أ. رفيقة دخان
أهم الصعوبات التي تتعرض لها النساء المعتدى عليهن:
أنواع التعذيب النفسي والجسدي والاجتماعي تتعرض له أخواتنا المسلمات في سوريا تواجه المعتدى عليها لحظات رعب وخوف يزلزل كيانها، تعاني الآلام النفسية والجسدية، ألم انتهاك الكرامة والإنسانية التي يستخدمها النظام المجرم ضمن أسلحته التي يضغط بها على رجال ونساء المجتمع.
إنَّ من أصعب ما يواجه الحرة من ألوان العذاب تنكُّر والدها أو أخيها أو زوجها أو غيرهم من أحبابها ومجتمعها لها، وتبرؤهم منها، وعدم السؤال والبحث عنها إن هي سجنت، أو منعها من العودة لبيتها، فضلا عن قتلها أو إيذائها عن جرم لم ترتكبه!
كما أنَّ لوك شرفها بأفواه المجتمع بأوصافٍ أو ألفاظٍ جارحة هي أعظم ما يمكن أن تواجهه الحرة في مجتمعها، وهو ما يؤدي لعزلتها، وقد يدفع بها إلى إنهاء حياتها أو الهرب من مجتمعها.
كما أن من المصاعب: حصول الحمل، كيف ستتصرف معه؟ وكيف تواجه المجتمع به؟ وماذا بعد ولادته؟
أهم وسائل العلاج.
ينقسم العلاج لعدة محاور:
المحور الشرعي:
بيان العلماء للناس تزكية النسوة المصابات والتأكيد على أن ما حدث لا ينتقص من شرفهن، وأن من يوقع عليهن الذنب فقد طعن بعفتهن سواء علم بذلك أم لم يعلم ويكون آثمًا بذلك؛ والمستقر عليه فقهًا عدم صحة أي فعل تحت الإكراه، ولا يترتب عليه أي ذنب، قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه)، وقال تعالى {إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان} فالكفر أعظم الذنوب وأقبحها ومع ذلك لا يقع في حال الإكراه، فكيف بأمر كهذا؟
رفع معنويات الضحايا وأسرهن وتذكيرهم بأنه مايصيب المؤمن من أذى في سبيل الله يرفع الله به درجاته، ويجزيه عنه خير الجزاء، وهذا الأذى الذي لحق بهؤلاء لا يخرج عن ذلك.
بيان فتاوى العلماء بجواز إجهاض الحمل الناتج عن الاغتصاب والمدة القصوى فيه.
العلاج الإيماني للمصابة، بتصبيرها، وتذكيرها بتقدير الله تعالى؛ لتخفيف المصاب عنها.

المحور الإعلامي:

دعوة المنظمات الحقوقية والإنسانية للتوثيق وتغطية الحدث ولفت انتباه الرأي العام.
عمل حملة توعوية دعائية كبيرة لإنصاف وتكريم الضحايا، ولفت انتباه وأنظار العالم لمعاناتهن، سعيًا إلى محاكمة النظام الجاني المعتدي وأذنابه.

المحور القانوني:

توثيق ورصد الحالات المتضررة، وتشجيع الضحايا وذويهم على ذلك، ليتمكن من تصعيدها بشكل كافي وضاغط على النظام في المحافل المختلفة.
دعوة المنظمات والناشطين الحقوقيين لتوثيق ومتابعة هذه الجرائم وإعداد الملفات والوثائق القانونية اللازمة لمحاكمة ومعاقبة المعتدين ورؤسائهم وأركان النظام المجرم.

المحور الطبي:
معالجة الآثار الطبية الناتجة عن الاعتداءات وهي:

أول وأهم وأعجل أمر تفقد وجود حمل والعمل على إجهاضه قبل إتمامه أربعة أشهر حسب فتاوى العلماء.
معالجة الأمراض الجسدية والموضعية التي قد تكون موجودة نتيجة هذا الاعتداء، والتي قد تتطلب التدخل الجراحي.
وضع برامج دعم ومعالجة نفسية متخصصة قصيرة وطويلة الأمد.

المحور النفسي الإغاثي المؤسسي:

محاولة التعرف على النساء اللاتي تعرضن لاعتداء النظام وأذنابه.
إنشاء مراكز متكاملة ميدانية لعلاجه المتضررين نفسيًا، وشمولهن بهذا العلاج، واحتواء هذه المراكز على: (مستشار شرعي، مستشار أسري، أخصائي نفسي، طبيب نساء، طبيب جراحة، بالإضافة لفريق المساندة النفسي).
إنشاء موقع إلكتروني يتيح للضحايا التواصل مع المختصين لشرح المشكلة والحصول على العلاج اللازم والمشورة المناسبة بسرية تامة ودون كشف هوية الضحية، مما يتيح إفصاح الضحايا بشكل أكثر أريحية عن تفاصيل المعاناة مما يمكن المختصين من تقديم العلاج المناسب، وهذا يساعد ببناء علاقة تدريجية مع الضحية بحيث يمكن توجيهها للمراكز الميدانية المتخصصة إن دعت الحاجة.
تأمين مساكن آمنة للضحايا.
كما أن هناك حاجة ماسة لخلق ثقافة ووعي وإرساء قواعد سلوكية بالمجتمع تنظم وتحكم سلوك المواطنين بالداخل والخارج بل وحتى لدى مواطني الجوار أخلاقيا وقانونيا؛ وذلك يستدعي الاعتراف بأن هؤلاء الحرائر ضحايا كالشهداء والمعتقلين والجرحى، وليس من العدل إخفاء الجرائم التي ارتكبت بحقهن أو التبرؤ منهن أو تزويجهن لغير الأكفاء أو نبذهن خوفا من العار والفضيحة.

رسالة أخيرة:
وأخيرا أخيتي: أسأل الله أن يتقبل مصابك ويرفع درجتك ويعينك ويرحم ضعفك وهوانك على الناس
فلا تهني ولا تحزني وابشري فالفرج قريب بإذن الله...

JoomShaper