجوية إيغور تورتشينوك في اجتماع المعارضة مع النظام بشكل شخصي رفقة نائبه رفائيل والعقيد سيرغي المكلف من قبل القيادة الروسية بمتابعة مفاوضات الوعر والإشراف على تنفيذها.
وعقب الانتهاء من تنفيذ الاتفاق، سيكون حي الوعر -آخر مناطق وجود المعارضة داخل مدينة حمص- تحت السيطرة المشتركة بين الروس والنظام والسوري؛ وبذلك ينحصر وجود المعارضة في محافظة حمص في ريفها الشمالي المحاصر.

JoomShaper