أبو مضر
في صحيح البخاري عن أَنَسِ بن مَالِكٍ قال: كان رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في سَفَرٍ وكان معه غُلَامٌ له أَسْوَدُ يُقَالُ له أَنْجَشَةُ يَحْدُو فقال له رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَيْحَكَ يا أَنْجَشَةُ رُوَيْدَكَ بِالْقَوَارِيرِ. وفي لفظ عند مسلم رُوَيْدًا يا أَنْجَشَةُ لَا تَكْسِرْ الْقَوَارِيرَ يَعْنِي ضَعَفَةَ النِّسَاءِ. لا يخفى على كثير من الناس أن النساء وخاصة السوريات خلقن رهيفات حتى أن النسمة تكاد تخدشهن، وهن صلبات فلا تؤثر بهن الريح العاتية ..المرأة السورية تنحني أما النسمة ولا تنكسر أمام العاصفة …ولكن مشيئة الله تعالى أن تتعرض سوريا وحرائرها لزلال عنيف دمرّ البلاد وأخاف العباد واقتلع الأوتاد حتى هام الناس في كل واد. وأصبحنا في المخيمات لاجئين بعد أن كنا نؤوي الألاف من اللاجئين. وانطلقت الحملات الإنسانية من العديد من أهل الخير -جزاهم الله تعالى عنا كل خير- لإغاثة الملهوفين ومساعدة المنكوبين، إلا أن من بين تلك الحملات حملات تحمل السم في الدسم، ظاهرها الرحمة وباطنها من قبله العذاب ..هذه الحملات ظاهرها الستر ورفع المعاناة وتخفيف الأعباء على اللاجئات وباطنها السعار الجنسي عند بعض الذئاب من البشر. وفعلاً قام عدد من الرجال من دول مختلفة بالزواج من لاجئات سوريات قاصرات، مستغلين حاجة آبائهن الذين لا يملكون قوت أطفالهم، وبدلاً من تقديم المساعدة لهذه الأسر أبوا (تجار الجنس) إلا أن ينشبوا مخالبهم في أجساد فتياتهم قبل تقديم المساعدة لهم، ولعمري إن لم يكن هذا هو السبي فما هو ؟؟!. قرأت وسمعت عن أنواع المآسي التي تتعرض لها اللاجئات من قبل تجار الجنس، فبعض الروافض في العراق يجبرونهن على زواج المتعة، ومن العرب والخليجيين من طلق زوجته أو هجرها واتجه إلى المخيمات لشراء فتاة أخرى غير آبه بمصير زوجته وأولاده، ومن هؤلاء من تزوج فتاة صغيرة وبعد أيام راح يتاجر بعرضها، إلى أن استطاعت الهرب، ومنهم من يأتي على العكاز ويشترط أن تكون الفتاة دون السادسة عشرة وليت شعري أهذا يريد زوجة أم ممرضة ؟!. وما أجمل عبارة قرأتها في صفحة: لاجئات لا سبايا تقول: أجمل شعور في الحياة أن تكون إنساناً عكازاً لأخيك الإنسان لا ذئباً في هيئة عكاز … حسبنا الله ونعم الوكيل …كأن كل الذي حصل للسوريين منذ أربعين سنة من ظلم واضطهاد وما يحدث الآن من سحل وقتل وذبح وتعذيب وتنكيل واغتصاب وتهجير وتشريد وتدمير للمنازل والممتلكات لا يستحق النصرة من قبل هؤلاء ولا يجدون وسيلة لمساعدة الشعب المنكوب إلا بسبي أعراضهم واستغلال حاجتهم وإكراههم على القبول ببيع بناتهم دون أن يعلموا أي مصير ينتظرهن، كما يقول المثل السوري (من تحت الوكف لتحت المزراب) يعني هربن من ظلم بشار الأسد ليقعن بين أنياب ذئاب لا همّ لهم إلا إشباع غرائزهم الجنسية، ثم رميهن في الشارع كما ترمى القمامة والبحث عن فريسة أخرى. قرأت في القدس العربي أن محطة إذاعية هولندية ادّعت أن أعدادا كبيرة من السعوديين تقدموا بطلبات إلى سفارتهم في عمان للموافقة على زيجات من سوريات لاجئات إلى الاردن، بسبب انخفاض المهور، ورغبة أهاليهن تحت ضغط الظروف المالية والنفسية بترتيب زيجات عاجلة لهن.
الزواج هو اللبنة الأولى لبناء الأسرة والمجتمع، وحتى يكون المجتمع سليما معافى يجب أن تكون لبناته قوية متينة متراصة. وهذا لن يتحقق إلا إذا بني الزواج على المحبة والرحمة والألفة والمودة والانسجام الفكري والنفسي عندها تكون ثمرة الزواج أطفالاً يباهي بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ورد في الأثر ((تناكحوا تكثروا فإني أباهي بكم الأمم يوم القيامة)). لا شك أن البعض من الأخوة العرب يتمنون-حتى قبل الأزمة- بالزواج من سوريات، وأن البعض منهم يبحث لأولاده عن العفيفة الطاهرة، وهناك زيجات لا تزال قائمة على المودة والرحمة؛ لكن الغالبية العظمى دوافعهم شهوانية حيوانية؛ ولو كانت دوافعهم إنسانية كما يدعون فهناك الألاف من الشباب السوريين بحاجة إلى الزواج غير أنهم لا يملكون شرو نقير.
وفي الختام أقول لأهلنا في كل مكان : ألم ترفعوا من البداية شعاراً رائعاً الموت ولا المذلة …المذلة هي المذلة إن كانت من بشار أو من أي عربي غدار …احذروا أن تبيعوا بناتكم مهما كلف الثمن، احذروا أن ترموا بهمن إلى مصير مجهول، واعلموا أن الفرج مع الصبر وأن مع العسر اليسر، وثقوا بالله تعالى فعسى أن يعيدكم جميعا إلى حضن الوطن في القريب العاجل …وأما إن جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه.

JoomShaper