أرى أن هذا السؤال .. جُل ما جنيته من تضامني مع الثورة السورية ..!
فمن يراني أرتدي (اللفحة السورية) عادة .. يناديني ليتسائل ” انت سورية ” ..؟
لسان حالي يجيب أنني مسلمة .. عربية .. و كل ذرة فيَّ تعلن تضامنها مع ثورات الربيع العربي.. و أخص ثورة سوريا .. ومن منا لم يتضامن معها ( ثورة الحق..
بعض حروف أنثرها على شبكات التواصل الإجتماعي .. و صورة أضعها كصورة شخصية .. أو صورة غلاف .. تجعلني أكثر عرضة لوصول رسائل تضامن وأدعية لنصرة ثورتنا .. الى علبة الوارد لدي ..
لا أتردد في قول آمين .. حتى و إن أوضحت هويتي كي لا يحدث لبس .. فهي ثورتي …!
أجل هي ثورتي .. لأنني مسلمة .. عربية .. ثورتي لأنها طاهرة ..
لأنها ثورة حرية .. وانا أعشق الحرية .. فأنى لها بعد ذلك ألا تكون (ثورتي ( …!
و يا لسخافة من ظنوا بأن ثورة سوريا .. حكر على من حمل جنسيتها …!
أعيدها مرارا و تكرارا ..( انا متضامنة ) و أمارسها (فعلا ).. قدر استطاعتي ..
لكن ..
يجتاحني سؤال يجتث أوردتي ..!!
ترى .. ماذا جنيتي مني ثورتي حين تفاعلت .. حين تكلمت و تضامنت …!
ماذا جنيتي مني حينما احتضنتها ( لفحة الثورة ) …!! و وضعت ( دبوسا متضامنا ) على حقيبتي ..!!
ماذا جنيتي مني إن نذرت حروفي لكي .. !!
ماذا جنيتي منها دمعتي حين تنساب معلنة أن قلبي ينزف على مأساتك ..!!
ماذا جنيتي مني و انا التي حين يؤلمني قلبي أشيح بوجهي عن الخبر … عن الصورة الناطقة بمأساتك ؛ رأفة بفؤاد يحتضر ..!!
لربما يتعمق ألمي .. ليجبرني على هجران كل الأنباء ؛ بحثا عن هدوء .. ليوم أو ليومين .. أو ربما لأسبوع …!!
و أنت في عز هدوئي تتأوهين .. في عز سباتي تنزفين ..!!
فأين تضامني من مأساتك …!
أقر بمجرد طرحي لتساؤلاتي بأنني أرثي حالي قبل أن أرثيك ..!!
أقر بها أنني أتوق الى وافر ( تضامن ملموس ) يجعلني جديرة برفع رأسي عاليا ساعة النصر ..
لست أبالغ غاليتي حين أخبرك أن حروفي تخونني حين أستجديها كي تبوح ..!
أمجرد البوح بات من المحال …!!
أشتهي بوحا كصرخة غضب في وجه الظلم .. ككلمة حق عند سلطان جائر …!
أشتهي بوحا صارخا .. في زمن البوح الصامت ..!!
ثم ما حيلة بوحي إن استجاب لإستجدائي ..
أأرثيكي ..؟ و نحن الاحق بالرثاء …؟
أأخطها لكي حروف الإعتذار ..؟
ويحها .. أو تحيي شهيدك تلك الحروف ..! أم أنها تشفي جريحا يتجرع الألم …!
أم أنذرها حروفي لتسرد المأساة ؛ علها تلتقي بضمير من بقية لديه بقية من إنسانية ….!!
فإن كان ما بالقلم من حيلة .. فليحتفظ لي قلمي ببقايا إنسانيتي .. فليُبْق لي قليلا من ماء وجهي …!!
مر شهر .. يتلوه شهر .. يتلوه شهر …!
و عمرك الندي ثورتنا .. يورثنا الحرية و العزة و الكرامة ..
عمرك ذاك غاليتي لا يقاس بالأيام و الأشهر و السنوات .. بل بأرواح الشهداء ..
بقطرات الدماء .. و بقصص الصبر و الفداء ..
كل ثانية فيكِ .. تمحو دهرا من الظلم و السكوت عن الحق ..
حق لكي أن يرقب العالم بأسره نصرك و هو يرتسم .. فأنت لست كأي ثورة ..
أنت حق يجابه باطل ..
أنت عقيدة تحطم الأصنام .. تمحوها عصور الجاهلية ..
أنت نصر يئد عمرا من الهزائم ..
رغم عمق ألمي لمآساتك غاليتي .. إلا أني أراها رايات نصرك ترفرف في الآفاق ..
وأعلم يقينا أننا سنشهد يوما نغبطك فيه على عطاء القدير لك .. جزاء صبرك ..
سوريتي .. صبرا .. فإن موعدك جنتين ..
إحداهن جنة نصر و عز .. في هذه الدنيا ..
و الأخرى تلك التي فيها .. ما لا عين رأت .. و لا أذن سمعت .. و لا خطر على بال بشر
الكاتب : نسيبة العزة