تُظهرت الحملة الأخيرة التي أطلقتها ميليشيا "الحرس الثوري" الإيراني لتجنيد الأطفال في محافظة دير الزور، تحت سيطرة النظام ، مدى الأهمية التي توليها إيران لتعزيز وجودها العسكري والسياسي في المنطقة. تستغل إيران الأوضاع الاقتصادية المتدهورة والاحتياجات الملحة للسكان المحليين لتجنيد الأطفال وزجهم في صراع مسلح ضد "قوات سوريا الديمقراطية (قسد)" على ضفاف نهر الفرات.

بحسب التقارير المحلية، استطاعت الميليشيا خلال الأيام الماضية تجنيد عشرات الأطفال من مدينة دير الزور وريفها، معتمدة على استغلال الظروف المعيشية الصعبة. تهدف هذه الاستراتيجية إلى خلق جيل من المقاتلين الموالين لها من خلال أدلجتهم وتقديم رواتب زهيدة مقابل انضمامهم إلى صفوفها.

أحد الآباء تحدث عن تجنيد ابنه البالغ من العمر 16 عامًا في ميليشيا "أسود العقيدات" المدعومة من "الحرس الثوري"، وهي حالة تُسلط الضوء على الضغط الذي تمارسه الميليشيات على العائلات لإقناع أطفالهم بالانخراط في القتال.

تأتي هذه الحملة في أعقاب المواجهات العنيفة التي وقعت في دير الزور بين "جيش العشائر" المدعوم من النظام والميليشيات الإيرانية من جهة، و"قسد" من جهة أخرى، والتي أودت بحياة عشرات المدنيين.

إيران تعمل بجد لتجنيد الأطفال من خلال برامج ومعسكرات خاصة مثل "كشافة المهدي"، التي تستهدف الأطفال من سن 12 إلى 15 عامًا، وتخضعهم لتدريبات دينية وعسكرية تمهد لتحويلهم إلى مقاتلين متمرسين بعد فترة تدريب تمتد لعامين. تهدف هذه البرامج إلى خلق قاعدة شعبية موالية لإيران في المناطق التي تسيطر عليها، ما يساعدها على تعزيز نفوذها وضمان استمرار مشروعها في سوريا.

تستفيد إيران من تدهور الأوضاع المعيشية في المناطق الشرقية، خاصة تلك القريبة من الحدود العراقية، حيث تقدم مغريات مالية وإعفاءات من الخدمة العسكرية في قوات النظام، مما يجعل تجنيد الأطفال والمراهقين وسيلة فعالة لتعزيز صفوف ميليشياتها.

تُظهر هذه الحملة استمرارية سياسة إيران في استغلال الظروف الاقتصادية والسياسية لتعزيز نفوذها في سوريا، وهو ما يُثير القلق حول مستقبل الأطفال الذين يُجندون قسراً أو نتيجة للضغوط الاقتصادية والاجتماعية.

JoomShaper