بتول الحموي: كلنا شركاء
أحبكَ بكل اللكمات التي تلكمني بها… أنتظرك، بكامل ما أعطاني الله من أمومة.. وبكل هذا الفيض الكبير من الحب الذي ينسكبُ في قلبي.. اشعر بكَ وأتلمسُ رأسكَ ويديكَ بحنان … انا سكنكَ وانتَ سكني.
كُلْ ياولدي .. خُذ مني .. من عظامي من دمي .. ياحبة قلبي …
لم أكن أعرف أن الطعام أيضاً يمكن أن يُعشق .. لأنه سيسري من جسدي إلى جسدكَ الصغير …ولم أكن اعرف أن كل أغنية أغنيها لك سأعشقها أيضاً.. رغم بشاعة صوتي.
ولو استطعتُ أن أقبّل كل لقمة آكلها.. ليصلكَ من حبي ودلالي لكَ ما شئت.
فرحتنا لا توصف “انا وأباك”.. أغراضكَ الصغيرة المعطرة.. أضمها إلي .. كما لو كنتَ انت فيها ..
حركاتكَ .. تمتماتكَ .. أولى خطواتكَ .. وحتى شغبكَ في المنزل .. أتخيلها دائماً قبل أن تأتي.. وقبل أن أراك …
يا حبي… غداً سأعلمكَ الرجولة وأعلمكَ أن تلتهم الجمال بكل شيئ .. أريدكَ كأبيكَ … رجلاً لا يخاف … ولكَ دراية وحكمة بأي شيء … شقياً أيضاً .. ومجنوناً في بعض الأحيان.
أشعرُ ان هذا الحبل السري الذي بيني وبينك هو ملاذنا الوحيد لأن نتمتم كلمات لا يفهمها أحد سوانا.. لغة خاصة فينا نحن أنا وانت.. يا أنا.
لا اخفيكَ ياحبيبي .. أن ابيك وامكَ .. قد تحدثا مطولاً عن الحروب وعن الثورة وعن أمور ضخمة جداً وأنتَ في داخلي، أريدكَ أن تستمعَ إلينا وتعي تماماً أنك آتٍ من بلدٍ ثائر .. من رحمٍ ثائر … من أب ثائر .. أريدكَ أن تلمّ هذه الأحاديث وتفهمها، وتعيها تماماً لأنك يا كنزي ستصبحُ شيئاً كبيراً، ستصبح ذو شأن .. رجلاً منذ الصِغر.
تشدكَ الأحاديث الكبيرة … والأشخاص المميزين ..والأحداث المهمة .. كما كنتُ أنا وأباك في صغرنا …
أكتب إليك .. يافلذة كبدنا