عمر يوسف - ريف حلب
يحل عيد الفطر على الآلاف من أهالي المخيمات شمالي سوريا كأنه يوم كباقي الأيام، حاملا غصة النزوح عن الديار والمنازل، ومخاوف من تهديدات وباء كورونا الذي يفتك بالآلاف حول العالم، حيث يواجهه المدنيون السوريون بالقليل من الماء والصابون.
في مخيمات إدلب وحلب المكتظة بآلاف النازحين، لا مظاهر للعيد، فلا تغيير طارئا يشير إلى قدومه ولا رائحة للكعك أو المأكولات تنبعث من مكان ما أو خيمة نازح.
ويقول نازحون من إدلب وحلب للجزيرة نت إن العيد لا طعم له ولن يحل عليهم إلا بالعودة إلى منازلهم وقراهم، ونهاية رحلة النزوح والألم المستمرة منذ أكثر من تسع سنوات.
ورغم محاولتهم التحامل على آلامهم لإدخال قليل من البهجة على الأطفال، فإنهم لم يقدروا على تقديم ملابس جديدة أو ألعاب لهم، جراء فقر الحال وضيق ذات اليد وغلاء المعيشة.


أمنيات ضائعة
وليلة العيد جلس الطفل قاسم عجيني (8 سنوات) على حجر أمام خيمته في مخيم دابق بريف حلب شمالي سوريا، بدلا من أن يكون في السوق لشراء الملابس والحلويات، كما اعتاد والده أن يأخذه كل عام في ريف إدلب حيث كان يسكن.
يقول الطفل للجزيرة نت إنه يتمنى العودة اليوم قبل الغد، كي يقضي أيام العيد في منزله بقرية معصران التي نزح منها على وقع قصف الطيران الحربي قبل أشهر، حيث رحلت أسرته على عجل بعد أن أحالت الصواريخ القرية إلى ركام من الأحجار.
ويغالب الطفل البكاء قائلا إن المخيم لا فرحة فيه ولا بهجة بالعيد، مناشدا من أمام خيمته العالم الرأفة بأطفال سوريا كي يعودوا إلى منازلهم ليعيشوا فرحة العيد كما كانوا في السابق.
مظاهر العيد
عبد الله الخالد نازح من إدلب، قال للجزيرة نت إن "العيد يكون بين الأقارب والأحباب وفي منزل أهلنا الذي عشنا فيه أيام طفولة، وليس في المخيم حيث الذل والإهانة والغربة".
ويرى الخالد أن مظاهر العيد في المخيمات تقتصر على التكبيرات والصلاة، فيما يتجمع الأطفال -الذين هم بهجة العيد وفرحته- تحت الأشجار من أجل قضاء الوقت دون ملابس جديدة أو حلويات أو عيديات، "فأي عيد سوف يعيشونه"، وفق تعبيره.
ويحلم الخالد بالعودة إلى منزله حتى إن كان مدمرا، فالجلوس فوق ركامه أهون من المعاناة في المخيمات، وهو العيد الحقيقي للنازحين حيث يمكنهم هناك زيارة المقابر وقراءة الفاتحة على من رحلوا خلال السنوات الماضية، بحسب ما يقول.
إجراءات كورونا
ورغم عدم تسجيل حالات إصابة بفيروس كورونا في مناطق سيطرة المعارضة، فإن المخاوف لا تزال تؤرق السكان، فضلا عن إجراءات العزل وصعوبة التنقل، مما زاد من غياب بهجة العيد.
نجيب محمود نازح من ريف حلب منذ ست سنوات، يقول للجزيرة نت إن العيد يمر كباقي الأيام بسبب البعد عن الديار والأهل، إضافة إلى سوء الظروف الاقتصادية جراء الغلاء وإغلاق المعابر وإجراءات وباء كورونا التي فرضت صعوبة التنقل وعدم التجمعات في رمضان والعيد.
ويكمل بصوت حزين "كل أهلي تفرقوا بين المخيمات والقرى في سوريا وآخرين في تركيا، وفي كل عيد نشعر بالحزن على أطفالنا، فلا أماكن لهم في المخيم من أجل اللعب والمرح، ولا زيارات لملاقاة الأقارب من أجل إدخال الفرح إلى قلوبهم".
المصدر : الجزيرة

JoomShaper