أخلاق شباب داريا وإيمانهم بأنهم على طريق الحرية كانا سببا لذعر النظام ، لم يحتمل النظام أن يرى مثل هذا النوع من الإصرار فاختار لأهالي داريا الموت بأبشع الصور وفضل ذلك على أن يبقوا قوة فريدة من نوعها أمام حقد قواته .
تجاوز عدد شهداء داريا خلال الحملة الأخيرة 330 شهيدا بينهم أكثر من 210 شهداء أمس السبت فقط معظمهم أعدموا ميدانيا
عن المجازر:
كانت أكبر المجازر يوم السبت تلك التي وقعت داخل جامع (أبو سليمان الداراني) وفي محيطه، حيث عثر في الجامع مساء على مالا يقل عن 156 جثة بينها جثة 19 امرأة و 3 أطفال
وتم إعدام 30 شخص إعدام ميداني في احد الأقبية
وإعدام عائلة كاملة عند جامع مصعب بن عمير رجل من بيت قفاعة وزوجته من عائلة عوض وأولادهما الثلاثة وثلاثة من إخوته
حصلت مجازر أخرى في بساتين المدينة الشرقية راح ضحيتها 13 شخصا على الاقل وفي البساتين الغربية (منطقة السويطي)
بين الشهداء الموثقين عائلات النكاش وابو اللبن والضبع والعبار وأم مع أولادها الخمسة
عن ما حدث:
تجاوز عدد الشهداء منذ بداية الحملة يوم الاثنين 330 شهيدا
سقط أكثر من 120 منهم في الأيام الخمسة الأولى من الحملة على داريا ومعظمهم سقطوا نتيجة القصف العشوائي المركز على المناطق السكنية في المدينة وبعضهم برصاص القناصين الذين تركزوا في بعض محاور المدينة .
وأمس السبت تضاعفت أعداد الشهداء تزامنا مع اجتياح قوات النظام للمدينة وانتقامها الممنهج من الأهالي العزّل فيها حيث قامت تلك القوات بتنفيذ عدد كبير من الإعدامات الميدانية و قنص عدد كبير من الأهالي أثناء انتقالهم ضمن المدينة أو محاولتهم النزوح منها
لم يعرف العدد الدقيق فيها لتعذر الوصول إليها وما تزال الجثث ملقاة على الأرض في كثير من الحالات ويعتقد أن العدد الإحمالي اكبر مما ذكر بكثير
الوضع الإنساني:
وصل عدد الجرحى و المصابين مايتجاوز الـ500 جريحا ومعظمهم بوضع حرج وهم بحاجة للرعاية الصحية في ظل إغلاق المشافي الرئيسية واستهداف المشافي الميدانية ووضع صحي خطر يعمل به طاقم طبي متواضع
الوضع الإنساني في المدينة يزداد تدهورا مع استمرار انقطاع الكهرباء واضطرار جميع المحلات إلى الإغلاق ومنع دخول المواد الغذائية أو الطبية إلى المدينة، وتعذر اسعاف الجرحى بسبب وجود القناصين وقوى الامن في المدينة ونقص الكادر الطبي والمواد اللازمة.
تعليق:
القتل كان لمجرد القتل لم يكن قصفاً مدفعي يصعب التحكم بوجهته .. و لم يكن رداً على ضربات من جيش حر، القتل كان للإرهاب و تم بغطاء دولي. الأسد تجنب قتل الناس بالكيماوي استجابة لتهديد أوباما .. أو بالأحرى عملاً بنصيحته.. و أخذ الضوء لفعل ما يلزم ضمن السقف الجديد .. بغرض إرهاب الناس و إعادة ميزان القوة و الرعب إلى حيث كان قبل معركة حلب وقبل مقتل الزعامات الأمنية.
الإفراط في العنف هي سياسة ردع مقابل الانشقاقات.
ومن أسباب اللجوء إلى هذا النوع من القتل هو أن نظام الأسد فقد السيطرة على السوريين بكل معنى الكلمة ويقوم بمجرد أعمال انتقامية والنهاية قريبة بإذن الله بانتظار توحد كتائب الجيش الحر تحت لواء واحد.
أخيراً.. نوجه السؤال إلى نظام الأسد .. إلى القاتل .. لماذا تقتل الناس في المساجد و في الدور و في الشوارع.. لا في ساحات القتال؟
المصدر:موقع كبريت