فيما احتفل العالم أمس باليوم العالمي لقوة وشجاعة اللاجئين، قالت مديرة برنامج الشرق الأوسط بمركز ويلسون الأمريكي ميريسا خورما «إن الأطفال السوريين على وجه الخصوص حرموا حتى من أبسط حقوقهم، ولم يتثن لهم أن يعيشوا طفولتهم مثل بقية أطفال العالم».
وروت خورما تجربتها عام 2013 في مجال خدمة اللاجئين أنها كانت ضمن المجلس الاستشاري لمنظمة غير حكومية في الأردن، كانت تدعم مجموعة من البرامج التعليمية والرياضية (كرة القدم)، لأطفال اللاجئين في الأردن وغيرها من الدول في منطقة الشرق الأوسط. وكانت البرامج تركز على البلدات والقرى في شمال الأردن، والتي كانت تستضيف غالبية اللاجئين السوريين.
وقالت «لم تكن رياضة كرة القدم مجرد أداة لتسلية الأطفال، ولكن كان هدفها الجمع بين الأطفال من مختلف الخلفيات، وإشراكهم في النشاط الاجتماعي، واللعب المعرفي وغرس قيم الرياضة فيهم، والمتمثلة في الاحترام والتعاون والعدالة. وبالنسبة لكثير من هؤلاء الأطفال، السوريين وكذلك الأردنيين لم تكن مثل هذه الفرص متوفرة في أحيائهم، فلم تكن هناك بنية تحتية للتجمع فيها أو رياضة، أو مدربين، وفي بعض الحالات لم تكن هناك أي مستلزمات، ولا حتى كرة قدم».
وتقول خورما «إنه بالنسبة للأطفال السوريين بوجه خاص، كان ركوب الحافلة إلى ملعب كرة القدم للمشاركة في تلك البرامج، يذكرهم بنزوحهم المضني من ديارهم في سورية إلى الأردن المجاور، وتتذكر قول طفل سوري لمدربه في اليوم الأول من البرنامج الذي صادف يوم 20 يونيو، يوم اللاجئين العالمي، إن هذه هي المرة الأولى التي يستقل فيها حافلة للذهاب إلى ملعب وليس إلى مكان لجوء أو مخيم تحيط به الأسوار».
وتضيف خورما «إن التعليق البريء الذي صدر عن الطفل السوري هو صرخة مدوية عما أسفر عنه النزوح الذي سلب الأطفال براءتهم وحقوقهم الأساسية، وأنها تتذكر كم كانت البرامج في ذلك الوقت غير كافية لتوفير فرص من حين لآخر للأطفال السوريين ليتذوقوا طعم الطفولة».
وذكرت خورما أنه مع مرور الوقت قام المزيد والمزيد من المنظمات الحكومية غير الدولية برعاية برامجها التعليمية والرياضية والفنية داخل المخيمات وخارجها (يعيش أكثر من 80% من السوريين خارج المخيمات في الأردن)، ومع ذلك، فإن قصة الطفل السوري مازالت إلى اليوم تجسد تجربة كثير من الأطفال اللاجئين السوريين في الأردن ولبنان، وتركيا، وكذلك الأطفال النازحين داخليا في سورية والأطفال اللاجئين الآخرين من العراق، وليبيا، واليمن.
وقالت «إن هذا التحدي يزداد صعوبة في أعقاب تفشي جائحة (كوفيد-19)، والتي لم تضف فقط ضغوطا اقتصادية واجتماعية على الأسر السورية بل فاقمت صعوبة الالتحاق بالتعليم. وحتى في الدول المضيفة، التي نجحت على الأقل في توفير التعليم عبر الانترنت، ظهرت الفجوة الرقمية بين اللاجئين السوريين كعامل تذكير صارخ بأن المزيد من الأطفال السوريين فقدوا فرصة أخرى للتعلم».
الأطفال اللاجئون حول العالم:
ملايين طفل لاجئ.
3.7 ملايين خارج المدارس.
24 % حصلوا على الثانوية.
46 % ليس لديهم منصة تعليمية
23 % ليس لديهم إنترنت.