زهراء مجدي
لا تحتاج أن تكون بطلا أو أن تعرض أمنك للخطر، ولكن ما الذي يمكنك فعله حيال ملاحظات الغرباء على مظهرك في دولة أجنبية لا يشبهك مواطنوها.
نظرات وتعليقات خفية أو تهديدات عنصرية صريحة، مواقف يتعرض لها العرب والمسلمون في عدد من الدول الأجنبية، تضعك في حيرة تجاه رد الفعل السليم الذي لا يعرّض حياتك للخطر، لذا نقدم لك بعض الخطوات التي تتناسب مع حدة الموقف الذي تتعرض له:
- قيِّم الوضع قبل أن ترد على شخص عنصري أساء إليك، هل هو بمفرده أم معه أصدقاء؟ هل أنتما في شارع وهناك أناس يرون ما يحدث أم أنك في منطقة مهجورة ليلا؟ هل أنت بمفردك؟ هل معك أطفالك وزوجتك؟ كل هذه الأشياء تستحق النظر إليها للتأثير على استجابتك، لذا إن لم يكن الوضع لصالحك فالصمت قد يكون استجابة فعالة، ثم استمر في التحرك والابتعاد بهدوء عن هذا الشخص.


- إذا قررت الرد على شخص عنصري، فاذكر معتقدك أو موطنك بوضوح واتبعه بجملة مثل "أجد في لهجتك تعصبا شديدا ضدي، وهذا يؤذيني"، أو "أعتقد أنه من الخطأ وضع الأشخاص جميعهم في قالب واحد بناء على دينهم أو عرقهم أو لونهم".
- تنصحك رئيسة قسم دراسات الاتصال في جامعة ألاباما الدكتورة مارشا هيوستن باستخدام الأسئلة المفتوحة في هذه المواقف، وغالبا ما تتبعها استجابة جيدة، كأن تسأل "لماذا تقول هذا؟"، أو "من أين لك بهذه الفكرة عن (...)؟".
- لا تحاول تعليم الشخص العنصري آداب الحديث في هذا الموقف، وعوضا عن ذلك يمكنك تحديد السلوك في حديثك، فإن الإشارة إلى السلوك بوضوح سيساعده على سماع ما يقول، مثل "أنت وصفتني بالإرهابي، هل هذا بدر منك فعلا؟"، ثم تجنب المصطلحات المحملة بالاتهامات، صف سلوك الشخص العنصري بالعنصري، ولا تصف الشخص نفسه بالعنصري.
- إذا كان لديك شك في أن الشرطة ستخذلك لأنك لست مواطنا، فيمكنك الإبلاغ عن الحادث إلى مجموعة محلية مناصرة، إذ تقوم هذه المجموعات مثل مراكز دعم النساء، أو تحالف للأقليات المحلية كالمسلمين، أو الأفارقة، أو العرب المهاجرين، بمراقبة ما يحدث في المجتمع الذي يعيشون فيه لدعم بعضهم البعض. فابحث عن هذه المجموعات، وكن على تواصل معهم قبل سفرك، وفي وقت الحاجة اتصل بهم وأطلعهم على تفاصيل الحادث أو التهديد، وقد يرون طرقا مختلفة للتعامل أفضل من الشرطة المحلية.
- قد يطلب منك أصحاب المحلات المغادرة فور ملاحظتك، وهو أمر تواجهه معظم الجنسيات خارج بلادها، أو تجد شابا في المتجر يتتبعك عن كثب لكنه لا يتحدث معك، أو يسألك بضيق "هل تبحث عن شيء معين؟ لا يوجد مقاس يناسبك هنا؟ لا نبيع ما يشبه ملابسك.. غير مسموح بدخول المسلمين". هنا قاطع هذا السلوك، واطلب قراءة سياسة المحل التي تمنعك من دخوله، أو اسأل الموظف أو الشرطي أو أي شخص آخر لماذا يتتبعك؟ وشارك ما حدث معك في المحل مع مسؤولي العلامة التجارية، أو صاحب المحل إذا لم يكن هو من مارس العنصرية، أو مكتب خدمة العملاء، ثم أخبر الآخرين، وشجع على الامتناع عن التسوق في متجر يمارس التنميط العنصري، وتقدم ببلاغ إلى هيئات حماية المستهلك.
- إذا كان ممكنا، سجّل الحادث بهاتفك -سواء كنت الضحية أو كنت عابرا في هذه اللحظة- لتوثيق ما حدث ونشره، وكشف شخصية الجاني ما دمت في مأمن من عنفه.
- في كثير من الأحيان تأتي العنصرية من أشخاص نعتقد أنهم لطفاء، كالمرشد السياحي، أو صاحب الفندق، أو شريك السكن المؤقت خلال هذه الرحلة. وفي هذه الحالة لا ينطوي الأمر على عنف محتمل، فقط ستجد هذا الشخص إما أن يلقي نكتة على لون بشرتك أوديانتك أو دولتك وثقافتك، أو يطرح أسئلة استنكارية أو استهزاء مبطنا. في هذه الحالة تذكّر أن هذا الشخص تربطك به الآن علاقة مصلحة، لذا عليك بهدوء شرح كيف أغضبك تعليقه، أو دع الصمت المطول يعمل نيابة عنك، وانتظر منه الرد بسؤال مفتوح مثل "ما الأمر؟"، لتصف تعليقه العنصري من وجهة نظرك، وكيف أساء إليك.
- يقدم مركز "قانون الحاجة الجنوبي" الأميركي (Splc) المعروف بانتصاراته القانونية ضد سيادة البيض، نصائحه إذا واجهت أزمة مع جيرانك عند السكن، بأنه لو كنت هدفا لسلوكهم المتعصب وتخاف على سلامتك، فاطلب من جيرانك المتعاطفين معك أن يبقوا أعينهم وآذانهم مع كل حركة من أجلك، أو اتصل بشرطة المقاطعة التي قد يكون لديها بعض السياسات للتعامل مع العنصرية الخاملة. وحتى يمكنهم مساعدتك، ساعد في إقامة علاقات جيدة بمن حولك، أو انتقل إلى حي غالبية سكانه من العرب والمسلمين.
- إذا كنت في محيط حادث عنصري تعرض فيه شخص غيرك للإساءة فيمكنك الرد عليها، ولكن قبل ذلك قيّم أنت الموقف ولا تعرّض نفسك للخطر، فقط قل شيئا إذا كنت تشعر بالأمان، مثل "دعه، واتركه وشأنه". أما إذا لم يكن الموقف مناسبا لقول شيء، ففكر في كيفية دعم الضحية بأن تقف بجانبه أو تتأكد من أنه بخير، ثم اذهب وأخبر أي شخص مسؤول مثل سائق حافلة أو حارس أمن أو ضابط مرور، أو اتصل بالشرطة مباشرة إذا شعرت بأن هناك تهديدا لحياة الضحية.
المصدر : مواقع إلكترونية

JoomShaper