الكاتب : أحلام النصر
كلنا يشهد ما يجري في سوريا من جرائم تشيب لهولها الولدان وتهوي الجبال ، وكلنا يعلم مدى الخذلان العالمي المثير للاشمئزاز في ظلِّ مباركةٍ عالمية للمجرم وإجرامه وما يسوم به شعبنا السوري الأبي من العذاب والهوان ، وتجاهلٍ صفيق لا إنساني لدماء الشهداء وآلام الضحايا والمعذَّبين وَهُمْ كلُّ سوري رفض الذل والهوان والاستعباد ... فما هو الحل ؟؟الحل أن ينهض من لم ينهض ، وأن يجاهد مَن لم يجاهد.
وأن يقوم كل فرد منا كبيراً كان أم صغيراً ذكراً كان أم أنثى عسكريّاً كان أم مدنيّاً بواجبه ، فكلنا عليه واجب ، وكلنا له محله الذي لا يستطيع أن يسده غيره ، وكلنا مسؤول من هذه الثورة ، وإن خذلنا العالمُ فيجب ألا نخذل نحن أنفسنا ولا نسكت عن حقنا ولا نستسلمَ ونموتَ كالخراف ، مع علمنا التام أن الله تعالى لا يضيع أجر مَن أحسن عملاً ، وأن العاقبة للمتقين ، وأن الله تعالى لا ينصر القوم الظالمين ، ولا يخيب رجاء المظلوم ..
فالدعاء الدعاء ودعم الجيش الحر والتلاحم التلاحم لنكون جسداً واحداً متآزراً : يحتاج لكل جزء منه كي يتحرك ، ويعتني بكل جزء منه كي يصمد ، ونكون يداً واحدة تبطش بالظالمين وتسعف المحتاجين وتدعم الأبطال المجاهدين .
شباب الخارج الأحرار : مَن استطاع منكم الانضمام للجيش الحر فليفعل ، ومَن قدر على الدعم المادي فهو أَولى وأنجع وأفضل ، ولا تبخلوا بنشر قضيتكم ولا بأفكاركم ، ولا تستصغروا شيئاً ولا حتى النزر اليسير ؛ فكل شيء مهما كان : أفضل مِن لا شيء ، ومَن يعمل مثقال ذرة خيراً يره .
شباب الداخل الأبطال : واجبكم أنتم أكبر من واجب غيركم : كأهل الداخل ؛ لأنكم أقدر على معرفة الموقف وما يتطلبه من جهاد وصمود ، وواجبكم أكبر من غيركم : كشباب ؛ لأنكم شباب الأمة وأملها وعدتها وعتادها ، فساعدوا الجيش الحر بكل شيء ، و((جااااهدوا)) معهم :
اقطعوا الطرقات ، وليكن مع كل واحد منكم سلاح ولو كان سكينة ، أنا شخصياً لن أسامح أي شخص سواء كان شابّاً أم فتاة (بالذات البنات) إذا لم يكن معهم سكينة أو أي سلاح آخر ، الموت علينا حق فلتكن المسألة : علي وعلى أعدائي ، وليكن شعارنا : لا للموت المجاني ، وإن كان لا بد من الألم : فليتألم أعداؤنا معنا قاتلهم الله ..
قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار بإذن الله ، فجاهدوا ثم جاهدوا ثم جاهدوا ولا تخافوا يا أحفاد الصحابة الأبطال ، اليوم يومكم ، افتحوا القرآن الكريم لتعلموا أن الجهاد واجب ، افتحوا كتب الحديث النبوي الشريف لتعلموا أن الجهاد واجب ، استقروا التأريخ وأمجاد أجدادنا المسلمين الأبطال لتكونوا مثلهم وتحتذوا حذوهم وتعلموا كذلك أن الجهاد واجب ، ثوروا على نفسية الانهزام التي زرعها فينا أعداؤنا في الداخل والخارج وسلبونا حتى حقنا في الدفاع عن أنفسنا لنكون بنظرهم - وهم السفاحون القاتلون المجرمون !!! - عبيداً لهم لا بأس بنا بنسبة 40% !!! ، ويا لها من نتيجة !!!! ويا له من سبب وجيه لنتخاذل من أجله !!!! ..
أطيعوا الله تعالى ، وجاهدوا ودافعوا عن أنفسكم ، واحموا أوطانكم وأعراضكم ، وأروا الله تعالى منكم ما يحب ويرضى ، انفروا ولا تكونوا ممن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين .
يا جيشنا الحرَّ الوفي .... بوركتَ من جيشٍ صَفِي
مهما يكابدُ عُسرةً .... بالوعدِ مقداماً يَفِي
لا تنظروا إلى صعوبة النتائج ؛ فالنتائج بيد الله تعالى وحده ، ولكننا نحن البشر مأمورون بالعمل وبذل كل شيء ... لا يكلف الله نفساً إلا وسعها وبنفس الوقت يطالب كل فرد بما يستطيع ، نعم .. الله تعالى أمرنا بالعمل وتكفَّل هو سبحانه بالنتائج ، لم يقل : انتصروا ، بل قال تعالى : {إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم * } ، فحي على الجهاد يا أمة الجهاد ، ولن يخذل الله تعالى قوماً أجابوا دعوته وأطاعوا أمره ورضوا به ربّاً وبنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - نبيّاً ورسولاً - ، وبالإسلام ديناً وشرعاً ومنهاجاً ..
وَإنها لَفرصة عظيمة كي ينال كل فرد خيرَي الدنيا والآخرة ، ومن تولى ولم يؤدِّ واجبه فهو الخاسر الأكبر في الدارين ، وليوطّن نفسه على احتمال النتائج وتلقي العقوبة الإلهية له في كل شأن من شؤون حياته ؛ إذ إن خذلان الإخوة في موطن النصرة : يجلب سخط الله تعالى وغضبه وخذلانه للمتخاذل في موقف يحب فيه أن يُنصر وينتصر ..
فَذا درسُ الكرامةِ جاءَ حِرْزاً .... لعلَّ الظُّلمَ يأمَنُ مِنْ رداهُ
فيا سعدَ الَّذي اغتنمَ العطايا .... بِفَهمِ الدَّرسِ ذا حقّاً وعاهُ
وَيا تعسَ الَّذي ولَّى غروراً .... عنِ الدَّرسِ العظيمِ بلِ ازدراهُ !!!
الله أكبر ، عاشت سوريا حرة أبية ، الله أكبر انتصرت سوريا على المجرمين ، الله أكبر انتصرت ثورتنا الكاشفة مزلزلةُ الهيمنة الاستدمارية وهازمةُ موظفي الاستدمار من الحكام الخونة ، ومدمرةُ المؤامرات العالمية ، وحجرُ بناء الخلافة الإسلامية ، يقول تعالى : {وكان حقّاً علينا نصر المؤمنين *} .
اللهُ أكبرُ يا بلادي كبِّري .... رغمَ الأعادي يا بلادي وَازأري
لا تركني يوماً لِباغٍ لو طغى .... إنَّ البقاءَ لِحقِّنا فَلْتُبشري
ملاحظة : الأبيات الشعرية من تأليفي.
المصدر: رابطة أدباء الشام
بيان من ابنة سوريا
- التفاصيل