حرائر سوريا.. لسن للبيع
عبدالخالق صبحي
قاتل الله نظام الأسد وأذنابه..وقاتل الحرب ومعدومي المروءة والضمير والإنسانية الذين اتخذوا من الحرب السورية الطاحنة فرصة لإرواء شبقهم تحت مزاعم ستر السوريات. قاتل الله منتفخي الجيوب متسخي الجلابيب الذين تصوروا أن النساء السوريات سبايا أو سلع رخيصة للبيع في سوق النخاسة..
فلا نامت أعينهم كما نامت ضمائرهم..ولا نامت أعين الجبناء. فسوريا العظيمة لم تكن يوما مولا تجاريا لبيع الحريم لمن يقدر علي دفع الثمن.. سوريا تمر بمحنة ثقيلة في الداخل وتطارد مواطنيها محنة أكبر في الخارج. أشعر بمنتهي الخجل كلما قرأت فتوي من صنابير الفتاوي التي انفتحت علي آخرها تحث المسلمين علي الزواج من سوريات مبررة موقفها المخزي بسترة مزعومة!
من أراد أن يستر سورية فليوفرلها فرصة عمل أو مأوي مجانيا من دون شروط, ألا يجبرها علي الزواج تحت سيف الفقروالعوز, ألا يستغل حاجتها, ألا يصطاد في الماء العكر.
ليست هذه أخلاقنا يا أصحاب الفتاوي,وليست هذه هي الطريقة المناسبة لنصرة المسلمين في محنتهم.
ثم.. من قال إن المحنة السورية لم تفرز إلا حريما ؟ فاللاجئون السوريون الذين هربوا من قوات الأسد للنجاة بحياتهم من آلته العسكرية الجبارة والذين تخطت أعدادهم الـ700 ألف لاجيء موزعون علي دول الجوار وبعض الدول العربية والأوروبية فيهم رجال وأطفال وشيوخ وعجائز, وهم غير مطلوبين في سوق النخاسة نفسها.. فأين يذهبون؟ لماذا انتقت تلك الفتاوي المريضة النساء من بين اللاجئين السوريين لتقديم يد العون لهن مشروطة بالزواج؟ وماذا عن السوريات المتزوجات؟ لماذا لا يفتي من أفتي بالفتوي المسمومة بتطليقها من زوجها السوري الهارب من جحيم الأسد ليتزوجها أحد المرضي النفسيين الباحثين عن المتعة بين نساء تعرضن للاغتيال المعنوي علي يد قوات الأسد ليغتالها مرة أخري تحت مزاعم الستر لتكتمل تلك المهزلة الأخلاقية؟
قد أتفهم حالة الرجل الشبق الانتهازي الذي يحوم حول المرأة كالحيوان المفترس ليقتنص واحدة معوزةاستغلالا لظروفها التعيسة, ولكن ما هو المبرر لرجل يدعي أنه رجل دين يتحدث باسمه أن يمنح هذا الحيوان الضاري ترخيصا بالزواج بالإكراه..هي فتوي مغرضه تعكس هوي صاحبها ولا علاقة لها لا بالدين الإسلامي ولا بأي شريعة سماوية.
وإذا كان بعض أثرياء المسلمين قادرين بالفعل علي ستر اللاجئات السوريات, فأين هم؟فليستروهن لوجه الله, ولو بتوفير فرص عمل لهن ولذويهن,وليروا اللاجئين السوريين كلهم رجالا ونساء وأطفالا وشيوخا وعجائز بعين العطف والرحمة.. علينا أن نخجل جميعا من أنفسنا,أن ندفن أنفسنا أحياء إن وصل بعضنا إلي هذا الدرك الأخلاقي..أما اللاجئات السوريات فلهن الله وهو لن يخذلهن.
كلام مباح
- التفاصيل