تتفاقم معاناة النازحين السوريين قرب الحدود التركية في ظل ظروف مناخية قاسية، وشح المساعدات الإنسانية، فضلا عن التهديد الذي بات يشكله اقتراب قوات النظام السوري من مخيماتهم.
ومنذ أيام تتساقط الثلوج على مناطق بمحافظة إدلب فر إليها مئات آلاف النازحين بسبب تقدم قوات النظام، وأفاد مراسل الجزيرة في وقت سابق بتسجيل عدة وفيات بمخيمات النازحين عند الحدود التركية جراء البرد والحرائق الناجمة عن إشعال النار للتدفئة.


وتسببت الثلوج في انخفاض درجات الحرارة إلى سبع أو ثماني درجات تحت الصفر، ليصبح الوضع أكثر قساوة في ظل انعدام وسائل التدفئة، بما فيها الحطب.
وبسبب الثلوج، انقطعت الطرق، ولم تصمد الخيام البدائية أمام قوة الرياح.
وتنقل وكالة الأناضول -عن نازحين بمخيم الكرامة غير بعيد عن بلدة أطمة- أنهم يضطرون لحرق ملابسهم من أجل مقاومة البرد، خاصة أن درجات الحرارة هبطت إلى سبع درجات تحت الصفر.
وتؤكد نازحة من بلدة كفرنبودة بريف حماة الشمالي أن سكان المخيم بالفعل يحرقون ملابسهم في ظل غياب وسائل التدفئة، حيث تعد الأنفاس الوسيلة الوحيدة للشعور بالدفء، ولأن نفس الخيمة التي تسكنها تضم عائلتين.
وإلى جانب البرد وشح المساعدات، بات النازحون عند الحدود التركية يواجهون خطر نيران قوات النظام السوري.
وأشار مراسل الجزيرة عمرو حلبي إلى أن قوات النظام قصفت أمس بلدة سرمدا ومخيم النازحين التابع مما أسفر عن إصابات.
وقالت منظمة "منسقو استجابة سوريا" إن أعداد النازحين من ريفي إدلب وحلب في تزايد مع استمرار قوات النظام وحليفه الروسي في حملتهما العسكرية التي انطلقت مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي، فقد قاربت أعداد النازحين -حسب المنظمة- حوالي تسعمئة ألف مدني.

JoomShaper