عمر يوسف
14/8/2021
شمال سوريا– منذ بداية شهر يونيو/حزيران الماضي وحتى بدايات أغسطس/آب الجاري قتل أكثر من 100 سوري في محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية بقصف من قوات النظام السوري وحليفته روسيا، ضمن حملة تصعيد عسكري غير مسبوقة استهدفت المدنيين وممتلكاتهم، لتتصدر آخر معاقل المعارضة السورية المشهد من جديد وتصبح حديث الساعة.
ورغم تراجع حدة القصف نسبيا مؤخرا؛ فإن مدن محافظة إدلب لم تشهد تصعيدا مشابها منذ أشهر، حيث تحولت قرى وبلدات منطقة جبل الزاوية إلى أشبه بمدن الأشباح الخالية من السكان على وقع الاستهداف المستمر بكافة أنواع الأسلحة.
فريق "منسقو استجابة سوريا" وثق نزوح أكثر من 4 آلاف و361 مدنيا في شمال غربي سوريا، محذرا من مخاطر تهدد أكثر من 241 ألف مدني معرضين للنزوح في حال استمرار حملة القصف والانتهاكات.
هدنة روسية تركية
تخضع منطقة شمال غربي سوريا لعدة اتفاقيات تدعو إلى هدنة ووقف إطلاق النار، أبرزها اتفاق وقف إطلاق النار الموقع منذ مارس/آذار 2020 الذي حدث بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في موسكو.
ومؤخرا وخلال بداية أغسطس/آب الجاري؛ اتفق مسؤولون أتراك وروس في العاصمة التركية أنقرة على عدم السماح لأية "هجمات استفزازية" من شأنها إلحاق الضرر بحالة الاستقرار الناجمة عن اتفاق وقف إطلاق النار في شمال غرب سوريا، إلا أن التصعيد لم يهدأ على المدنيين.
وبات السؤال الأكثر تداولا بين الأهالي يدور حول مستقبل المنطقة في ظل التصعيد العسكري ومحاولات النظام اقتحام المنطقة بين الحين والآخر، في وقت لم تمنعه الاتفاقات الموقعة بين الدول الكبرى المعنية في الشأن السوري ووجود نقاط عسكرية تركية.
أحمد وليد من سكان ريف إدلب، قال إن الأهالي يعانون من حالة عدم استقرار دائمة وخشية من الوقوع في قبضة النظام في أية لحظة، خصوصا بعد أن تحولت المنطقة إلى أشبه بقطاع غزة المحاصر، حيث الحدود مع تركيا مغلقة ولا يوجد أي ممر آمن لعبور الأهالي في حال هجوم النظام على المنطقة.
وأضاف وليد -للجزيرة نت- أن الأهالي يعلقون آمالهم على فصائل المعارضة السورية والضامن التركي في عدم السماح للنظام السوري وروسيا من التقدم باتجاه مناطق سيطرة المعارضة السورية في ريف إدلب.
تهجير السكان
عسكريا، تؤكد قوات المعارضة السورية قدرتها على لجم أي تقدم للنظام السوري على إدلب وتبدي جاهزيتها للقتال والدفاع عن مناطقها، لا سيما أن المنطقة أصبحت الملاذ الأخير لأكثر من 4 ملايين سوري ما بين نازحين وأهالي المحافظة.
ويرى تقي الدين عمر مدير مكتب العلاقات الإعلامية بهيئة تحرير الشام -كبرى فصائل المعارضة السورية في إدلب- أن النظام السوري وحلفاءه الإيرانيين والروس يهدفون من تصعيد القصف على المناطق المأهولة بالسكان في إدلب وجبل الزاوية إلى إفراغها من أهلها وتهجير السكان، إضافة إلى تجربة أسلحة جديدة.
وقال عمر -للجزيرة نت- إن "غرفة عمليات "الفتح المبين" -وعلى رأسها هيئة تحرير الشام- تواصل رفع الجاهزية العسكرية وتحصين خطوط التماس بين المناطق المحررة والمناطق المحتلة، إضافة إلى تخريج الكوادر والقيادات الميدانية عبر دورات تأهيل وتطوير كافة العناصر لمواجهة أي اعتداء محتمل من روسيا وميليشياتها".
واعتبر أن الحرب اليوم ليست مع النظام السوري، بل مع حلفائه ومجموعة عصابات تقوم مقامه، مشيرا إلى أن جميع الخيارات مطروحة ومتوقعة، ويجري عليها العمل والاستعداد لمواجهة أي طارئ، وقد تشهد المنطقة تعزيزات عسكرية في أي وقت.
الرد على الخروقات
ونتيجة سقوط عشرات الضحايا في إدلب وجبل الزاوية تعالت نداءات من الأهالي والناشطين بضرورة الرد على قصف النظام السوري من قبل قوات المعارضة السورية، وطالب مدنيون نازحون أن تقوم فصائل المعارضة باستهداف مواقع النظام التي تطلق الصواريخ والمدفعية على المدنيين الآمنين.
بدوره، يقول المتحدث العسكري باسم الجبهة الوطنية للتحرير النقيب ناجي المصطفى إن قوات المعارضة تقوم بالرد الفوري على خروقات النظام السوري وارتكابه المجازر بحق المدنيين في إدلب وجبل الزاوية، من خلال استهداف معسكرات النظام وروسيا في سراقب وداديخ وكفر بطيخ وجورين محققة إصابات مباشرة في صفوف قواته.
ووفق المصطفى، فإن جميع الفصائل العسكرية في قوات المعارضة السورية على أهبة الاستعداد وقامت برفع الجاهزية استعدادا لأي سيناريو قد تقوم به قوات النظام وحلفاؤه من الروس والإيرانيين في إدلب.