رسالة إلى الضمير العربي والعالمي
يمر علينا هذا العيد .. كما مرت قبله الأعياد السابقة ..
وشعبنا يعيش تحت القصف ..
وأهلنا يعيشون لاجئين في الخيام ..
_____
قصيدة : “لا مرَّ عيدٌ من هنا .. ولا بقايا عيد ”
للشاعر الحر : غياث أبيض ..
_____________________________
لا مرَّ عيدٌ من هنا ..
ولا بقايا عيد
خروجنا ممنوعٌ ..
هاتفنا مقطوعٌ ..
والنتُّ .. والبريد
والليلُ ضيفٌ أسودٌ ..
والماءُ بين القطعِ والتهديد
فلا تلومونا إذا كنا تأخَّرنا عليكم ..
يا رفاقي ..
عيدُكم سعيد
يا سادتي ..
لا تفسدوا فطوركم بالبحث عن أخبارنا
لا تدَعوا أطفالكم يشاهدوا أشلاءنا
فربَّما يسألُ طفلٌ : “ماالذي يجري هنا ؟! ”
وربما تعجبُ طفلة : “أليسوا مثلَنا ؟!”
وربَّما مراهقً يصرخُ : “مادوري أنا ؟! ”
يا أصدقائي ..
أغلقوا التلفازَ .. أنتم في غنى .
يا سادتي .. أولادُكم أولادنا
ماذنبُ طفلِكم .. يشاهدُ ابننا
مقطَّعاً .. مشرَّداً .. مكفنا
فغيوا القناةَ ..
وارجعوا لعيدكم ..
لكم منا التهاني والمنى ..
من بعد قصفِ الحي في الليلِ وفي النهار
لم يبقَ من حيٍّ .. ولا سقفٍ .. ولا جدار
فسامحونا .. ليس بالإمكانِ أن نستقبلَ الزوَّار
وأجلوا زيارةَ العيدِ لعيدٍ قادمٍ ..
يحكمُ فيه الله والأحرار ..
يا سادتي لا تسألوا عن حالنا ..
أخبارُنا ليس بها جديد
في كل يومٍ عندنا مجزرة
في كل أرضٍ عندنا مقبرة
في كل شبرٍ عندنا شهيد
أخبارنا ليس بها جديد
في كل قصفٍ ..
نرفعُ الأنقاضَ عن عائلةٍ ..
نصورُ الطفلَ بحضنِ أمه ..
نكفنُ الابنَ بجلدِ عمه ..
وندفن الجدَّ مع الحفيد ..
يا سادتي لا تسألوا عن حالنا.. نحن بخيِّر
ما زالَ في مطبخنا ماءٌ وتمر
ما زالَ في ضيعتنا تسعونَ قبر
ومسجدٌ لم يقصفوه ..
ومصحفٌ لم يحرقوه ..
وعندنا ممرضٌ .. وعندنا عدةُ بتر
وعندنا عشر بنادق
وعندنا ألفُ منافق
وعندنا من كل عذرٍ ألف عذر
لكنَّما ما عندنا شكٌّ بربٍّ .. أو بنصر
يا سادتي لا تقلقوا نحن بخيِّر
فوفروا أموالكم لغيِّرنا ..
مازالَ في إيرانَ أيتامٌ وفقر
ولملموا أكياسَكم وانصرفوا ..
إنَّ مؤونةَ الرجالَ عندنا تكفي لعُمر
يا سادتي ..
لا تقلقوا لوحشةِ الأيتامِ في دُورِ الأرامل
فليلةُ العيدِ تزورهم “براميلٌ ” ..
وفي الفجرِ تسليهم قنابل
ومثلما يصيحُ أطفالكمُ في “أرضِ ديزني ” ..
فصغارنا تئنُّ في ملاجئِ المنازل
وعندهم ما لم ترَ العينُ من الهدايا
فعندهم فوارغٌ ..وعندهم دبَّابةٌ .. وعندهم شظايا
وعندهم ما عندهم .. من كل أنواعِ السلاسل
يا سادتي نحن بخيِّر فاطمئنوا ..
وارجعوا إلى “مُهَدئ ” النوافل
وكفكفوا دمع التماثيلِ ..
وخلُّونا مع الله نقاتل .
شرف كبير لي أن تلقي قصيدتي الفنانة الحرة ليلى عوض ..
شكراً ليلى للوقت .. للتعب .. للصدق
رابط القصيدة على اليوتوب …
“في سوريا .. لا مرَّ عيدٌ من هنا .. ولا بقايا عيد”
- التفاصيل